رواد التنمية البشرية بالمحرق: أحمد العمران (1)

| د. حسين المهدي

زخرت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬برواد‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الأول،‭ ‬ممن‭ ‬تركوا‭ ‬بصمات‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الموارد‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المهمة‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والشاملة‭ ‬لجميع‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬من‭ ‬المحرق‭ (‬أم‭ ‬المدن‭) ‬بإنشاء‭ ‬أول‭ ‬مدرسة‭ ‬نظامية‭ ‬في‭ (‬1919م‭). ‬وسنخصص‭ ‬مقالنا‭ ‬اليوم‭ ‬ومجموعة‭ ‬مقالاتنا‭ ‬القادمة‭ ‬لمن‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬قرن‭ ‬منذ‭ ‬انطلاق‭ ‬التعليم‭ ‬الحديث‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬ونبدأ‭ ‬بـ‭ ‬“مربي‭ ‬الأجيال”‭ ‬الأستاذ‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬موسى‭ ‬العمران،‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬المحرق‭ ‬في‭ (‬‮١٩٠٩‬م‭) ‬لأب‭ ‬بحريني‭ ‬وأم‭ ‬عمانية‭ ‬هي‭ ‬السيدة‭ ‬شيخة‭ ‬بنت‭ ‬حسن‭ ‬بن‭ ‬حمدي‭ ‬الزرافي،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬تتقن‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة،‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬الأثر‭ ‬البالغ،‭ ‬وبدأ‭ ‬الدراسة‭ ‬بتعلم‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬سيدة‭ ‬فاضلة‭ ‬لعدة‭ ‬أعوام‭ ‬مع‭ ‬أطفال‭ ‬“الفريج”،‭ ‬تلقى‭ ‬دروسه‭ ‬الخصوصية‭ ‬بمجلس‭ ‬والده،‭ ‬في‭ ‬تلاوة‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬والخط‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬“الملا”‭ ‬بمشاركة‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬رفاقه،‭ ‬ثم‭ ‬دخل‭ ‬مدرسة‭ ‬الكويتي‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬الطبطبائي‭ ‬بمعية‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ومحمد‭ ‬بن‭ ‬يوسف‭ ‬فخرو،‭ ‬وأحمد‭ ‬بن‭ ‬صقر‭ ‬الجلاهمة‭. ‬

مع‭ ‬تأسيس‭ ‬مدرسة‭ ‬“الهداية‭ ‬الخيرية‭ ‬الخليفية”‭ ‬آنذاك‭ ‬في‭ (‬1919م‭) ‬التحق‭ ‬بمقرها‭ ‬المؤقت‭ ‬ببيت‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬إبراهيم‭ ‬الزياني‭ ‬حتى‭ (‬1923م‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬بدأ‭ ‬العمل‭ ‬مدرساً‭ ‬للفترة‭ ‬المسائية،‭ ‬ويساعد‭ ‬والده‭ ‬بمكتبه‭ ‬بالفترة‭ ‬الصباحية،‭ ‬بعد‭ ‬خمسة‭ ‬أعوام‭ ‬ابتُعث‭ ‬للجامعة‭ ‬الأميركية‭ ‬ببيروت،‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬ثمانية‭ ‬طلاب‭ ‬ترسلهم‭ ‬الحكومة‭ ‬للدراسة‭ ‬بالخارج‭ ‬خلال‭ (‬1928‭ - ‬1930م‭) ‬والتحق‭ ‬بالجامعة‭ ‬الأميركية‭ ‬بطهران‭ ‬في‭ (‬1932م‭)‬،‭ ‬ولكنه‭ ‬عاد‭ ‬بنهاية‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭. ‬خلال‭ (‬1934‭ - ‬1942م‭) ‬عمل‭ ‬بدائرة‭ ‬الكهرباء،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تعيينه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حاكم‭ ‬البحرين‭ ‬آنذاك،‭ ‬أميناً‭ ‬لسر‭ ‬بلديتي‭ ‬المحرق‭ ‬والحد‭ ‬في‭ (‬1942‭ - ‬1947م‭) ‬أصبح‭ ‬خلالها‭ ‬مديراً‭ ‬للمعارف‭ ‬بالنيابة،‭ ‬بعدها‭ ‬تفرغ‭ ‬مديراً‭ ‬للمعارف‭ ‬في‭ (‬1947م‭)‬،‭ ‬وكان‭ ‬ممثلاً‭ ‬للبلاد‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المؤتمرات‭ ‬التربوية‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬بيروت،‭ ‬وشارك‭ ‬بمؤتمر‭ ‬في‭ ‬“الجمهورية‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة”‭ ‬في‭ (‬1960م‭) ‬وبتوليه‭ ‬مسؤولية‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬العام‭ ‬اعتنى‭ ‬بمدرسة‭ ‬الصناعة‭ ‬المُؤسسة‭ ‬في‭ (‬1936م‭) ‬وافتتح‭ ‬معهد‭ ‬المعلمين‭ ‬في‭ (‬1966م‭) ‬ومعهد‭ ‬المعلمات‭ ‬في‭ (‬1967م‭)‬،‭ ‬وتحوُل‭ ‬مدرسة‭ ‬الصناعة‭ ‬إلى‭ ‬كلية‭ ‬الخليج‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬في‭ (‬1968م‭)‬،‭ ‬وقبول‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عضواً‭ ‬في‭ ‬اليونسكو‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬العام‭. ‬ونكمل‭.‬