مواقف إدارية

الضجيج قد يفقدنا التركيز والسؤال

| أحمد البحر

كنا‭ ‬قد‭ ‬تحدثنا‭ ‬في‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬المقالات‭ ‬عن‭ ‬الإدارة‭ ‬بالأهداف‭ ‬والإدارة‭ ‬بالنتائج‭ ‬والإدارة‭ ‬بالقدوة‭ ‬والإدارة‭ ‬بالتخطيط‭...‬الخ‭. ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الأسطر‭ ‬سوف‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬الإدارة‭ ‬بالسؤال‭. ‬هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬أو‭ ‬المنهجية‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬السؤال‭ ‬في‭ ‬توضيح‭ ‬الرؤية‭ ‬للمؤسسة‭ ‬وأهدافها،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الأداة‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التقييم‭ ‬والمتابعة‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬التزام‭ ‬المؤسسة‭ ‬بخط‭ ‬سيرها‭ ‬لتحقيق‭ ‬تلك‭ ‬الرؤية‭ ‬والأهداف‭.‬

هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬يعتمد‭ ‬اعتمادًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬على‭ ‬نوعية‭ ‬هذه‭ ‬الأسئلة‭ ‬وعمقها،‭ ‬بعبارة‭ ‬أخرى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الأسئلة‭ ‬استراتيجية‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يتأتى‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬السائل‭ ‬يتمتع‭ ‬بحس‭ ‬قيادي‭ ‬يسنده‭ ‬المؤهل‭ ‬والخبرات‭ ‬الإدارية‭ ‬المتراكمة‭ ‬والمتجددة،‭ ‬ففاقد‭ ‬الشيء‭ ‬كما‭ ‬يقال‭ ‬لا‭ ‬يعطيه‭. ‬ولكن‭ ‬كيف‭ ‬نستخدم‭ ‬هذه‭ ‬الأسئلة‭ ‬ومتى‭ ‬وهل‭ ‬يتقبل‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬هذه‭ ‬الأسئلة‭ ‬وينظر‭ ‬إليها‭ ‬نظرة‭ ‬إيجابية‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬أداة‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬مكامن‭ ‬معينة‭ ‬في‭ ‬الدراسة‭ ‬أو‭ ‬البحث‭ ‬أو‭ ‬العرض‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مراجعة‭ ‬أو‭ ‬إضافة‭ ‬أو‭ ‬تحليل‭ ‬أكثر‭....‬الخ‭. ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬رأيك‭ ‬سيدي‭ ‬القارئ‭ ‬في‭ ‬الموقف‭ ‬التالي‭:‬

بدأ‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬اجتماعه‭ ‬مع‭ ‬أعضاء‭ ‬الإدارة‭ ‬التنفيذية‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬الاختصاصيين‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬المؤسسة‭. ‬بدأ‭ ‬بتعريف‭ ‬الحضور‭ ‬عن‭ ‬المسؤول‭ ( ‬الخبير‭) ‬الذي‭ ‬أعد‭ ‬رؤية‭ ‬واستراتيجية‭ ‬وأهداف‭ ‬المؤسسة‭ ‬قائلًا‭: ‬نحن‭ ‬محظوظون‭ ‬فعلًا،‭ ‬فقد‭ ‬أحسنت‭ ‬المنظمة‭ ‬الاستشارية‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬تعاقدنا‭ ‬معها‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض‭ ‬في‭ ‬ترشيح‭ ‬هذا‭ ‬الخبير‭ ‬ليقوم‭ ‬بهذه‭ ‬المهمة،‭ ‬فهو‭ ‬يمتلك‭ ‬خبرات‭ ‬وتجارب‭ ‬عالمية‭ ‬واسعة‭. ‬وتابع‭ ‬الرئيس‭: ‬هذا‭ ‬الخبير‭ ‬قدم‭ ‬دراسات‭ ‬ميدانية‭ ‬مماثلة‭ ‬لمؤسسات‭ ‬عالمية‭ ‬تبوأت‭ ‬بعد‭ ‬تطبيقها‭ ‬مراكز‭ ‬متقدمة‭ ‬وعادت‭ ‬إلى‭ ‬الربحية‭ ‬بعد‭ ‬تعثرها‭.‬

وتابع‭ ‬قائلًا‭: ‬نضع‭ ‬أمامكم‭ ‬الدراسة‭ ‬التي‭ ‬أعدها‭ ‬الخبير،‭ ‬لكن‭ ‬الوقت‭ ‬جدًا‭ ‬ضيق‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمناقشة،‭ ‬فرحلته‭ ‬إلى‭ ‬بلده‭ ‬لا‭ ‬تحتمل‭ ‬التأخير‭ ‬ويمكننا‭ ‬الترتيب‭ ‬لعودته‭ ‬ومناقشة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬أمامكم‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬فعلًا‭ ‬الحاجة‭ ‬لذلك‭.‬

التفت‭ ‬الرئيس‭ ‬إلى‭ ‬الخبير‭ ‬قائلًا‭: ‬شكرا‭ ‬على‭ ‬وقتك‭ ‬وجهدك‭ ‬والعمل‭ ‬المتقن‭ ‬الذي‭ ‬قدمته‭ ‬لنا،‭ ‬ونؤكد‭ ‬لك‭ ‬بأننا‭ ‬سنقوم‭ ‬بتطبيقه،‭ ‬فنحن‭ ‬لدينا‭ ‬الكوادر‭ ‬ذات‭ ‬الكفاءة‭ ‬والمؤهلة‭ ‬والقادرة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬وربما‭ ‬لمست‭ ‬أنت‭ ‬ما‭ ‬أقوله‭ ‬فلم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬أسئلة‭.!‬

ما‭ ‬رأيك‭ ‬سيدي‭ ‬القارئ‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموقف؟