مُلتقطات

“تضارُبات” التخطيط العمراني في “الشاخورة”!

| د. جاسم المحاري

تُدلّل‭ ‬الأدبيات‭ ‬المعاصرة‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬التخطيط‭ - ‬باعتباره‭ ‬وظيفة‭ ‬إدارية‭ ‬تنطوي‭ ‬على‭ ‬إعداد‭ ‬واحدة‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الخطط‭ ‬التفصيلية‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬لتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬المثالي‭ ‬بين‭ ‬المتطلبات‭ ‬اللازمة‭ ‬والموارد‭ ‬المتاحة‭ ‬ووضع‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬المناسبة‭ ‬لتفعيلها‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭ ‬خطوات‭ ‬متتالية‭ ‬–‭ ‬يُعدّ‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬الضرورية‭ ‬التي‭ ‬تُنظّم‭ ‬الوقت‭ ‬وتُؤسّس‭ ‬المسار‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬إحداث‭ ‬التوازن‭ ‬المنشود‭ ‬بين‭ ‬الجوانب‭ ‬الحياتية‭ ‬المختلفة‭ ‬عبر‭ ‬تقليل‭ ‬حالات‭ ‬الإرهاق،‭ ‬وتخطّي‭ ‬العقبات،‭ ‬وتقييم‭ ‬الأداء‭ ‬ووضع‭ ‬التوقعات‭ ‬المستقبلية‭ ‬ورسم‭ ‬التصورات‭ ‬المرغوبة،‭ ‬حيث‭ ‬تأتي‭ ‬استراتيجيات‭ ‬تخطيط‭ ‬الأراضي‭ ‬–‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬التخطيط‭ ‬العام‭ ‬–‭ ‬الذي‭ ‬يُساعد‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الرغبات‭ ‬الخاصة‭ ‬بين‭ ‬البشر‭ ‬داخل‭ ‬إطار‭ ‬قانوني‭ ‬يُسهم‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬قاعدة‭ ‬النشاط‭ ‬البشري‭ ‬التي‭ ‬تُحافظ‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬وتستثمرها‭ ‬بالشكل‭ ‬المناسب‭ ‬والمنظم‭.‬

بحرينياً،‭ ‬أحدث‭ ‬التخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬والحضري‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬البناء‭ ‬النوعي‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬البُنى‭ ‬التحتية‭ ‬والخدمات‭ ‬المساندة‭ ‬التي‭ ‬ساعدت‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬مطالب‭ ‬النمو‭ ‬وحماية‭ ‬البيئة،‭ ‬حيث‭ ‬لعِبت‭ ‬أدواراً‭ ‬مالية‭ ‬واقتصادية‭ ‬وبيئية‭ ‬وتعليمية‭ ‬ومواصلاتية‭ ‬مهمة،‭ ‬راعت‭ ‬فيها‭ ‬الكثافة‭ ‬المتزايدة‭ ‬واستخدام‭ ‬الأراضي‭ ‬والمساحات‭ ‬العامة‭ ‬وتخطيط‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬أوجدت‭ ‬فرقًا‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬نوعية‭ ‬الحياة‭ ‬ومعالجة‭ ‬مخاوف‭ ‬المواطنين‭ ‬عبر‭ ‬إبداعها‭ ‬اللافت‭ ‬في‭ ‬الأشكال‭ ‬والتصاميم‭ ‬للأراضي‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬القرى‭ ‬والمدن‭ ‬على‭ ‬حدّ‭ ‬سواء،‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬أُخذت‭ ‬في‭ ‬اعتباراتها‭ ‬احتياجات‭ ‬المجتمع‭ ‬والبيئة‭ ‬والنقل‭ ‬والإسكان‭ ‬والتوظيف‭ ‬والصحة‭ ‬العامة‭ ‬والتعليم‭ ‬والبُنى‭ ‬التحتية‭ ‬الأخرى‭.‬

إن‭ ‬التكرار‭ ‬غير‭ ‬المدروس‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬إعادة‭ ‬التخطيط‭ ‬للأراضي‭ ‬وبما‭ ‬يحول‭ ‬دون‭ ‬استفادة‭ ‬مُلاكّها؛‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تُبرّر‭ ‬مخاوف‭ ‬المواطنين،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬بدا‭ ‬واضحاً‭ ‬على‭ ‬مُلّاك‭ ‬أراضي‭ ‬مجمّع‭ (‬481‭) ‬بمنطقة‭ ‬الشاخورة‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬الشمالية‭ ‬التي‭ ‬تخطّى‭ ‬بعض‭ ‬أفراد‭ ‬عوائلها‭ (‬280‭) ‬فرداً،‭ ‬وفاقت‭ ‬أعمار‭ ‬بعضهم‭ ‬الأربعة‭ ‬عقود،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يستوجب‭ ‬وضع‭ ‬التدابير‭ ‬الطارئة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬ولاسيّما‭ ‬الھﯿﺌﺔ‭ ‬الموقرة‭ ‬للتخطيط‭ ‬واﻟﺘﻄﻮﯾﺮ‭ ‬اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ‭ ‬التي‭ ‬باركها‭ ‬اﻟﻤﺮﺳﻮم‭ ‬اﻟﻤﻠﻜﻲ‭ ‬السامي‭ ‬في‭ ‬أﻏﺴﻄﺲ‭ ‬2017م‭ ‬بمعية‭ ‬إدارة‭ ‬تخطيط‭ ‬المدن‭ ‬والقرى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬المواطنين‭ ‬الذين‭ ‬ظلّ‭ ‬شُغلهم‭ ‬الشاغل‭ ‬تأمين‭ ‬مسكنهم‭ ‬المأمول‭.‬

نافلة‭:‬

شكلّت‭ ‬حملة‭ ‬“عمّر‭ ‬صحْ”‭ ‬التي‭ ‬أطلقتها‭ ‬هيئة‭ ‬التخطيط‭ ‬والتطوير‭ ‬العمراني‭ ‬مؤخراً،‭ ‬قاعدة‭ ‬انطلاق‭ ‬لدعم‭ ‬وتنظيم‭ ‬القطاع‭ ‬العمراني‭ ‬والعقاري‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬أعطت‭ ‬دفعة‭ ‬فاعلة‭ ‬نحو‭ ‬تعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬باشتراطات‭ ‬التعمير‭ ‬الخاصة،‭ ‬وأهمية‭ ‬الالتزام‭ ‬بتطبيق‭ ‬القوانين‭ ‬واللوائح‭ ‬والقرارات‭ ‬المُنظِمة‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بتصنيف‭ ‬وتقسيم‭ ‬العقارات‭ ‬وتعمير‭ ‬الأراضي‭ ‬قبل‭ ‬عمليات‭ ‬الشراء‭ ‬أو‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬التنمية‭ ‬العمرانية‭ ‬المستدامة‭ ‬التي‭ ‬تُجّنب‭ ‬وقوع‭ ‬الضرر‭ ‬أو‭ ‬ارتكاب‭ ‬المخالفات‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬الأخرى‭.‬