سوالف

دراما تلفزيونية عن محمد الماجد.. حماس واهتمام وصراع وخوف

| أسامة الماجد

للدراما‭ ‬التلفزيونية‭ ‬نجاحها‭ ‬الخاص‭ ‬وكيانها‭ ‬الذاتي،‭ ‬وجمهورها‭ ‬مقارنة‭ ‬بجمهور‭ ‬السينما‭ ‬والمسرح‭ ‬يعد‭ ‬ضخما،‭ ‬وتعد‭ ‬الدراما‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الوسائل‭ ‬التي‭ ‬نستطيع‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أن‭ ‬نخاطب‭ ‬فكر‭ ‬الجمهور‭ ‬ووجدانه،‭ ‬وأن‭ ‬ننقل‭ ‬إلى‭ ‬المشاهد‭ ‬الفكرة‭ ‬ممزوجة‭ ‬بالإقناع‭ ‬والتوجيه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستمتاع‭ ‬الفني‭.‬

وحينما‭ ‬شرعت‭ ‬قبل‭ ‬أسابيع‭ ‬قليلة‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬حلقات‭ ‬تلفزيونية‭ ‬عن‭ ‬سيرة‭ ‬والدنا‭ ‬الأديب‭ ‬والصحافي‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬الماجد‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬الحماس‭ ‬والاهتمام،‭ ‬استوقفني‭ ‬حديث‭ ‬للروائي‭ ‬والسينارسيت‭ ‬الصديق‭ ‬أمين‭ ‬صالح‭ ‬جعلني‭ ‬أعيش‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬من‭ ‬مراحل‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬تصوير‭ ‬شخصية‭ ‬محمد‭ ‬الماجد‭ ‬بأبعادها‭ ‬الإنسانية‭ ‬الرحبة‭ ‬التي‭ ‬تشد‭ ‬المشاهد‭ ‬بصدقها،‭ ‬وتلح‭ ‬على‭ ‬الناقد‭ ‬بأصالتها‭ ‬الفنية،‭ ‬دون‭ ‬إحداث‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الخروج‭ ‬عن‭ ‬الإطار‭ ‬الذي‭ ‬حددته‭ ‬لنفسي‭ ‬بفعل‭ ‬خارجي،‭ ‬والفعل‭ ‬الخارجي‭ ‬الذي‭ ‬أعنيه‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬ذكره‭ ‬أمين‭ ‬صالح،‭ ‬وهو‭ ‬أنه‭ ‬“في‭ ‬الدراما‭ ‬التلفزيونية،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬شكل‭ ‬فني‭ ‬أو‭ ‬أدبي،‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬التجديد‭ ‬والمغايرة،‭ ‬تطمح‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬رؤية‭ ‬عميقة‭ ‬للواقع‭ ‬ومشكلاته‭ ‬وتناقضاته،‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬رسمك‭ ‬للشخصيات‭ ‬والأحداث‭ ‬صادقاً‭ ‬ومقنعاً‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭. ‬لكنك‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬تدرك‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬عملك‭ ‬وحدك،‭ ‬وأنك‭ ‬عنصر‭ ‬مشارك‭ ‬كبقية‭ ‬العناصر‭ ‬العديدة‭ ‬الأخرى،‭ ‬وأن‭ ‬النتيجة‭ ‬النهائية‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬مرضية‭ ‬مئة‭ ‬بالمئة‭. ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬طبيعة‭ ‬الفعل‭ ‬الجماعي‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬أو‭ ‬السينما‭ ‬أو‭ ‬التلفزيون‭. ‬هناك‭ ‬أفراد‭ ‬آخرون،‭ ‬لهم‭ ‬سلطة‭ ‬ونفوذ‭ ‬وتأثير،‭ ‬سيتدخلون‭ ‬–‭ ‬بالضرورة‭ ‬–‭ ‬في‭ ‬عملك،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬تجنب‭ ‬ذلك‭: ‬للمخرج‭ ‬نظرته‭ ‬أو‭ ‬رؤيته‭ ‬الخاصة،‭ ‬للمنتج‭ ‬معاييره‭ ‬وحساباته،‭ ‬للممثلين‭ ‬وجهات‭ ‬نظر،‭ ‬وللمصور‭ ‬والمونتير‭ ‬وغيرهما‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬أيضاً،‭ ‬عندئذ‭ ‬تجد‭ ‬عملك‭ ‬وقد‭ ‬تعرّض‭ ‬لتغييرات‭ ‬وتحولات‭ ‬بدرجات‭ ‬أو‭ ‬بأخرى،‭ ‬ولابد‭ ‬أن‭ ‬تقبل‭ ‬وتسلّم‭ ‬بذلك،‭ ‬فمن‭ ‬حق‭ ‬الآخرين‭ ‬أن‭ ‬يتاح‭ ‬لهم‭ ‬ذلك‭ ‬طالما‭ ‬أنهم‭ ‬مشاركون‭ ‬في‭ ‬الخلق‭ ‬وليسوا‭ ‬مجرد‭ ‬منفّذين‭ ‬سلبيين،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬تتمناه‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يثروا‭ ‬نصك،‭ ‬يعمّقوا‭ ‬رؤيتك،‭ ‬يبدعوا‭ ‬عملا‭ ‬جميلا‭ ‬وممتعا‭ ‬وعميقا‭.. ‬لا‭ ‬أن‭ ‬يشوهوا‭ ‬ويخرّبوا‭ ‬عملك‭ ‬نتيجة‭ ‬سوء‭ ‬فهم‭ ‬أو‭ ‬سوء‭ ‬تأويل‭ ‬أو‭ ‬تخلّف‭ ‬فكري‭ ‬وفني”‭.‬

لا‭ ‬أعرف‭.. ‬هل‭ ‬أرضى‭ ‬بأن‭ ‬أكون‭ ‬كأي‭ ‬متفرج‭ ‬محايد‭ ‬غريب،‭ ‬أو‭ ‬فعل‭ ‬العكس‭ ‬بالحد‭ ‬الأدنى‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يسمح‭ ‬بتشويه‭ ‬التجربة‭.‬