مبادرات خلاقة

| زهير توفيقي

تناولت‭ ‬الصحف‭ ‬المحلية‭ ‬خبرًا‭ ‬جديرًا‭ ‬بأن‭ ‬نرفع‭ ‬لصاحب‭ ‬فكرته‭ ‬القبعة،‭ ‬تقديرًا‭ ‬وعرفانًا‭ ‬لمبادرته‭ ‬الخلاقة‭ ‬والجريئة‭ ‬والمبدعة،‭ ‬إنه‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬سلطان‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬القاسمي‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬حاكم‭ ‬الشارقة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬آخر‭ ‬مكرمات‭ ‬سموه‭ ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬طموحة‭ ‬لتوظيف‭ ‬أبناء‭ ‬المتقاعدين‭ ‬من‭ ‬الجنسين،‭ ‬وذكر‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬وليس‭ ‬الحصر‭ ‬أن‭ ‬توظيف‭ ‬‮٢‬‭ ‬من‭ ‬الخريجين‭ ‬يدخل‭ ‬على‭ ‬البيت‭ ‬‮٥٠‬‭ ‬ألف‭ ‬درهم‭ ‬شهريًا،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬سموه‭ ‬أن‭ ‬موضوع‭ ‬المتقاعدين‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تأجيله‭ ‬لأن‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بلقمة‭ ‬عيش،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والتطور‭ ‬الاقتصادي‭.‬

منح‭ ‬المتقاعدين‭ ‬بعض‭ ‬التسهيلات‭ ‬في‭ ‬الخدمات‭ ‬والرسوم‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬المتواضعة‭ ‬ليس‭ ‬صعب‭ ‬التطبيق‭ ‬عندنا‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬تكون‭ ‬الجهة‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬فهذه‭ ‬الجهود‭ ‬الخيرة‭ ‬والمباركة‭ ‬لها‭ ‬انعكاساتها‭ ‬الإيجابية‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬ككل،‭ ‬والمتقاعدون‭ ‬يثمنون‭ ‬عاليًا‭ ‬هذه‭ ‬المنح‭ ‬والامتيازات،‭ ‬وللعلم‭ ‬فقط‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬التسهيلات‭ ‬وإن‭ ‬أعطيت‭ ‬لهم‭ ‬فلن‭ ‬يستخدمها‭ ‬جميع‭ ‬المتقاعدين،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬المقتدرين‭ ‬منهم‭ ‬ليسوا‭ ‬بحاجة‭ ‬لها،‭ ‬أنا‭ ‬أتحدث‭ ‬هنا‭ ‬عن‭ ‬الوظائف‭ ‬الدنيا‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬فمنح‭ ‬حسومات‭ ‬على‭ ‬خدمات‭ ‬رئيسة‭ ‬يعني‭ ‬الكثير،‭ ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬وليس‭ ‬الحصر‭ ‬في‭ ‬المواصلات‭ ‬والاتصالات‭ ‬والخدمات‭ ‬العلاجية‭ ‬والسياحية‭ ‬والترفيهية‭ ‬والمطاعم‭ ‬والفنادق‭ ‬والمواد‭ ‬التموينية‭ ‬وغيرها،‭ ‬وأنا‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬بأن‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬لن‭ ‬يتردد‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬تلك‭ ‬الخدمات‭ ‬والتسهيلات،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬ذلك‭ ‬سيزيد‭ ‬القوة‭ ‬الشرائية‭.‬

شخصيًا‭ ‬تعاملت‭ ‬وتفاعلت‭ ‬في‭ ‬مناسبات‭ ‬كثيرة‭ ‬مع‭ ‬المتقاعدين‭ ‬أثناء‭ ‬عملي‭ ‬السابق‭ ‬قبل‭ ‬تقاعدي،‭ ‬وأتذكر‭ ‬جيدًا‭ ‬فرحتهم‭ ‬الكبيرة‭ ‬وتقديرهم‭ ‬وامتنانهم‭ ‬لمجرد‭ ‬أننا‭ ‬استقبلناهم‭ ‬ونظمنا‭ ‬زيارة‭ ‬لهم‭ ‬للمؤسسة،‭ ‬أتذكر‭ ‬جيدًا‭ ‬كلماتهم‭ ‬المؤثرة‭ ‬والجميلة‭ ‬ودعواتهم‭ ‬الصادقة‭ ‬لنا‭ ‬بالتوفيق‭ ‬والنجاح،‭ ‬كانوا‭ ‬يقولون‭ ‬إننا‭ ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬شيئا‭ ‬غير‭ ‬الاهتمام،‭ ‬هذه‭ ‬الجملة‭ ‬كانت‭ ‬مكررة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬زيارة‭ ‬وكنت‭ ‬أتأثر‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الكلمات‭ ‬والدعوات‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬المتقاعدين‭ ‬الذين‭ ‬بذلوا‭ ‬الغالي‭ ‬والنفيس‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وطننا‭ ‬الجميل‭.‬