عام دراسي جديد

| عبدعلي الغسرة

بدأ‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ ‬الجديد‭ ‬2021م‭/‬2022م‭ ‬بعودة‭ ‬حميدة‭ ‬للهيئات‭ ‬الإدارية‭ ‬والفنية‭ ‬والتعليمية،‭ ‬وتاليًا‭ ‬عودة‭ ‬الطلبة‭ ‬إلى‭ ‬المقاعد‭ ‬الدراسية،‭ ‬ويعود‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ ‬بروحٍ‭ ‬معنوية‭ ‬مرتفعة‭ ‬تجللها‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬وزهو‭ ‬العطاء‭ ‬من‭ ‬المعلمين‭ ‬والمعلمات‭ ‬والطلبة،‭ ‬ورغبةً‭ ‬بالوصول‭ ‬إلى‭ ‬النجاح‭ ‬والتفوق‭. ‬

إنه‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬كورونا،‭ ‬يستمر‭ ‬التعليم،‭ ‬ولا‭ ‬يتوقف،‭ ‬يستمر‭ ‬ليؤكد‭ ‬تفوق‭ ‬تحدي‭ ‬استمرار‭ ‬التعليم‭ ‬ضد‭ ‬كورونا،‭ ‬وليؤكد‭ ‬انتصار‭ ‬إرادة‭ ‬الإنسان‭ ‬التربوية‭ ‬على‭ ‬الجائحة،‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬دائمًا‭ ‬أمل‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬تتحدى‭ ‬كل‭ ‬المستحيلات،‭ ‬أمل‭ ‬يبعث‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬ينبعث‭ ‬من‭ ‬الإرادة،‭ ‬وإرادة‭ ‬مبعثها‭ ‬العزيمة‭ ‬والإصرار‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬المسار‭ ‬الإنساني‭ ‬الإيجابي،‭ ‬والتعليم‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المسار،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬أساسه،‭ ‬فبالتعليم‭ ‬نقرأ‭ ‬ونعيش‭ ‬ونزرع‭ ‬ونصنع،‭ ‬وبالتعليم‭ ‬ننمو‭ ‬ونبتكر‭ ‬ونبدع،‭ ‬ومن‭ ‬بوابة‭ ‬التعليم‭ ‬تبزغ‭ ‬التنمية‭ ‬بكل‭ ‬مجالاتها‭. ‬

ومع‭ ‬تعدد‭ ‬موجات‭ ‬الكورونا‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬توقف‭ ‬مسار‭ ‬العملية‭ ‬التربوية‭ ‬البحرينية‭ ‬للصغار‭ ‬والكبار،‭ ‬الرسمية‭ ‬والأهلية،‭ ‬والدراسة‭ ‬بدأت‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬مخطط‭ ‬لها‭ ‬بمواعيدها‭ ‬المحددة‭ ‬والمُعلنة‭ ‬مُسبقًا،‭ ‬ومع‭ ‬الالتزام‭ ‬باتخاذ‭ ‬كل‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬وذلك‭ ‬حفاظًا‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الأسرة‭ ‬المدرسية‭.‬

وطلبت‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬من‭ ‬أولياء‭ ‬أمور‭ ‬الطلبة‭ ‬مُسبقًا‭ ‬الاختيار‭ ‬بين‭ ‬خياري‭ ‬الدراسة‭ ‬بالمدارس‭ ‬أو‭ ‬الدراسة‭ ‬الافتراضية،‭ ‬فالبعض‭ ‬اختار‭ ‬الأول‭ ‬وآخرون‭ ‬الثاني،‭ ‬وقبل‭ ‬الاختيار‭ ‬قام‭ ‬الجميع‭ ‬بالمقارنة‭ ‬بين‭ ‬الاثنين‭ ‬وما‭ ‬يناسبهما،‭ ‬وسواء‭ ‬كان‭ ‬التعليم‭ ‬بالخيار‭ ‬الأول‭ ‬أو‭ ‬الثاني‭ ‬فالأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬استمرار‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬وتحسين‭ ‬مخارجه،‭ ‬وهذا‭ ‬يتم‭ ‬عبر‭ ‬إيجاد‭ ‬مُعلم‭ ‬يمتلك‭ ‬مهارات‭ ‬مهنية‭ ‬عالية،‭ ‬ويكون‭ ‬مهتما‭ ‬بمجال‭ ‬عمله‭ ‬ومهنته،‭ ‬وبذلك‭ ‬يترك‭ ‬المُعلم‭ ‬بصماته‭ ‬على‭ ‬سلوكيات‭ ‬الطلبة‭ ‬وأخلاقهم‭ ‬وعقولهم‭ ‬وشخصياتهم‭ ‬وبطرق‭ ‬تفكيرهم‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

وبسبب‭ ‬الكورونا‭ ‬انتقل‭ ‬التعليم‭ ‬من‭ ‬غرفة‭ ‬الصف‭ ‬ووجهًا‭ ‬لوجه‭ ‬والمرتكز‭ ‬على‭ ‬المعلم‭ ‬والمتعلم‭ ‬والكتاب،‭ ‬إلى‭ ‬التعليم‭ ‬الافتراضي‭ ‬التقني‭ ‬عن‭ ‬بُعد،‭ ‬ومع‭ ‬تقليدية‭ ‬الطريقة‭ ‬الأولى‭ ‬ــ‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تساعد‭ ‬الطلبة‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬والتفاعل‭ ‬مع‭ ‬المعلم‭ ‬ومع‭ ‬أقرانهم‭ ‬الطلبة،‭ ‬وبها‭ ‬يتعرف‭ ‬المُعلم‭ ‬على‭ ‬طلبته‭ ‬ومستواهم‭ ‬المعرفي‭ ‬والمهاري‭ ‬بطريقة‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬التعلم‭ ‬عن‭ ‬بُعد،‭ ‬واليوم‭ ‬يعيش‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬يتمتع‭ ‬بانفتاح‭ ‬تكنولوجي‭ ‬وعلمي‭ ‬وتقني‭ ‬كبير‭ ‬يتطلب‭ ‬للتعامل‭ ‬معه‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لدى‭ ‬الطلبة‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬المهارات‭ ‬وطرق‭ ‬التفكير،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬يحتاج‭ ‬“لتطوير‭ ‬التعليم‭ ‬وتجديد‭ ‬طريقة‭ ‬أدائه،‭ ‬ما‭ ‬يُساهم‭ ‬برقي‭ ‬وعيهم‭ ‬ويُنمي‭ ‬انفتاحهم‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬الخارجي،‭ ‬ويجعلهم‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬الإبداع‭ ‬والابتكار‭ ‬بمختلف‭ ‬العلوم‭.‬