سوالف

المواطن في جوف التنور والنواب يتفرجون خلف الستار

| أسامة الماجد

نحن‭ ‬مدعوون‭ ‬كمواطنين‭ ‬إلى‭ ‬اتباع‭ ‬سياسة‭ ‬أكثر‭ ‬حزما‭ ‬ومجابهة‭ ‬أشد‭ ‬مع‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬القادم،‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬لابد‭ ‬لنا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قيمنا‭ ‬أخطاءنا‭ ‬واستفدنا‭ ‬من‭ ‬الدروس‭ ‬أن‭ ‬نعيد‭ ‬تنظيم‭ ‬أنفسنا‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات،‭ ‬ووضع‭ ‬ثقتنا‭ ‬في‭ ‬المرشح‭ ‬السليم‭ ‬وصاحب‭ ‬الخبرة‭ ‬ومسؤولية‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬والخبر‭ ‬الذي‭ ‬نشرته‭ ‬“البلاد”‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الماضي‭ ‬وهذا‭ ‬نصه‭ ‬“المواطنون‭ ‬يتحدثون‭ ‬بغضب‭ ‬عن‭ ‬غياب‭ ‬تفعيل‭ ‬النواب‭ ‬أدواتهم‭ ‬الدستورية‭ ‬والرقابية‭ ‬تجاه‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬تطورات،‭ ‬وبأن‭ ‬هناك‭ ‬أخبارا‭ ‬سوداوية‭ ‬تضيق‭ ‬الخناق‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬منذ‭ ‬الصباح‭ ‬الباكر،‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬صمتا‭ ‬من‭ ‬الأعضاء،‭ ‬وعدم‭ ‬تكاتف،‭ ‬وغياب‭ ‬رؤية،‭ ‬وجهودا‭ ‬لا‭ ‬تتخطى‭ ‬التصريح‭ ‬بالمنصات‭ ‬الإعلامية‭ ‬أو‭ ‬الصحف‭ ‬المحلية،‭ ‬بحال‭ ‬أقرب‭ ‬لــ‭ ‬“جعجعة‭ ‬بدون‭ ‬طحين”‭.‬

هذا‭ ‬الخبر‭ ‬يبين‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬وصل‭ ‬المواطن‭ ‬إلى‭ ‬جوف‭ ‬التنور‭ ‬والنواب‭ ‬يقفون‭ ‬خلف‭ ‬الستار‭ ‬للتفرج،‭ ‬إلا‭ ‬فيما‭ ‬رحم‭ ‬ربي‭ ‬وهي‭ ‬أسماء‭ ‬معدودة‭ ‬معروفة‭ ‬تحركت‭ ‬بدافع‭ ‬الغيرة‭ ‬والحس‭ ‬الوطني،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬هي‭ ‬أصوات‭ ‬فردية‭ ‬ومن‭ ‬الصعب‭ ‬عليها‭ ‬إيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬للمشكلات،‭ ‬ولا‭ ‬نعرف‭ ‬كيف‭ ‬غاب‭ ‬عن‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالأولويات‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬ستكفل‭ ‬ملء‭ ‬الفراغات‭ ‬الموجودة‭ ‬حاليا،‭ ‬فمع‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬للمواطن‭ ‬وفي‭ ‬المقدمة‭ ‬ارتفاع‭ ‬الرسوم‭ ‬والغلاء‭ ‬لا‭ ‬نجد‭ ‬أية‭ ‬سمات‭ ‬ومعالم‭ ‬أساسية‭ ‬ومعينة‭ ‬لبيت‭ ‬الشعب،‭ ‬وكأن‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬أية‭ ‬روابط‭ ‬وخصائص‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬النواب‭ ‬والمواطن‭.‬

إن‭ ‬إهمال‭ ‬أو‭ ‬إغفال‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬المصيرية‭ ‬والمؤلمة‭ ‬بحق‭ ‬المواطن،‭ ‬يعتبر‭ ‬تقصيرا‭ ‬فادحا‭ ‬في‭ ‬حمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬وجوهها،‭ ‬فالمجلس‭ ‬وعلى‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬يفتقد‭ ‬إلى‭ ‬القوى‭ ‬الجذرية‭ ‬المحركة‭ ‬والنضال‭ ‬بكل‭ ‬معاني‭ ‬الكلمة،‭ ‬نعم‭.. ‬هناك‭ ‬وكما‭ ‬أسلفنا‭ ‬أصوات‭ ‬فردية،‭ ‬لكن‭ ‬للكلمة‭ ‬الجامعة‭ ‬قوتها‭ ‬وحيويتها‭ ‬وشرط‭ ‬انتصارها،‭ ‬وهي‭ ‬الينبوع‭ ‬الدائم‭ ‬لتصحيح‭ ‬الخطأ،‭ ‬وكنا‭ ‬ننتظر‭ ‬بيانا‭ ‬جماعيا‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬اتفاقا‭ ‬نيابيا‭ ‬حكوميا‭ ‬مسبقا‭ ‬بشأن‭ ‬عدم‭ ‬فرض‭ ‬رسوم‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬كما‭ ‬بين‭ ‬أحد‭ ‬الإخوة‭ ‬النواب‭.‬