سوالف

لبعض المسؤولين.. تواضعوا للصحافة

| أسامة الماجد

مرات‭ ‬كثيرة‭ ‬يتعامل‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬مع‭ ‬الصحافة‭ ‬بغطرسة‭ ‬وجفاف،‭ ‬وتتصاعد‭ ‬الدماء‭ ‬إلى‭ ‬رؤوسهم‭ ‬ويشتد‭ ‬بهم‭ ‬التوتر‭ ‬النفسي‭ ‬ويشعرون‭ ‬بحالة‭ ‬غير‭ ‬طبيعية‭ ‬عندما‭ ‬يطلب‭ ‬منهم‭ ‬الكاتب‭ ‬أو‭ ‬الصحافي‭ ‬تعليقا‭ ‬أو‭ ‬استشارة‭ ‬تتعلق‭ ‬بمجال‭ ‬عملهم‭ ‬أو‭ ‬الوزارة‭ ‬التي‭ ‬يخدمون‭ ‬فيها،‭ ‬فكل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬مكاتبهم‭ ‬مغلف‭ ‬بالمراثي‭ ‬اللعينة‭ ‬وباهت‭ ‬في‭ ‬وحشة‭ ‬السكون،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬المكتب‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬غربة‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬فيه‭ ‬يقتات‭ ‬السأم‭ ‬ويمضغ‭ ‬الكرة‭ ‬للكاتب‭ ‬والصحافي،‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬بمقدروهم‭ ‬لحنطوه‭ ‬وعلقوه‭ ‬على‭ ‬الجدران‭ ‬ليكون‭ ‬فرجة‭ ‬للداخل‭ ‬والطالع‭.‬

لا‭ ‬نقول‭ ‬ونكتب‭ ‬جزافا،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬خبرة‭ ‬طويلة‭ ‬نكاد‭ ‬نحفظها‭ ‬وهذا‭ ‬في‭ ‬العرف‭ ‬العام‭ ‬يسمى‭ ‬إهمالا‭ ‬وتقصيرا‭ ‬ولامبالاة،‭ ‬فهؤلاء‭ ‬المسؤولون‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬بمختلف‭ ‬مراكزهم‭ ‬مطالبون‭ ‬باحترام‭ ‬الصحافة‭ ‬وتقدير‭ ‬دورها‭ ‬الطليعي‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬سيدي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وسيدي‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬يقفان‭ ‬بصورة‭ ‬لا‭ ‬توصف‭ ‬مع‭ ‬الصحافة‭ ‬ويدعمان‭ ‬الأقلام‭ ‬الوطنية‭ ‬المخلصة‭ ‬والصحافة‭ ‬الحرة‭ ‬المستنيرة‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬نهضة‭ ‬وتطور‭ ‬المجتمع‭.‬

حتى‭ ‬لو‭ ‬قابل‭ ‬هذا‭ ‬المسؤول‭ ‬الصحافي‭ ‬–‭ ‬صدفة‭ - ‬يكون‭ ‬مثل‭ ‬العائد‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬ويهتز‭ ‬كخيط‭ ‬هزيل‭ ‬مثل‭ ‬مشنقة،‭ ‬يتراقص‭ ‬ببطء‭ ‬نحو‭ ‬الشمال‭ ‬والعكس،‭ ‬وتجده‭ ‬أيضا‭ ‬يحارب‭ ‬ببسالة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عدم‭ ‬إعطاء‭ ‬رقم‭ ‬هاتفه‭ ‬لأي‭ ‬صحافي‭ ‬أو‭ ‬كاتب،‭ ‬ولو‭ ‬حدث‭ ‬واتصل‭ ‬أحدهم‭ ‬يكون‭ ‬الوضع‭ ‬أشبه‭ ‬بالضرب‭ ‬على‭ ‬أشد‭ ‬الأوتار‭ ‬حساسية‭ ‬وإيغالا‭ ‬في‭ ‬الروح‭.. ‬تجد‭ ‬نفسك‭ ‬أمام‭ ‬قصة‭ ‬خطيرة‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬حل‭ ‬طلاسم‭ ‬حروفها‭ ‬وقواعدها‭ ‬الرمزية،‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬الشاعر‭ ‬الفرنسي‭ ‬“جاك‭ ‬بريفيل”‭ ‬إن‭ ‬البعض‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬الصحافي‭ ‬مثل‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬على‭ ‬كتفيه‭ ‬كل‭ ‬متاهات‭ ‬الجنون‭.‬

للصحافة‭ ‬وزنها‭ ‬في‭ ‬المجتمعات،‭ ‬وأي‭ ‬مسؤول‭ ‬رفيع‭ ‬يعتقد‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬عليه‭ ‬مراجعة‭ ‬نفسه‭ ‬بكل‭ ‬صدق‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يقلب‭ ‬المفاهيم‭ ‬حسب‭ ‬ميزان‭ ‬حرارة‭ ‬سياسة‭ ‬تعاطيه‭ ‬مع‭ ‬الصحافة،‭ ‬أقولها‭ ‬باختصار‭.. ‬تواضعوا‭ ‬للصحافة‭ ‬ولا‭ ‬تناطحوا‭ ‬موجها‭ ‬الجبار‭.‬