إلى صاحبة السمو الملكي.. رعايتكم للمرأة البحرينية ميلاد جديد لها

| منى عيسى الدوي

مهما‭ ‬كتبت‭ ‬من‭ ‬كلمات‭ ‬إعجاب‭ ‬وثناء‭ ‬وشكر‭ ‬وتبجيل‭ ‬وتقدير‭ ‬وإشادة‭ ‬وتمجيد،‭ ‬فلن‭ ‬أَفِيَ‭ ‬حق‭ ‬سموكم‭ ‬في‭ ‬رعايتكم‭ ‬لمسيرة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬حققت‭ ‬مكتسبات‭ ‬وإنجازات‭ ‬نفخر‭ ‬ونعتز‭ ‬بها‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬ودول‭ ‬المنطقة،‭ ‬فكانت‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬منحت‭ ‬المرأة‭ ‬حق‭ ‬الترشح‭ ‬والتصويت‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬والبلدية‭ ‬العام‭ ‬2002‭ ‬وتبعها‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭  ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أحدثت‭ ‬خطوة‭ ‬البحرين‭ ‬أصداء‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭ ‬محليا‭ ‬وإقليميا‭ ‬ودوليا‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والحقوقية‭ ‬وكانت‭ ‬بداية‭ ‬طريق‭ ‬الألف‭ ‬ميل‭ ‬نحو‭ ‬وضع‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬على‭ ‬مسارها‭ ‬الصحيح‭ ‬نحو‭ ‬التمكين‭ ‬الذي‭ ‬تحرصون‭ ‬سموكم‭ ‬على‭ ‬تحقيقه‭ ‬قولا‭ ‬وفعلا‭ ‬وحقا‭ ‬وصدقا‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية،‭ ‬حيث‭ ‬باتت‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬تتبوأ‭ ‬أعلى‭ ‬المناصب‭ ‬وأثببت‭ ‬أنها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤوليات‭ ‬إذا‭ ‬أسندت‭ ‬إليها‭ ‬وأنها‭ ‬جديرة‭ ‬عن‭ ‬حق‭ ‬بالمكانة‭ ‬التي‭ ‬تبوأتها‭.‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬المرسوم‭ ‬السامي‭ ‬بتأسيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬في‭ ‬الثاني‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬العام‭ ‬2001‭ ‬ترجمة‭ ‬فعلية‭ ‬لميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬وللمشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬الذي‭ ‬أطلقه‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬كما‭ ‬أرسى‭ ‬المجلس‭ ‬قواعد‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬لتمكين‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭.‬

وأرى‭ ‬كناشطة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والتطوعي‭ ‬أن‭ ‬تأسيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬كان‭ ‬بمثابة‭ ‬إعلان‭ ‬ميلاد‭ ‬جديد‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬وعن‭ ‬بدء‭ ‬مسيرة‭ ‬حافلة‭ ‬بالعطاء‭ ‬والإنجاز‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬وواجباتها‭ ‬الوطنية‭ ‬بكل‭ ‬كفاءة‭ ‬واقتدار،‭ ‬ولتأتي‭ ‬نتائجها‭ ‬مؤكدة‭ ‬على‭ ‬وجاهة‭ ‬الرؤية‭ ‬الثاقبة‭ ‬والرحبة‭ ‬لقائد‭ ‬مسيرة‭ ‬الوطن‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬المكتسبات‭ ‬النوعية‭ ‬التي‭ ‬تجسدها‭ ‬مؤشرات‭ ‬وشواهد‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬الداعم‭ ‬الأول‭ ‬لمسيرة‭ ‬النهضة‭ ‬النسائية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬رئاسة‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬فخر‭ ‬ووسام‭ ‬لكل‭ ‬بحرينية،‭ ‬حيث‭ ‬استطاع‭ ‬المجلس‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬المراة‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬يعبر‭ ‬بها‭ ‬الى‭ ‬آفاق‭ ‬جديدة‭ ‬ورحبة‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬طموحاتها‭ ‬ليبدأ‭ ‬عهدا‭ ‬جديدا‭ ‬لدور‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭.‬

إن‭ ‬رعاية‭ ‬سموكم‭ ‬منظومة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬وما‭ ‬حققته‭ ‬من‭ ‬أحلام‭ ‬وآمال‭ ‬وتطلعات‭ ‬وتحقيقها‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬المكتسبات‭ ‬أصبحت‭ ‬حقيقة‭ ‬راهنة‭ ‬وواقعية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تبني‭ ‬قضاياها‭ ‬هو‭ ‬قيمة‭ ‬مضافة‭ ‬وشرف‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬سموكم‭ ‬لمسيرة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬وسيشهد‭ ‬بها‭ ‬التاريخ‭ ‬والأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬وستسجلها‭ ‬ذاكرة‭ ‬الزمن‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬تشريفكم‭ ‬برئاسة‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬تبوأت‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬أعلى‭ ‬المناصب‭ ‬وتمكينها‭ ‬من‭ ‬رئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬ومن‭ ‬شغل‭ ‬مناصب‭ ‬عليا‭ ‬في‭ ‬الوزارات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الحكومية،‭ ‬فتبوأت‭ ‬منصب‭ ‬الوزيرة‭ ‬والسفيرة‭ ‬والأستاذة‭ ‬الجامعية‭ ‬والطبيبة‭ ‬والمهندسة‭ ‬والمحامية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المجالات،‭ ‬والاحتفال‭ ‬سنويا‭ ‬بيوم‭ ‬المراة‭ ‬البحرينية‭ ‬بتخصيص‭ ‬يوم‭ ‬لكل‭ ‬مهنة‭ ‬من‭ ‬المهن‭ ‬التي‭ ‬تشغلها‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية،‭ ‬وهو‭ ‬تعزيز‭ ‬لمكانة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬وانعكاس‭ ‬للتقدم‭ ‬والتطور‭ ‬الذي‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭. ‬

صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي،‭ ‬إن‭ ‬لدوركم‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬العمل‭ ‬النسائي،‭ ‬ورعاية‭ ‬نهضته‭ ‬الحديثة،‭ ‬وتثبيت‭ ‬أركان‭ ‬هذا‭ ‬الصرح‭ ‬الوطني‭ ‬بتوجهاته‭ ‬الممتدة‭ ‬لتشمل‭ ‬كل‭ ‬مناحي‭ ‬حياة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬أعطى‭ ‬دفعة‭ ‬إيجابية‭ ‬وانطلاقة‭ ‬قوية‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬يشار‭ ‬إليها‭ ‬بالبنان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اختصاصاته‭ ‬المتعددة‭ ‬التي‭ ‬كلف‭ ‬بها‭ ‬ليكون‭ ‬المرجع‭ ‬الوطني‭ ‬لدى‭ ‬جميع‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بشؤون‭ ‬المرأة،‭ ‬والجهة‭ ‬المسئولة‭ ‬عن‭ ‬وضع‭ ‬السياسة‭ ‬العامة‭ ‬لمتابعة‭ ‬تقدم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تؤكده‭ ‬محطات‭ ‬مسيرة‭ ‬عمله‭ ‬الممتدة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن‭.‬

صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬

وأود‭ ‬أن‭ ‬أؤكد‭ ‬أن‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬حققها‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬بفضل‭ ‬توجيهات‭ ‬سموكم‭ ‬تعكس‭ ‬حجم‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬في‭ ‬رعايتكم‭ ‬منظومة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية،‭ ‬ويعد‭ ‬صدور‭ ‬الأمر‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬بتخصيص‭ ‬مبنى‭ ‬مستقل‭ ‬لمحاكم‭ ‬القضاء‭ ‬الشرعي‭ ‬“محاكم‭ ‬الأسرة”،‭ ‬وإصدار‭ ‬قانون‭ ‬الأسرة‭ ‬والقرارات‭ ‬التنفيذية‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬وأكبر‭ ‬منجزات‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الصعيد،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تطوير‭ ‬خدمات‭ ‬صندوق‭ ‬النفقة،‭ ‬والرؤية،‭ ‬والإرشاد‭ ‬والتوعية‭ ‬الأسرية‭ ‬عبر‭ ‬تفعيل‭ ‬دور‭ ‬مكتب‭ ‬التوفيق‭ ‬الأسري‭ ‬بإلزامية‭ ‬إحالة‭ ‬الدعاوى‭ ‬الأسرية‭ ‬إليه،‭ ‬وافتتاح‭ ‬أفرع‭ ‬مكاتب‭ ‬التوفيق‭ ‬الأسري‭ ‬بالمراكز‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وكذلك‭ ‬التطوير‭ ‬المستمر‭ ‬لمنظومة‭ ‬الاستشارات‭ ‬التي‭ ‬يقدمها‭ ‬مركز‭ ‬دعم‭ ‬المرأة‭ ‬التابع‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬وأسرتها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬اعتماد‭ ‬وسائل‭ ‬الصلح‭ ‬والتسوية‭ ‬الودية‭ ‬بين‭ ‬أطراف‭ ‬العلاقة‭ ‬الزوجية‭ ‬وتجنب‭ ‬الخصومة‭ ‬القضائية

مع‭ ‬حجم‭ ‬هذه‭ ‬الإنجازات‭ ‬الكبيرة‭ ‬بفضل‭ ‬التوجيهات‭ ‬السامية‭ ‬لسموكم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬جلالة‭ ‬العاهل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬–حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭- ‬أدعو‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يحفظكم‭ ‬وأن‭ ‬يجعلكم‭ ‬دائما‭ ‬منارة‭ ‬للبحرين‭ ‬عامة‭ ‬وللمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬يحقق‭ ‬على‭ ‬أياديكم‭ ‬كل‭ ‬تقدم‭ ‬وتنمية‭ ‬ومزيد‭ ‬من‭ ‬المكتسبات‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭.‬