المرأة البحرينية في 20 عامًا

| د. عبدالله الحواج

مهما‭ ‬قلت‭ ‬عن‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬لن‭ ‬أفيها‭ ‬حقها،‭ ‬ومهما‭ ‬تحقق‭ ‬لها‭ ‬فإنها‭ ‬تستحق‭ ‬المزيد،‭ ‬نعم‭ .. ‬لقد‭ ‬ملأت‭ ‬المرأة‭ ‬حياتنا‭ ‬بهجة‭ ‬وتربية‭ ‬ومراعاة،‭ ‬وها‭ ‬نحن‭ ‬اليوم‭ ‬نحتفل‭ ‬مع‭ ‬المملكة‭ ‬الحبيبة‭ ‬بمرور‭ ‬20‭ ‬سنة‭ ‬على‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة،‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬الذي‭ ‬يرعى‭ ‬شئونها‭ ‬وشجونها،‭ ‬على‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬الكبير‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬الذي‭ ‬منح‭ ‬للمرأة‭ ‬كامل‭ ‬حقوقها‭ ‬السياسية‭ ‬والمتكامل‭ ‬من‭ ‬حقوقها‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬والمتفاعل‭ ‬مع‭ ‬حقوقها‭ ‬الإنسانية‭.‬

المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬برئاسة‭ ‬قرينة‭ ‬العاهل‭ ‬المفدى‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حقق‭ ‬للمرأة‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تحلم‭ ‬به،‭ ‬وقدمها‭ ‬لكل‭ ‬المحافل‭ ‬والمجالات،‭ ‬ورشحها‭ ‬لكي‭ ‬تمثل‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المواقع‭ ‬والمناصب‭ ‬ومناحي‭ ‬الحياة‭.‬

أصبحت‭ ‬البحرينية‭ ‬وزيرة‭ ‬وسفيرة‭ ‬وقاضية،‭ ‬ونائبة‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬حتى‭ ‬تقلدت‭ ‬أعلى‭ ‬المناصب‭ ‬فيه‭ ‬كأول‭ ‬رئيسة‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب،‭ ‬وهي‭ ‬إحدى‭ ‬الخريجات‭ ‬المعتبرات‭ ‬بالجامعة‭ ‬الأهلية‭.‬

المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬تم‭ ‬تمكينها‭ ‬وهي‭ ‬تستحق‭ ‬التمكين،‭ ‬وتمت‭ ‬ترقيتها‭ ‬وهي‭ ‬تستحق‭ ‬الترقي،‭ ‬تحملت‭ ‬المسئولية‭ ‬وشغلت‭ ‬كل‭ ‬المناصب‭ ‬التي‭ ‬يشغلها‭ ‬الرجل،‭ ‬وتفوقت‭ ‬عليه‭ ‬ربما‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مواقع‭ ‬العمل،‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬الحساسة،‭ ‬أصبحت‭ ‬مديرة‭ ‬بالمصارف‭ ‬والشركات،‭ ‬وعميدة‭ ‬في‭ ‬الكليات‭ ‬ومعاهد‭ ‬التدريب،‭ ‬مكنها‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تدير‭ ‬دفة‭ ‬الاستحقاقات‭ ‬في‭ ‬الجمعيات‭ ‬والمجالس‭ ‬النيابية‭ ‬“شورية‭ ‬وبرلمانية”،‭ ‬وأصبحت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬موقع‭ ‬عاملًا‭ ‬مؤثرًا‭ ‬ورقمًا‭ ‬صعبًا‭ ‬يستطيع‭ ‬تحريك‭ ‬الماء‭ ‬الراكد‭ ‬في‭ ‬أروقة‭ ‬الدواوين‭ ‬الحكومية‭ ‬والمواقع‭ ‬الوظيفية‭ ‬ومؤسسات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬الفائقة‭.‬

لقد‭ ‬تم‭ ‬التيسير‭ ‬على‭ ‬نسائنا،‭ ‬أمهاتنا‭ ‬وبناتنا‭ ‬وأخواتنا‭ ‬في‭ ‬المسئولية‭ ‬والعطاء‭ ‬وتعزيز‭ ‬معاول‭ ‬البناء،‭ ‬وتم‭ ‬تمكينها‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬بمفردها‭ ‬المسئولة‭ ‬الوحيدة‭ ‬لإدارة‭ ‬عجلة‭ ‬الإنتاج‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬المزدهرة،‭ ‬إنما‭ ‬لتشارك‭ ‬الرجل‭ ‬همومه،‭ ‬لتقف‭ ‬كتفًا‭ ‬بكتف‭ ‬ويدًا‭ ‬بيد‭ ‬تسانده‭ ‬في‭ ‬السراء‭ ‬والضراء،‭ ‬تأخذ‭ ‬بيده‭ ‬وتذهب‭ ‬معه‭ ‬إلى‭ ‬موقع‭ ‬العمل‭ ‬كي‭ ‬ينمو‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬وتكتمل‭ ‬أرجاء‭ ‬الأسرة‭ ‬البحرينية‭ ‬المستقرة،‭ ‬فيتواصل‭ ‬العطاء،‭ ‬ويتقدم‭ ‬البناء،‭ ‬وتكتمل‭ ‬أركان‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة،‭ ‬والمؤسسات‭ ‬اليافعة‭ ‬القوية،‭ ‬والقطاعات‭ ‬والأنشطة‭ ‬المتألقة‭ ‬مهنيًا‭ ‬وإداريًا‭ ‬وفنيًا‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مجال‭.‬

لقد‭ ‬أثمر‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬الكبير،‭ ‬ووفر‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬مناخًا‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تبذل‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬غالٍ‭ ‬ونفيس،‭ ‬وتتمكن‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬سبر‭ ‬أغوار‭ ‬جديدة،‭ ‬وفتح‭ ‬آفاق‭ ‬بعيدة،‭ ‬لتذود‭ ‬عن‭ ‬وطنها‭ ‬وأمتها،‭ ‬وتضيف‭ ‬إلى‭ ‬أهلها‭ ‬وبني‭ ‬جلدتها،‭ ‬وتحقق‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬المتنامي‭ ‬المترابط‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬لحمتها،‭ ‬ويقوي‭ ‬من‭ ‬عزيمتها،‭ ‬ويجدد‭ ‬الدماء‭ ‬في‭ ‬عروقها‭ ‬الفتية،‭ ‬لترافق‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬تقدمها،‭ ‬وتحاكي‭ ‬أحدث‭ ‬ما‭ ‬توصلت‭ ‬إليه‭ ‬العلوم‭ ‬والفنون‭ ‬والآداب،‭ ‬دخلت‭ ‬الجامعات‭ ‬وتفوقت‭ ‬بها،‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الأهلية‭ ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬وعلى‭ ‬الهامش‭ ‬من‭ ‬العشرين‭ ‬سنة‭ ‬الماضية‭ ‬نتفاخر‭ ‬بالمرأة،‭ ‬شجعناها‭ ‬على‭ ‬العمل،‭ ‬على‭ ‬المشاركة،‭ ‬على‭ ‬الانضمام‭ ‬لمسيرة‭ ‬الجامعة‭ ‬الفتية‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬كثمرة‭ ‬يانعة‭ ‬من‭ ‬ثمرات‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬الكبير،‭ ‬أشركناها‭ ‬في‭ ‬نحو‭ ‬35‭ % ‬من‭ ‬وظائف‭ ‬الجامعة‭ ‬عندما‭ ‬انطلقت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2001،‭ ‬وتجاوزت‭ ‬نسبة‭ ‬إشراكها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬وظائف‭ ‬الجامعة‭ ‬أكاديميًا‭ ‬وإداريًا‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ % ‬من‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬بالجامعة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬

التوقعات‭ ‬والدراسات‭ ‬ومختلف‭ ‬التقديرات‭ ‬والتصنيفات‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭ ‬كفاءة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬ومعدلات‭ ‬إنتاجيتها‭ ‬المرتفعة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المواقع‭ ‬الوظيفية‭ ‬التي‭ ‬تشغلها،‭ ‬هكذا‭ ‬تحقق‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬منذ‭ ‬عشرين‭ ‬سنة،‭ ‬وهكذا‭ ‬حققت‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬لبلادها‭ ‬وشعبها‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬الأزمنة‭ ‬والعصور،‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وأنس‭ ‬الوجود‭ ‬في‭ ‬صحة‭ ‬ونعمة‭ ‬وخير‭ ‬ووطننا‭ ‬الغالي‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تقدم‭ ‬واستقرار‭ ‬وازدهار‭ ‬وألف‭ ‬خير‭.‬