لمحات

تطور السينما الهندية

| د.علي الصايغ

لاشك‭ ‬أن‭ ‬السينما‭ ‬الهندية‭ ‬انتحت‭ ‬منحى‭ ‬مغايرا‭ ‬منذ‭ ‬ردح‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬راسيةً‭ ‬على‭ ‬ضفاف‭ ‬حبكة‭ ‬واحدة،‭ ‬ينازع‭ ‬فيها‭ ‬البطل‭ ‬الشر،‭ ‬وينتهي‭ ‬بمحاولاته‭ ‬المميتة‭ ‬لإنقاذ‭ ‬حبيبته‭ ‬من‭ ‬براثن‭ ‬الأشرار‭. ‬

وما‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬تضاحكنا‭ ‬على‭ ‬المبالغات‭ ‬الرهيبة‭ ‬التي‭ ‬تضمنت‭ ‬هذه‭ ‬الأفلام،‭ ‬وتعد‭ ‬مبالغات‭ ‬بالطبع‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬نظرنا‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الواقع،‭ ‬بينما‭ ‬هي‭ ‬ممكنات‭ ‬في‭ ‬رحاب‭ ‬الدراما‭ ‬الجامعة‭ ‬لكل‭ ‬صنوف‭ ‬الفنون‭ ‬وأدهاها‭ ‬لا‭ ‬معقولية‭.‬

شاهدت‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬فيلم‭ ‬الإثارة‭ ‬والجريمة‭ ‬“وجوه”،‭ ‬للنجم‭ ‬العالمي‭ ‬“أميتاب‭ ‬باتشان”،‭ ‬ويعد‭ ‬هذا‭ ‬الفيلم‭ - ‬رغم‭ ‬ملاحظاتي‭ ‬العديدة‭ ‬عليه،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لست‭ ‬بصدد‭ ‬الحديث‭ ‬عنه‭ - ‬أحد‭ ‬شواهد‭ ‬التغير‭ ‬الدرامي‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬السينمائية‭ ‬الهندية،‭ ‬فقد‭ ‬تخللته‭ ‬فكرة‭ ‬عميقة‭ ‬في‭ ‬دلالاتها،‭ ‬تبتعد‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬الأفلام‭ ‬الهندية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬سائدة‭ ‬في‭ ‬قالبها‭ ‬الأوحد‭ ‬سابقاً،‭ ‬والغريب‭ ‬أشد‭ ‬غرب‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الأفلام‭ ‬القديمة،‭ ‬ودون‭ ‬استثناء،‭ ‬رغم‭ ‬تشابهها‭ ‬في‭ ‬القصة‭ ‬والمضمون،‭ ‬كانت‭ ‬تلقى‭ ‬رواجاً‭ ‬كبيراً،‭ ‬ولم‭ ‬نكن‭ ‬نتصور‭ ‬يوماً‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يحتوي‭ ‬أي‭ ‬فيلم‭ ‬هندي‭ ‬على‭ ‬أغان‭ ‬ورقصات‭ ‬فلكلورية،‭ ‬والصراع‭ ‬الواضح‭ ‬بين‭ ‬قوى‭ ‬الخير‭ ‬وقوى‭ ‬الشر،‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬الهوية،‭ ‬وإنقاذ‭ ‬الحبيبة‭.‬

هذا‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬التكرار،‭ ‬والاقتراب‭ ‬من‭ ‬التنوع،‭ ‬يجدر‭ ‬بالسينما‭ ‬الهندية،‭ ‬وجدير‭ ‬بالطاقات‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬السينما‭ ‬الهندية؛‭ ‬لأنهم‭ ‬كانوا‭ ‬قادرين‭ ‬طوال‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬على‭ ‬التفرد‭ ‬والتميز،‭ ‬ولفت‭ ‬الأنظار‭ ‬رغم‭ ‬التكرار،‭ ‬وهم‭ ‬أقدر‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أبدع‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬وأكثر‭ ‬تميزاً،‭ ‬مع‭ ‬التنوع‭ ‬في‭ ‬القصص‭ ‬والأفكار‭.‬