من جديد

مساحة للراحة

| د. سمر الأبيوكي

دعونا‭ ‬نخلق‭ ‬معا‭ ‬مساحات‭ ‬خاصة‭ ‬للراحة،‭ ‬نبدأها‭ ‬بصنع‭ ‬البهجة‭ ‬وإدخال‭ ‬السرور‭ ‬على‭ ‬أنفسنا‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬مصادر‭ ‬الحزن‭ ‬والقلق،‭ ‬فالعمر‭ ‬يمضي‭ ‬بسرعة‭ ‬فائقة‭ ‬لا‭ ‬يتخيلها‭ ‬البشر‭ ‬ولا‭ ‬كمية‭ ‬المشاعر‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تحيطهم‭ ‬وتعيق‭ ‬استمتاعهم‭ ‬بلحظات‭ ‬الحياة‭.‬

لقد‭ ‬آثرت‭ ‬أن‭ ‬أغلق‭ ‬جميع‭ ‬الأبواب‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعنيني،‭ ‬ولا‭ ‬أنال‭ ‬منها‭ ‬سوى‭ ‬طاقة‭ ‬سلبية‭ ‬غير‭ ‬مفهومة‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المتوهمين‭ ‬بأهمية‭ ‬وجودهم‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬أو‭ ‬العكس‭ ‬رغما‭ ‬عن‭ ‬رغبتي،‭ ‬فلا‭ ‬حاجة‭ ‬لي‭ ‬بأشخاص‭ ‬طاقتهم‭ ‬تحمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشك‭ ‬والتوتر‭ ‬والريبة‭ ‬دون‭ ‬أسباب‭ ‬مفهومة،‭ ‬ولا‭ ‬أعلم‭ ‬مدى‭ ‬مشروعية‭ ‬أن‭ ‬نترك‭ ‬المجال‭ ‬لهؤلاء‭ ‬مفتوحا‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الود،‭ ‬فأنا‭ ‬أفضل‭ ‬أن‭ ‬أخلق‭ ‬مساحة‭ ‬رمادية‭ ‬بيني‭ ‬وبين‭ ‬متقلبي‭ ‬الأمزجة،‭ ‬كونهم‭ ‬لا‭ ‬يتفهمون‭ ‬سوى‭ ‬مشاعرهم‭ ‬الخاصة‭ ‬ويصممون‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬معنا‭ ‬فأنت‭ ‬علينا‭!‬

الحقيقة،‭ ‬لا‭ ‬طاقة‭ ‬لي‭ ‬بمجاراة‭ ‬البعض،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬العمر‭ ‬تقل‭ ‬قدرتنا‭ ‬على‭ ‬المجاملات‭ ‬وتحمل‭ ‬الآخرين‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬يعنيني‭ ‬كثيرا‭ ‬إن‭ ‬كنت‭ ‬لا‭ ‬أعحبك،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬المظهر‭ ‬أو‭ ‬التصرفات‭ ‬أو‭ ‬الآراء‭ ‬والأفكار،‭ ‬لا‭ ‬تعنيني‭ ‬حقيقة‭ ‬الفكرة‭ ‬التي‭ ‬تكونها‭ ‬في‭ ‬خاطرك‭ ‬عني،‭ ‬كونها‭ ‬تحمل‭ ‬ظلا‭ ‬كبيرا‭ ‬يشبهك‭ ‬أنت‭ ‬وحدك،‭ ‬أما‭ ‬أنا‭ ‬فبريئة‭ ‬تماما‭ ‬من‭ ‬أفكارك‭ ‬التي‭ ‬قررت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أن‭ ‬تحكم‭ ‬علي‭ ‬أو‭ ‬تقاضيني‭ ‬أو‭ ‬تصنفني‭.‬

لقد‭ ‬ولدت‭ ‬صفحة‭ ‬نقية‭ ‬بيضاء‭ ‬ولست‭ ‬مرغمة‭ ‬على‭ ‬ملء‭ ‬تلك‭ ‬الصفحة‭ ‬بألوان‭ ‬تجاربك‭ ‬أنت،‭ ‬بل‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬هو‭ ‬خلاصة‭ ‬ما‭ ‬مررت‭ ‬به‭ ‬وحدي،‭ ‬ويا‭ ‬حبذا‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬ركز‭ ‬في‭ ‬صفحته‭ ‬الخاصة‭ ‬دون‭ ‬الاكتراث‭ ‬بالآخر‭.‬

ومضة

استغرب‭ ‬من‭ ‬أولئك‭ ‬الممتعضين‭ ‬منك‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬سلوكك،‭ ‬لكنهم‭ ‬يتابعونك‭ ‬مرغمين،‭ ‬ولا‭ ‬تفسير‭ ‬لذلك‭ ‬سوى‭ ‬أنهم‭ ‬قرروا‭ ‬أن‭ ‬يضعوك‭ ‬تحت‭ ‬المجهر‭ ‬لأسباب‭ ‬خاصة‭ ‬بهم‭ ‬وحدهم،‭ ‬نسأل‭ ‬الله‭ ‬لهم‭ ‬الهداية‭ ‬وراحة‭ ‬البال‭.‬