سوالف

التزمنا بالبيوت و”الكهرباء” سلختنا بفواتير خيالية

| أسامة الماجد

شهد‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭ ‬ارتفاعا‭ ‬خياليا‭ ‬في‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء،‭ ‬وكل‭ ‬بيت‭ ‬من‭ ‬بيوت‭ ‬أصحاب‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬طالته‭ ‬نيران‭ ‬الرفض‭ ‬المشتعلة‭ ‬المغلفة‭ ‬بالصمت‭ ‬وقلة‭ ‬الحيلة،‭ ‬إما‭ ‬الاستسلام‭ ‬والدفع‭ ‬أو‭ ‬انتظار‭ ‬سكين‭ ‬تراكم‭ ‬مبلغ‭ ‬الفواتير،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬انتظار‭ ‬من‭ ‬سيقطع‭ ‬الكهرباء‭ ‬عن‭ ‬البيت‭ ‬المتخلف،‭ ‬والذي‭ ‬عودنا‭ ‬على‭ ‬المشي‭ ‬في‭ ‬الظهيرة‭ ‬حاملا‭ ‬معه‭ ‬الكابوس‭ ‬الذي‭ ‬يقدمه‭ ‬بكل‭ ‬بساطة‭ ‬إلى‭ ‬رب‭ ‬الأسرة‭.‬

المشكلة‭ ‬أن‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬لم‭ ‬تسمح‭ ‬بالحوار‭ ‬والنقاش‭ ‬مع‭ ‬المواطنين‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬الاتفاق‭ ‬أو‭ ‬الاختلاف،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬الشكوى‭ ‬التي‭ ‬عانى‭ ‬منها‭ ‬جميع‭ ‬المواطنين،‭ ‬وتحدث‭ ‬عنها‭ ‬بعض‭ ‬النواب،‭ ‬وتحولت‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬سخط‭ ‬شعبي‭ ‬عارم،‭ ‬وكأن‭ ‬الهيئة‭ ‬تقول‭ ‬لنا‭.. ‬فليمت‭ ‬من‭ ‬يمت‭ ‬وليعش‭ ‬من‭ ‬يعش،‭ ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬شيء‭ ‬غريب‭ ‬فعلا‭ ‬بتفاصيله‭ ‬الجانبية،‭ ‬فكل‭ ‬من‭ ‬أعرفهم‭ ‬ولا‭ ‬أعرفهم‭ ‬صدمتهم‭ ‬فاتورة‭ ‬الكهرباء،‭ ‬وعلى‭ ‬رأي‭ ‬إحدى‭ ‬الأخوات‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يجعلك‭ ‬تقع‭ ‬بين‭ ‬نصلين،‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬بصمت‭ ‬وتبتلع‭ ‬احتجاجك‭ ‬وغصتك،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬متعايشا‭ ‬مع‭ ‬هاجس‭ ‬تراكم‭ ‬المبلغ‭ ‬وقطع‭ ‬التيار،‭ ‬الأمر‭ ‬يحتاج‭ ‬لمراجعة‭ ‬حقيقية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬التي‭ ‬تدير‭ ‬ظهرها‭ ‬وتصم‭ ‬آذانها‭ ‬غير‭ ‬آبهة‭ ‬بشكاوى‭ ‬المواطنين‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬المواطن‭ ‬مستلقيا‭ ‬على‭ ‬شواطئ‭ ‬القمر‭ ‬ومن‭ ‬حوله‭ ‬الندى‭ ‬والغيم،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬جالسا‭ ‬في‭ ‬بيته‭ ‬وملتزما‭ ‬بالتعاليم‭ ‬والإجراءات‭ ‬الاحترازية،‭ ‬ومن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬معظم‭ ‬المكيفات‭ ‬“شغالة”‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجو‭ ‬الخانق‭ ‬الذي‭ ‬ينتف‭ ‬الريش‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬الجسد،‭ ‬لكن‭ ‬حكم‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأموات‭ ‬بهذه‭ ‬الفواتير‭ ‬التي‭ ‬تطرد‭ ‬الأشباح‭ ‬من‭ ‬البيت،‭ ‬الخطأ‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬مقبولا‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬خمسة‭ ‬بيوت‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬خمسين‭ ‬بيتا،‭ ‬إنما‭ ‬كل‭ ‬بيوت‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬استراتيجية‭ ‬جديدة‭ ‬للهيئة‭ ‬وطريقة‭ ‬مؤثرة‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬المواطن،‭ ‬لذا‭ ‬كلنا‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬قيادتنا‭ ‬بالتدخل‭ ‬وإنصاف‭ ‬المواطن‭ ‬كما‭ ‬عودتنا‭ ‬دائما‭.‬