صور مختصرة

“وين الباجي عن هالمشاريع”

| عبدالعزيز الجودر

في‭ ‬المملكة‭ ‬تعمل‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة‭ - ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬بحجمها‭ ‬المالي‭ - ‬من‭ ‬البنوك‭ ‬التقليدية‭ ‬والإسلامية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المصرفية‭ ‬والمراكز‭ ‬المالية‭ ‬المرخصة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي،‭ ‬وبصفته‭ ‬المنظم‭ ‬الوحيد‭ ‬للقطاع‭ ‬المالي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬يشرف‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬من‭ ‬19‭ ‬مصرفا‭ ‬تجاريا‭ ‬“كل‭ ‬واحد‭ ‬عنده‭ ‬الزود”،‭ ‬و69‭ ‬مصرفا‭ ‬لخدمة‭ ‬الشركات،‭ ‬و36‭ ‬مكتبا‭ ‬تمثل‭ ‬المصارف‭ ‬الخارجية‭ ‬“وشي‭ ‬نعرفه‭ ‬وشي‭ ‬ما‭ ‬نعرفه”‭.‬

في‭ ‬حين‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬بتمويل‭ ‬ودعم‭ ‬المشاريع‭ ‬التنموية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬خصوصا‭ ‬المشاريع‭ ‬والمبادرات‭ ‬الصحية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬الارتقاء‭ ‬بمستوى‭ ‬نوعية‭ ‬العلاج،‭ ‬وتطوير‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬وجودة‭ ‬حياة‭ ‬المواطن،‭ ‬واستمرارية‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬دعمها،‭ ‬هو‭ ‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭ ‬والثاني‭ ‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬والكويت‭ ‬اللذان‭ ‬خصصا‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬نسبا‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬صافي‭ ‬أرباحهما‭ ‬السنوية‭ ‬لدعم‭ ‬تلك‭ ‬المشاريع‭ ‬والمبادرات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التبرعات‭ ‬والهبات،‭ ‬ولهما‭ ‬منا‭ ‬كل‭ ‬التقدير‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬الوطنية‭.‬

أمامنا‭ ‬الآن‭ ‬أسئلة‭ ‬محورية‭ ‬تدور‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬بال‭ ‬أي‭ ‬بحريني،‭ ‬“وين‭ ‬باجي”‭ ‬البنوك‭ ‬والمصارف‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬خصوصا‭ ‬الكبيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬عن‭ ‬مساهمتها‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬والبرامج‭ ‬الحيوية؟‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تبادر‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬وتقوم‭ ‬بتمويل‭ ‬مركز‭ ‬صحي‭ ‬أو‭ ‬مركز‭ ‬اجتماعي‭ ‬أو‭ ‬مركز‭ ‬لغسيل‭ ‬الكلى‭ ‬أو‭ ‬بناء‭ ‬دور‭ ‬لكبار‭ ‬المواطنين‭ ‬أو‭ ‬إنشاء‭ ‬مركز‭ ‬علمي‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬أقل‭ ‬تقدير‭ ‬شراء‭ ‬أجهزة‭ ‬طبية‭ ‬أو‭ ‬سيارات‭ ‬إسعاف‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المسؤولية‭ ‬المجتمعية،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬نقرأ‭ ‬فيه‭ ‬كغيرنا‭ ‬عن‭ ‬صافي‭ ‬الأرباح‭ ‬الطائلة‭ ‬التي‭ ‬تدخل‭ ‬خزينتها‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يستفيد‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬منها؟

في‭ ‬الآن‭ ‬نفسه‭ ‬“آخبر”‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬انتشار‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭ ‬19‭ ‬والحملة‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬لجمع‭ ‬التبرعات‭ ‬لمتضرري‭ ‬الجائحة‭ ‬كانت‭ ‬مساهمة‭ ‬تلك‭ ‬البنوك‭ ‬والمصارف‭ ‬خجولة،‭ ‬وبعضها‭ ‬الكثير‭ ‬“مول‭ ‬ما‭ ‬صخه‭ ‬حتى‭ ‬بدينار‭ ‬واحد”‭ ‬ولا‭ ‬كأن‭ ‬هناك‭ ‬خطرا‭ ‬يهدد‭ ‬صحة‭ ‬المجتمع،‭ ‬والذي‭ ‬يقول‭ ‬غير‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬قوائم‭ ‬المساهمين‭ ‬التي‭ ‬نشرت‭ ‬في‭ ‬صحافتنا‭ ‬المحلية‭ ‬والجهة‭ ‬المختصة‭ ‬بالحملة‭ ‬ليتأكد‭ ‬بنفسه‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬