رؤيا مغايرة

ملفات عالقة... تهريب الخادمات

| فاتن حمزة

تمكنت‭ ‬إدارة‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمباحث‭ ‬والأدلة‭ ‬الجنائية‭ ‬من‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬شخصين‭ ‬أحدهما‭ ‬بحريني‭ ‬والآخر‭ ‬بنغالي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬15‭ ‬امرأة‭ ‬تحملن‭ ‬الجنسية‭ ‬الأثيوبية‭ ‬والكينية،‭ ‬حيث‭ ‬قمن‭ ‬بمخالفة‭ ‬شروط‭ ‬الإقامة‭ ‬وتهريب‭ ‬عاملات‭ ‬المنازل‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬البلاد‭.‬

وأوضحت‭ ‬إدارة‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬أنه‭ ‬جار‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬المقررة،‭ ‬وذلك‭ ‬تمهيداً‭ ‬لإحالة‭ ‬المقبوض‭ ‬عليهم‭ ‬إلى‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭.‬

من‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تثير‭ ‬علامات‭ ‬استفهام‭ ‬كثيرة‭ ‬وكبيرة‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬مسألة‭ ‬تهريب‭ ‬الخادمات‭ (‬أكرر‭ ‬“تهريب”‭) ‬وليس‭ ‬هروب،‭ ‬وهي‭ ‬مسألة‭ ‬ليست‭ ‬جديدة‭ ‬وأصبحت‭ ‬بشكل‭ ‬منظم‭ ‬وكأن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬ينظمها‭.‬

يتساءل‭ ‬البعض‭ ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬تفشيها‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬أصبح‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬العلن‭ ‬وأرقام‭ ‬هواتفهم‭ ‬يعلمها‭ ‬القاصي‭ ‬والداني‭ ‬ويضربون‭ ‬قوانين‭ ‬البلد‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭ ‬بجرأة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تفسيرها،‭ ‬المضحك‭ ‬أو‭ ‬المبكي‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يدير‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬هم‭ ‬الخدم‭ ‬أنفسهم‭.‬

الأهم‭ ‬هو‭ ‬معاناة‭ ‬الأسر‭ ‬التي‭ ‬تضع‭ ‬حلها‭ ‬وحلالها‭ ‬لتجلب‭ ‬خادمة‭ ‬وينتهي‭ ‬بها‭ ‬الأمر‭ ‬بمكالمة‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬هروبها‭ ‬بوجوب‭ ‬دفع‭ ‬قيمة‭ ‬تذكرة‭ ‬عودة‭ ‬الخادمة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬رغبت‭ ‬بزيارة‭ ‬أهلها،‭ ‬ثم‭ ‬لتعود‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬وتتكرر‭ ‬القصة‭.‬

نشكر‭ ‬إدارة‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمباحث‭ ‬والأدلة‭ ‬الجنائية‭ ‬على‭ ‬جهودها‭ ‬وسرعة‭ ‬التعرف‭ ‬والقبض‭ ‬عليهم،‭ ‬كما‭ ‬نتمنى‭ ‬تشديد‭ ‬العقوبة‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬تثبت‭ ‬عليه‭ ‬التهمة‭ ‬للحد‭ ‬منهم‭ ‬وحسم‭ ‬هذا‭ ‬الملف،‭ ‬واستمرار‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬المتسترين‭ ‬وراء‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬لوقفها،‭ ‬فالكثير‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬أجبروا‭ ‬على‭ ‬جلب‭ ‬الخادمة‭ ‬ودفع‭ ‬تكاليفها‭ ‬رغم‭ ‬قلة‭ ‬الإمكانيات‭ ‬لظروف‭ ‬خارجة‭ ‬عن‭ ‬إرادتها‭ ‬تتطلب‭ ‬وجودها‭ ‬للعون‭ ‬والمساعدة،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬يذهب‭ ‬بها‭ ‬المطاف‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬تكاليف‭ ‬إضافية‭ ‬تشكل‭ ‬عائقا‭ ‬لها‭ ‬فقط‭ ‬بسبب‭ ‬تآمر‭ ‬مجهولين‭ ‬على‭ ‬تهريبها‭ .‬