زبدة القول

من له مصلحة في اغتيال قيس سعيد؟

| د. بثينة خليفة قاسم

أعلن‭ ‬الرئيس‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬أنه‭ ‬تعرض‭ ‬لمؤامرات‭ ‬حقيرة‭ ‬تستهدف‭ ‬حياته‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يخشى‭ ‬إلا‭ ‬الله،‭ ‬ولن‭ ‬يتراجع‭ ‬عما‭ ‬اتخذه‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي،‭ ‬فمن‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬مصلحة‭ ‬في‭ ‬اغتيال‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬وقف‭ ‬ضد‭ ‬فساد‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭ ‬والنواب‭ ‬الذين‭ ‬احتموا‭ ‬بالحصانة‭ ‬البرلمانية‭ ‬للإفلات‭ ‬بجرائمهم‭ ‬التي‭ ‬ارتكبوها؟‭ ‬ولماذا‭ ‬سارعت‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭ ‬بقيادة‭ ‬الغنوشي‭ ‬وأصدرت‭ ‬بيانا‭ ‬باللغات‭ ‬العربية‭ ‬والإنجليزية‭ ‬والفرنسية‭ ‬تستنكر‭ ‬فيه‭ ‬المؤامرات‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬عنها‭ ‬الرئيس‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬وتطالب‭ ‬أجهزة‭ ‬الأمن‭ ‬التونسية‭ ‬بالتحقيق‭ ‬في‭ ‬الأمر‭.‬

حركة‭ ‬النهضة‭ ‬صاحبة‭ ‬المصلحة‭ ‬في‭ ‬اغتيال‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬وقف‭ ‬بشجاعة‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬التنظيم‭ ‬العالمي‭ ‬للإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬سقوط‭ ‬الإخوان‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬ضربة‭ ‬قاضية‭ ‬لمشروع‭ ‬التنظيم‭ ‬برمته‭ ‬بعد‭ ‬الضربات‭ ‬القاسية‭ ‬التي‭ ‬تلقاها‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬ودفعت‭ ‬قيادات‭ ‬هذا‭ ‬التنظيم‭ ‬إلى‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬تركيا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬لشن‭ ‬حرب‭ ‬إعلامية‭ ‬شرسة‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬ودعم‭ ‬حركة‭ ‬الغنوشي‭ ‬من‭ ‬هناك‭. ‬

النهضة‭ ‬أصدرت‭ ‬بياناها‭ ‬باللغات‭ ‬الثلاث‭ ‬لكي‭ ‬تبرئ‭ ‬ساحتها‭ ‬من‭ ‬مؤامرة‭ ‬استهداف‭ ‬حياة‭ ‬الرجل‭ ‬أمام‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭ ‬لأنها‭ ‬متأكدة‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬المؤامرات‭ ‬سواء‭ ‬نجحت‭ ‬أو‭ ‬فشلت‭ ‬لن‭ ‬يتم‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬خطط‭ ‬لها‭ ‬أو‭ ‬مولها،‭ ‬وهذا‭ ‬ليس‭ ‬لغزا‭ ‬للذين‭ ‬يعرفون‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬الخلايا‭ ‬الذي‭ ‬تتبناه‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬يجعل‭ ‬القاتل‭ ‬الذي‭ ‬حمل‭ ‬السلاح‭ ‬نفسه‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬من‭ ‬الذي‭ ‬يريد‭ ‬منه‭ ‬القيام‭ ‬بمهمته‭ ‬الإجرامية،‭ ‬وإلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك‭ ‬فهناك‭ ‬علاقة‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬بكل‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تفرعت‭ ‬منها‭ ‬والتي‭ ‬تستخدمها‭ ‬الإخوان‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬عمليات‭ ‬إرهابية‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تترك‭ ‬أثرا‭ ‬يدل‭ ‬عليها‭.‬

وسواء‭ ‬كانت‭ ‬التهديدات‭ ‬التي‭ ‬اكتشفتها‭ ‬الأجهزة‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬أمن‭ ‬الرئيس‭ ‬سعيد‭ ‬تهديدات‭ ‬حقيقية‭ ‬أم‭ ‬عملية‭ ‬إرهاب‭ ‬للرئيس‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النهضة‭ ‬أو‭ ‬غيرها،‭ ‬فإن‭ ‬مسألة‭ ‬ممارسة‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬للقتل‭ ‬مسألة‭ ‬محسومة‭ ‬تاريخيا‭ ‬ولا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬بحث‭.‬