العمل الإنساني

| عبدعلي الغسرة

يتمتع‭ ‬الإنسان‭ ‬بقيمة‭ ‬عُليا‭ ‬ومكانة‭ ‬مُثلى‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى،‭ ‬فقد‭ ‬أحسن‭ ‬خلقه‭ ‬وأبدع‭ ‬صورته‭ ‬وجعله‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬الكائنات،‭ ‬وأسبغ‭ ‬عليه‭ ‬صفات‭ ‬الرحمة‭ ‬والعطف‭ ‬وقيم‭ ‬التسامح‭ ‬والشفقة‭ ‬والإحسان‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬الكائنات،‭ ‬وجعله‭ ‬كائنًا‭ ‬مُحبًا‭ ‬للخير‭ ‬والسلام‭ ‬سلوكًا‭ ‬وعقلًا‭ ‬وروحًا،‭ ‬ومن‭ ‬البشر‭ ‬مَن‭ ‬يخاطر‭ ‬بنفسه‭ ‬ووقته‭ ‬وجهده‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الآخرين‭ ‬في‭ ‬بلاده‭ ‬وبلاد‭ ‬الآخرين‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭ ‬خالدة‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الإنسانية‭.‬

وتقديرًا‭ ‬للذين‭ ‬يعملون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الآخرين‭ ‬جعلت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬يوما‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬للاحتفاء‭ ‬بهم‭ ‬وبعملهم‭ ‬الإنساني،‭ ‬وذلك‭ ‬إقرارًا‭ ‬بفضلهم‭ ‬وتكريمًا‭ ‬لمن‭ ‬قضى‭ ‬منهم‭ ‬نحبه‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬أداء‭ ‬الواجب‭ ‬الإنساني،‭ ‬ولأجل‭ ‬إعلاء‭ ‬قيمة‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬الروح‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ودعوة‭ ‬الناس‭ ‬لهذا‭ ‬الدرب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عالم‭ ‬أكثر‭ ‬أمنًا‭ ‬وازدهارًا‭ ‬وتعاونًا‭ ‬وعطفًا‭. ‬والعمل‭ ‬الإنساني‭ ‬ممارسة‭ ‬سهلة‭ ‬ولغة‭ ‬مُشتركة‭ ‬بين‭ ‬البشر‭ ‬مع‭ ‬اختلاف‭ ‬الأعراق‭ ‬والأديان‭ ‬والألوان،‭ ‬وهو‭ ‬أسلوب‭ ‬حضاري‭ ‬وإنساني‭ ‬الهدف،‭ ‬وقد‭ ‬حددت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬يحتاجون‭ ‬للمساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والحماية‭ ‬في‭ ‬2021م‭ (‬235‭) ‬مليون‭ ‬شخص،‭ ‬وموضوع‭ ‬احتفالية‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬2021م‭ ‬هو‭ ‬“السباق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإنسانية”‭.‬

وفي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ينتشر‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الرسمي‭ ‬والأهلي‭ ‬والمجتمعي‭ ‬وهي‭ ‬ممارسة‭ ‬أرست‭ ‬دعائم‭ ‬الخير‭ ‬ونشرت‭ ‬مبادئ‭ ‬التعاون‭ ‬والرحمة‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬ما‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬روح‭ ‬العطاء‭ ‬لمن‭ ‬احتاج‭ ‬إليه‭ ‬لتأمين‭ ‬جودة‭ ‬حياتهم‭ ‬ليعيشوا‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬وأمان‭ ‬ورخاء‭ ‬وسعادة،‭ ‬والقصص‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬“الشفهية‭ ‬والمكتوبة”،‭ ‬وتناقلتها‭ ‬الكُتب‭ ‬والألسن‭ ‬والتي‭ ‬انتهت‭ ‬ببهجة‭ ‬وفرحة‭ ‬لمن‭ ‬تلقى‭ ‬تلك‭ ‬المساعدات‭.‬

إن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مليئة‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الوجوه‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التي‭ ‬أنقذت‭ ‬الناس‭ ‬وعملت‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬حياة‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الأُسر‭ ‬الذين‭ ‬تضرروا‭ ‬في‭ ‬الأزمات‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬فالعمل‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ودول‭ ‬العالم‭ ‬يُشير‭ ‬إلى‭ ‬بطولات‭ ‬أولئك‭ ‬العاملين‭ ‬تطوعًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬الحروب‭ ‬وانتشار‭ ‬الأمراض‭ ‬وتوفير‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬وتوزيع‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية،‭ ‬حيث‭ ‬ينشطون‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬جانب‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬وغيرهم‭ ‬يدعون‭ ‬إلى‭ ‬صمت‭ ‬الأسلحة‭ ‬وإنهاء‭ ‬النزاعات‭ ‬الميدانية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬مآسي‭ ‬الحروب،‭ ‬والعمل‭ ‬معًا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام،‭ ‬فهؤلاء‭ ‬يبذلون‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬وسعهم‭ ‬لمساعدة‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬النجاة‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬والجوع‭ ‬ومن‭ ‬الأمراض‭ ‬والأوبئة‭ ‬والكوارث‭.. ‬فلهم‭ ‬كل‭ ‬التقدير‭ ‬والتبجيل‭ ‬والاحترام‭.‬