امتنان لجلالة الملك بنجاح عاشوراء

| عادل عيسى المرزوق

حقًا،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نعتبر‭ ‬موسم‭ ‬عاشوراء‭ ‬الحسين‭ ‬“ع”،‭ ‬مؤشرًا‭ ‬مهما‭ ‬وحيويا‭ ‬في‭ ‬رصد‭ ‬حالة‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي،‭ ‬ولنركز‭ ‬على‭ ‬أخطر‭ ‬وضع‭ ‬تعيشه‭ ‬البشرية‭ ‬حاليا،‭ ‬وهو‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬كمثال‭ ‬يتجاوز‭ ‬ويتصدر‭ ‬كل‭ ‬الأمثلة،‭ ‬فقد‭ ‬انقضى‭ ‬موسم‭ ‬عاشوراء‭ ‬بنجاح‭ ‬وسلام،‭ ‬كما‭ ‬انتهى‭ ‬في‭ ‬عامه‭ ‬السابق‭ ‬بذات‭ ‬الوتيرة‭ ‬بفضل‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬سبحانه،‭ ‬وبفضل‭ ‬توجيهات‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬الشكر‭ ‬والامتنان‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى،‭ ‬ولما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬المظفرة‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬ريادة‭ ‬بلادنا‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬كواحة‭ ‬سلام‭ ‬وحوار‭ ‬وتسامح‭ ‬واحترام‭ ‬للمعتقدات‭ ‬وقيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬التعايش‭ ‬والإخاء‭.‬

وكم‭ ‬هي‭ ‬لفتة‭ ‬طيبة‭ ‬الشكر‭ ‬الذي‭ ‬وجهه‭ ‬جلالته‭ ‬للعلماء‭ ‬والمشايخ‭ ‬الأفاضل‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬بذلوه‭ ‬من‭ ‬جهد‭ ‬متمثل‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬النفس‭ ‬وتجنيبها‭ ‬المخاطر،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬وفقنا‭ ‬بفضل‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬باليسر‭ ‬والسلامة‭ ‬والاطمئنان،‭ ‬وما‭ ‬أبداه‭ ‬الجميع‭ ‬خلال‭ ‬إحياء‭ ‬ذكرى‭ ‬عاشوراء‭ ‬من‭ ‬وعي‭ ‬ومسؤولية‭ ‬وطنية‭ ‬تجاه‭ ‬أنفسهم‭ ‬ومحيطهم‭ ‬والمجتمع‭.‬

ولا‭ ‬ريب‭ ‬أن‭ ‬الشكر‭ ‬موصول‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬ولكل‭ ‬الجهود‭ ‬المخلصة‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬الوزارات‭ ‬الخدمية‭ ‬بلا‭ ‬استثناء،‭ ‬والفريق‭ ‬الوطني‭ ‬الطبي‭ ‬لمكافحة‭ ‬كورونا،‭ ‬وإدارات‭ ‬المآتم‭ ‬والحسينيات‭ ‬والمواكب‭ ‬ورواد‭ ‬الموسم،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬موسم‭ ‬عاشوراء‭ ‬حين‭ ‬نقول‭ ‬إنه‭ ‬مؤشر‭ ‬مهم‭ ‬وحيوي،‭ ‬فدلالة‭ ‬ذلك‭ ‬الالتزام‭ ‬الكبير‭ ‬وحرص‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬ألا‭ ‬يعود‭ ‬المنحنى‭ ‬تصاعديًا‭ ‬في‭ ‬تسجيل‭ ‬حالات‭ ‬كورونا‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬أكرمنا‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭ ‬بنتائج‭ ‬الجهود‭ ‬المباركة‭.‬

وهنا‭ ‬أعيد‭ ‬مشاعري‭ ‬بالاعتزاز‭ ‬والتشرف‭ ‬بما‭ ‬رأيته‭ ‬من‭ ‬منتسبي‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬ولاسيما‭ ‬من‭ ‬أبنائنا‭ ‬وبناتنا‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬شرطة‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع،‭ ‬والذين‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نوفيهم‭ ‬من‭ ‬درجات‭ ‬الشكر‭ ‬ما‭ ‬يستحقونه‭ ‬لما‭ ‬رأيته‭ ‬شخصيًا‭ ‬ورآه‭ ‬الكثيرون‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬مشرف‭ ‬طيلة‭ ‬أيام‭ ‬العشرة‭ ‬صباحًا‭ ‬وعصرًا‭ ‬وليلًا،‭ ‬يدًا‭ ‬بيد‭ ‬مع‭ ‬فرق‭ ‬عمل‭ ‬المآتم‭ ‬واللجان‭ ‬المنظمة،‭ ‬أشاعوا‭ ‬حالة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الطمأنينة‭ ‬وضمان‭ ‬سلامة‭ ‬الجميع،‭ ‬لهذا‭ ‬فإن‭ ‬التقدير‭ ‬كل‭ ‬التقدير‭ ‬للفريق‭ ‬أول‭ ‬ركن‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية،‭ ‬وقد‭ ‬وجدت‭ ‬من‭ ‬الإخوة‭ ‬في‭ ‬مكتب‭ ‬معاليه‭ ‬كل‭ ‬التعاون‭ ‬والدعم‭ ‬في‭ ‬متابعة‭ ‬وتنفيذ‭ ‬وتلبية‭ ‬طلبات‭ ‬الموسم‭.‬

مقام‭ ‬ومكانة‭ ‬هذه‭ ‬الذكرى‭ ‬الإسلامية‭ ‬الجليلة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬معانيها‭ ‬الإنسانية‭ ‬والدينية‭ ‬تبقى‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬تميزها‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬ولي‭ ‬كلمة‭ ‬ختامية‭ ‬أوجهها‭ ‬إلى‭ ‬خطباء‭ ‬المنبر‭ ‬الحسيني‭ ‬مقامها‭ ‬مقام‭ ‬الشكر‭ ‬النبيل‭ ‬لهم‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬طرحوه‭ ‬من‭ ‬موضوعات‭ ‬لم‭ ‬يغفلوا‭ ‬فيها‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬الالتزام‭ ‬وإنجاح‭ ‬جهود‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الوباء،‭ ‬ولأنه‭ ‬تحد‭ ‬كبير‭ ‬وامتحان‭ ‬صعب،‭ ‬فإن‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬نجحوا‭ ‬وسينجحون‭ ‬دائمًا،‭ ‬وبعون‭ ‬الله‭ ‬سيكون‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الحضاري‭ ‬مستمرًا،‭ ‬نقول‭ ‬للجميع‭: ‬“مأجورين‭.. ‬مشكورين‭.. ‬رحم‭ ‬الله‭ ‬والديكم‭.. ‬رب‭ ‬اجعل‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬آمنا”‭.‬