سوالف

المآسي تلف العالم... نحمد الله على نعمة الأمن والأمان

| أسامة الماجد

رحم‭ ‬الله‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعطيك‭ ‬صورة‭ ‬عن‭ ‬حركة‭ ‬الواقع‭ ‬وما‭ ‬تنطوي‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬أحداث،‭ ‬ودائما‭ ‬كان‭ ‬يردد‭ ‬على‭ ‬مسامعنا‭ ‬عبارة‭ ‬“شوفو‭ ‬اللي‭ ‬يدور‭ ‬حواليكم‭.. ‬نحمد‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬نعمة‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬في‭ ‬بلدنا”‭.‬

استحضرت‭ ‬عبارة‭ ‬سموه‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬وأنا‭ ‬أشاهد‭ ‬ازدياد‭ ‬عمق‭ ‬الأزمات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬ما‭ ‬طالعتنا‭ ‬به‭ ‬الأخبار‭ ‬العالمية‭ ‬من‭ ‬قيام‭ ‬طاقم‭ ‬طائرة‭ ‬الخطوط‭ ‬الجوية‭ ‬التركية‭ ‬بتقديم‭ ‬طلب‭ ‬اللجوء‭ ‬في‭ ‬كندا‭ ‬فور‭ ‬وصولهم‭ ‬هناك،‭ ‬حيث‭ ‬تركوا‭ ‬بطاقات‭ ‬هوياتهم‭ ‬وجوازات‭ ‬سفرهم‭ ‬في‭ ‬غرف‭ ‬الفندق‭ ‬في‭ ‬تورنتو،‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬تدهور‭ ‬الأوضاع‭ ‬المعيشية‭ ‬في‭ ‬بلدهم،‭ ‬هذا‭ ‬وهم‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬طيران‭ ‬حكومية‭ ‬ويفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الراتب‭ ‬مجزيا،‭ ‬فما‭ ‬بالنا‭ ‬ببقية‭ ‬الشعب‭ ‬والقرارات‭ ‬المريرة‭ ‬المطلوبة‭ ‬للخلاص‭ ‬من‭ ‬الديون‭ ‬وغيرها‭.‬

وعلى‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬هناك‭ ‬أفغانستان‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬منذ‭ ‬أمد‭ ‬بعيد‭ ‬على‭ ‬التوتر‭ ‬والنزاعات‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية،‭ ‬وهي‭ ‬أبعد‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬عن‭ ‬الحل‭ ‬وأصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬تعقيدا‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬بوصول‭ ‬جماعة‭ ‬طالبان‭ ‬الإرهابية‭ ‬إلى‭ ‬سدة‭ ‬الحكم،‭ ‬وسيبقى‭ ‬مشهد‭ ‬الأفغان‭ ‬الذين‭ ‬تعلقوا‭ ‬بالطائرة‭ ‬العسكرية‭ ‬الأميركية‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬سقوطهم‭ ‬كدمى‭ ‬صغيرة‭ ‬عالقا‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬البشر‭ ‬لوقت‭ ‬طويل،‭ ‬وفي‭ ‬أثيوبيا‭ ‬عصف‭ ‬المجاعة‭ ‬بإقليم‭ ‬تيغراي‭ ‬بسبب‭ ‬عرقلة‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وأين‭ ‬ما‭ ‬نلتفت‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬بقعة‭ ‬من‭ ‬بقاع‭ ‬العالم‭ ‬نرى‭ ‬ساحات‭ ‬للحرب‭ ‬وخرائب‭ ‬لمدن‭ ‬وقرى‭ ‬مدمرة،‭ ‬ومجتمعات‭ ‬تلاشت‭ ‬في‭ ‬إيقاع‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬الغامض،‭ ‬ومازالت‭ ‬تتهجد‭ ‬وتبتهل‭ ‬للمولى‭ ‬أن‭ ‬ينتشلها‭ ‬من‭ ‬الركام‭ ‬المطمور‭.‬

إن‭ ‬الأمثلة‭ ‬السابقة‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬المآسي‭ ‬التي‭ ‬تلف‭ ‬وتدور‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وبعضها‭ ‬يتطلب‭ ‬مخيلة‭ ‬أسطورية‭ ‬لاستيعابها،‭ ‬بينما‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وبفضل‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬وحكمة‭ ‬قيادتنا‭ ‬نسير‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬ثابت‭ ‬متناسق‭ ‬والأمن‭ ‬والأمان‭ ‬يحيطنا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جانب‭ ‬وهذه‭ ‬نعمة‭ ‬كبيرة‭ ‬يحسدنا‭ ‬عليها‭ ‬الآخرون‭.‬