التفاخر بإفلات النظام من العقاب (1)

| معصومة احتشام

لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬أسئلة‭ ‬كثيرة‭ ‬حول‭ ‬نوع‭ ‬الإدارة‭ ‬التي‭ ‬سيشرف‭ ‬عليها‭ ‬الرئيس‭ ‬الجديد‭ ‬للملالي،‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي،‭ ‬لكن‭ ‬الصورة‭ ‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحًا‭ ‬مؤخرًا‭ ‬عندما‭ ‬قدم‭ ‬رئيسي‭ ‬إلى‭ ‬برلمان‭ ‬الملالي‭ ‬قائمة‭ ‬بأسماء‭ ‬وزراء‭ ‬الحكومة‭ ‬المحتملين‭ ‬ورؤساء‭ ‬المنظمات‭ ‬التنفيذية‭. ‬القائمة‭ ‬تشتمل‭ ‬أسماء‭ ‬بعض‭ ‬أكثر‭ ‬الشخصيات‭ ‬تشددًا‭ ‬في‭ ‬النظام،‭ ‬والكثير‭ ‬منهم‭ ‬متورط‭ ‬في‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والإرهاب‭ ‬الأجنبي‭ ‬ومخططات‭ ‬لإثراء‭ ‬أنفسهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬السرقة‭ ‬المنظمة‭ ‬للثروة‭ ‬الوطنية‭.‬

أحمد‭ ‬وحيدي،‭ ‬الذي‭ ‬اختاره‭ ‬رئيسي‭ ‬وزيرًا‭ ‬للداخلية،‭ ‬صدرت‭ ‬بحقه‭ ‬مذكرة‭ ‬توقيف‭ ‬من‭ ‬الإنتربول‭ ‬بسبب‭ ‬تورطه‭ ‬في‭ ‬تفجير‭ ‬عام‭ ‬1994‭ ‬لمبنى‭ ‬الجمعية‭ ‬الأرجنتينية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المتبادلة‭ ‬في‭ ‬بوينس‭ ‬آيرس،‭ ‬والذي‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬85‭ ‬شخصًا‭. ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬كان‭ ‬وحيدي‭ ‬قائدا‭ ‬لفيلق‭ ‬القدس،‭ ‬جناح‭ ‬العمليات‭ ‬الخاصة‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬قوات‭ ‬حرس‭ ‬نظام‭ ‬الملالي،‭ ‬ما‭ ‬جعله‭ ‬أكبر‭ ‬ناشط‭ ‬إرهابي‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬الملالي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬مسؤول‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬عن‭ ‬مئات‭ ‬القتلى‭ ‬الآخرين،‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬تتم‭ ‬محاسبته‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم‭.‬

إن‭ ‬الافتقار‭ ‬إلى‭ ‬المساءلة‭ ‬مشكلة‭ ‬شائعة،‭ ‬تم‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬عليها‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬“انتخابات”‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬يونيو‭. ‬تم‭ ‬تنظيم‭ ‬تلك‭ ‬الانتخابات‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى‭ ‬علي‭ ‬خامنئي،‭ ‬الذي‭ ‬عين‭ ‬رئيسي‭ ‬رئيساً‭ ‬للسلطة‭ ‬القضائية‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬ويبدو‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬ينوي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بمثابة‭ ‬نقطة‭ ‬انطلاق‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬الرئاسة‭.‬

وبدعم‭ ‬من‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى،‭ ‬أصبح‭ ‬رئيسي‭ ‬المرشح‭ ‬الأقوى‭ ‬لثاني‭ ‬أعلى‭ ‬منصب‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬استبعاد‭ ‬جميع‭ ‬الشخصيات‭ ‬البارزة‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬الاقتراع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجلس‭ ‬صيانة‭ ‬الدستور،‭ ‬المكلف‭ ‬بفحص‭ ‬المرشحين‭ ‬المحتملين‭ ‬لأي‭ ‬منصب‭ ‬رفيع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تأكيد‭ ‬توافقهم‭ ‬مع‭ ‬آيديولوجية‭ ‬الملالي‭ ‬وبشكل‭ ‬أكثر‭ ‬تحديدًا‭ ‬مع‭ ‬إرادة‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى‭. ‬بحكم‭ ‬التعريف،‭ ‬فإن‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬مرشح‭ ‬خامنئي‭ ‬المختار،‭ ‬فهو‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬مع‭ ‬إرادة‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى‭. ‬انسحب‭ ‬اثنان‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬المتشددة‭ ‬الصغيرة،‭ ‬واللذين‭ ‬استبعدهما‭ ‬مجلس‭ ‬صيانة‭ ‬الدستور‭ ‬لاحقًا‭ ‬من‭ ‬السباق‭ ‬لإلقاء‭ ‬دعمهم‭ ‬خلف‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي‭. ‬“مجاهدين”‭.‬