فجر جديد

قطع الكهرباء وتشتيت الأسرة

| إبراهيم النهام

لم‭ ‬يكن‭ ‬حديث‭ ‬المواطنين‭ ‬عن‭ ‬تزايد‭ ‬مبالغ‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬خلال‭ ‬الشهرين‭ ‬الماضيين‭ ‬محض‭ ‬مبالغة‭ ‬أو‭ ‬لتحميل‭ ‬الهيئة‭ ‬ما‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬مسؤوليتها،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬نابع‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬المعيشي‭ ‬المر،‭ ‬والذي‭ ‬ألزم‭ ‬أرباب‭ ‬الأسر‭ ‬أن‭ ‬يحتاطوا‭ ‬جيداً‭ ‬في‭ ‬الصرف‭ ‬والإنفاق‭ ‬بحذر‭ ‬لا‭ ‬يفوقه‭ ‬حذر،‭ ‬رغماً‭ ‬عن‭ ‬إرادتهم‭.‬

هذا‭ ‬الواقع‭ ‬المؤسف‭ ‬والمفروض‭ ‬قسراً،‭ ‬انعكس‭ ‬سلباً‭ ‬على‭ ‬الرفاهية‭ ‬للأسرة‭ ‬البحرينية‭ ‬بشتى‭ ‬أنواعها،‭ ‬فأصبحت‭ ‬أغلب‭ ‬النفقات‭ ‬العادية‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬الكماليات‭ ‬أو‭ ‬المؤجلات،‭ ‬فالمعيشة‭ ‬مكلفة،‭ ‬والغلاء‭ ‬بتصاعد،‭ ‬وأيضا‭ ‬الفواتير،‭ ‬وما‭ ‬أدراك‭ ‬ما‭ ‬الفواتير؟

وبهذه‭ ‬النقطة‭ ‬تحديداً،‭ ‬أضع‭ ‬يدي‭ ‬بيد‭ ‬النائب‭ ‬إبراهيم‭ ‬النفيعي‭ ‬حين‭ ‬دعا‭ ‬الهيئة‭ ‬لوقف‭ ‬قطع‭ ‬خدمة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬عن‭ ‬المواطنين‭ ‬بشكل‭ ‬نهائي،‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬بديلة‭ ‬مرضية‭ ‬للطرفين،‭ ‬لأن‭ ‬القطع‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تشتت‭ ‬الأسر،‭ ‬وبعثرة‭ ‬أفرادها‭ ‬بين‭ ‬مساكن‭ ‬الأهل‭. ‬وأضع‭ ‬يدي‭ ‬بيد‭ ‬النائب‭ ‬عبدالله‭ ‬الدوسري‭ ‬حينما‭ ‬دعا‭ ‬لإعادة‭ ‬مراجعة‭ ‬فواتير‭ ‬الشهرين‭ ‬الماضيين،‭ ‬بدقة‭ ‬متناهية،‭ ‬فنحن‭ ‬نقف‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التخفيف‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬وأسرته‭ ‬بشتى‭ ‬السبل‭ ‬والوسائل،‭ ‬فالوضع‭ ‬الراهن‭ ‬لا‭ ‬يحتمل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬والكبس،‭ ‬ولا‭ ‬قيد‭ ‬شعرة‭.‬

قطع‭ ‬خدمة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬يعطل‭ ‬حياة‭ ‬الناس،‭ ‬ويوقفها،‭ ‬ويضيق‭ ‬الخناق‭ ‬على‭ ‬رب‭ ‬الأسرة‭ ‬ويضعه‭ ‬في‭ ‬زاوية‭ ‬ضيقة‭ ‬بها‭ ‬الحلول‭ ‬محدودة‭ ‬وصعبة‭ ‬التنفيذ،‭ ‬ومتى‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬سعي‭ ‬صادق‭ ‬لتسهيل‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬والتخفيف‭ ‬عنهم،‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬البركة‭ ‬في‭ ‬تزايد‭ ‬ونمو،‭ ‬ومعها‭ ‬استقرار‭ ‬الأسرة‭ ‬واستمرارها‭.‬