رؤيا مغايرة

طالبان 2021م

| فاتن حمزة

تتسارع‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬ومتلاحق،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قامت‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬باقتحام‭ ‬كابل‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الجهات‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬القصر‭ ‬الرئاسي،‭ ‬وسط‭ ‬أجواء‭ ‬هلع‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الأفغانية‭.‬

كشأن‭ ‬البسطاء‭ ‬المغلوب‭ ‬على‭ ‬أمرهم‭ ‬سيأتي‭ ‬زمان‭ ‬نضحك‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬أنفسنا‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬ما‭ ‬يدار،‭ ‬وحري‭ ‬بنا‭ ‬أن‭ ‬نضحك‭ ‬على‭ ‬أنفسنا‭ ‬طويلاً‭ ‬لكثرة‭ ‬ما‭ ‬بنينا‭ ‬أحكامنا‭ ‬على‭ ‬الظاهر‭ ‬وحجم‭ ‬صياغة‭ ‬الغرب‭ ‬لعقولنا،‭ ‬أقول‭ ‬هذا‭ ‬وأنا‭ ‬أشاهد‭ ‬السلاسة‭ ‬التي‭ ‬دخلت‭ ‬فيها‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬كابول‭ ‬وجلست‭ ‬على‭ ‬كرسي‭ ‬الرئيس‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نسمع‭ ‬صوت‭ ‬رصاصة‭ ‬واحدة‭!‬

قارنت‭ ‬هذا‭ ‬مع‭ ‬حوادث‭ ‬طالبان‭ ‬الأولى‭ ‬عام‭ ‬1996م‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬اقتحام‭ ‬كابول‭ ‬وشنق‭ ‬الرئيس‭ ‬نجيب‭ ‬الله‭ ‬وأخيه‭ ‬على‭ ‬أعمدة‭ ‬الكهرباء،‭ ‬وما‭ ‬صاحب‭ ‬هذا‭ ‬الاقتحام‭ ‬من‭ ‬عنف‭ ‬ودماء‭ ‬وهي‭ ‬حوادث‭ ‬معروفة‭.‬

لست‭ ‬من‭ ‬عشاق‭ ‬نظرية‭ ‬المؤامرة،‭ ‬لكن‭ ‬لدي‭ ‬إحساس‭ ‬قوي‭ ‬جداً‭ ‬أن‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬هذه‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تنتقل‭ ‬من‭ ‬مبنى‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬كابول،‭ ‬بل‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬أفغانستان‭ ‬كلها‭ ‬دون‭ ‬ضوء‭ ‬أخضر‭ ‬أميركي،‭ ‬والمشهد‭ ‬كله‭ ‬كأنه‭ ‬مرتبط‭ ‬بصراعات‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى،‭ ‬وما‭ ‬يحدث‭ ‬فيها‭ ‬مخطط‭ ‬أميركي،‭ ‬وقريباً‭ ‬سيتم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بحكومة‭ ‬طالبان‭.‬

خلاصة‭ ‬القول‭ ‬إننا‭ ‬لسنا‭ ‬في‭ ‬عجلة‭ ‬لتتكشف‭ ‬لنا‭ ‬حقيقة‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬لا‭ ‬ظاهرها‭ ‬الذي‭ ‬نشاهده‭.‬