أثرياء كورونا والضرائب
| عطا السيد الشعراوي
هي فكرة للمناقشة والتفكير لإحداث نوع من العدالة بين الناس داخل كل دولة، وإن كانت قد طرحت في إطار عالمي، إذ نشرت صحيفة “الغارديان” تحليلا لمنظمة “أوكسفام”، وتحالف مكافحة عدم المساواة، ومعهد دراسات السياسة والمليونيرات الوطنيين، قالت فيه إنه يمكن لكل شخص بالغ في العالم الحصول على لقاح كوفيد - 19، إذا تم فرض ضريبة على أصحاب المليارات على أرباحهم التي تضاعفت خلال الجائحة بنسبة 99 % لمرة واحدة.
وأشار التقرير إلى أن هذه الضريبة التي تُدفع مرة واحدة على أصحاب المليارات البالغ عددهم 2690 شخصا، يمكن أن تغطي أيضا 20000 دولار نقدا، يتم دفعها لجميع العمال العاطلين.
وقبل أن يصاب الأثرياء بالهلع والخوف من هذا الاقتراح، أوضح التقرير أن أصحاب المليارات سيظل لديهم 55 مليار دولار أكثر مما كان لديهم قبل الجائحة بعد تلك الضريبة، مبينًا أن المليارديرات زادوا ثرواتهم بمقدار 5.5 تريليونات دولار من 18 مارس 2020 إلى 31 يوليو 2021، وتُقدر تكلفة كل جرعة لقاح 7 دولارات، وهذا يعني أن جرعتين لـ 5 مليارات شخص بالغ، ستكلفان 70 مليار دولار.
ومن الواضح أن هذا الأسلوب كان متبعًا خلال الأزمات والكوارث الكبرى لمساعدة الدول على العودة والإفاقة، حيث قال موريس بيرل، رئيس مجموعة المليونيرات الوطنية، وهي مجموعة من الأثرياء الذين يدعمون فرض ضرائب أعلى على الأثرياء؛ إن الحكومات استخدمت ضرائب الثروة تاريخيا بعد الأزمات لمساعدة المجتمعات في إعادة البناء، فخلال الحرب العالمية الأولى، رفعت أميركا معدل الضريبة على الأشخاص ذوي الدخل الأعلى إلى 67 %، وفي الحرب العالمية الثانية، حاول الرئيس فرانكلين روزفلت وضع حد أقصى للدخل الفردي عند 25 ألف دولار، كما فرضت الأرجنتين في ديسمبر 2020م، ضريبة لمرة واحدة على الأشخاص الذين لديهم أكثر من 2.5 مليون دولار، وجمعت 2.4 مليار دولار حتى مايو.
وكما قلنا في البداية، يمكن التفكير في تنفيذ هذا الاقتراح على المستويات الوطنية بالطريقة التي تناسب كل دولة وبحيث تحقق قدرًا أكبر من العدالة الاجتماعية والاقتصادية والصحية.