فجر جديد

قطر وترقيم المواطن

| إبراهيم النهام

ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬من‭ ‬فوضى‭ ‬دائرة‭ ‬مع‭ ‬شريحة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬المغلوب‭ ‬على‭ ‬أمرهم،‭ ‬هو‭ ‬ترجمة‭ ‬واقعية‭ ‬ومباشرة‭ ‬لقوله‭ ‬تعالى‭ ‬“أتأمرون‭ ‬الناس‭ ‬بالبر‭ ‬وتنسون‭ ‬أنفسكم”،‭ ‬فبعد‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬المحاضرات‭ ‬المفبركة‭ ‬والبرامج‭ ‬المعلبة‭ ‬لقناة‭ ‬الجزيرة،‭ ‬وبعناوين‭ ‬مناصرة‭ ‬الشعوب‭ ‬الضعيفة‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وبقية‭ ‬هذا‭ ‬“الباكج”‭ ‬المزيف،‭ ‬تدور‭ ‬الدوائر‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬قطر‭ ‬نفسها،‭ ‬وبشهادة‭ ‬مواطنيها،‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬ظلما‭ ‬وجورا‭ ‬وشقاقا‭ ‬وإهانة‭ ‬وتسقيطا‭.‬

وكما‭ ‬كان‭ ‬البعض‭ ‬يسد‭ ‬أذنا‭ ‬بالطين‭ ‬وأخرى‭ ‬بالعجين،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يستمع‭ ‬لنا‭ ‬ويعرف‭ ‬لماذا‭ ‬نتصدى‭ ‬بشراسة‭ ‬للإعلام‭ ‬والتدخلات‭ ‬القطرية‭.. ‬بات‭ ‬الكل‭ ‬اليوم‭ ‬يعلم‭ ‬جيدا‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬وخارجها،‭ ‬لماذا؟‭ ‬وبسبب‭ ‬من؟‭ ‬ولأجل‭ ‬ماذا؟

ما‭ ‬يحدث‭ ‬بالدولة‭ ‬الجارة‭ ‬اليوم،‭ ‬من‭ ‬تعديات‭ ‬ولجم‭ ‬السن‭ ‬وإقصاء‭ ‬وكنس‭ ‬الهوية،‭ ‬هو‭ ‬سياسة‭ ‬النظام‭ ‬القطري‭ ‬المتجددة‭ ‬وغير‭ ‬الجديدة،‭ ‬السياسة‭ ‬التي‭ ‬حاول‭ ‬البعض‭ ‬لأسباب‭ ‬خاصة‭ ‬ونفعية‭ ‬أن‭ ‬يشيح‭ ‬وجهه‭ ‬عنها‭ ‬لعقود‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬لكنها‭ ‬كالجمر‭ ‬تحت‭ ‬الرماد،‭ ‬موجودة‭ ‬وباقية‭.‬

ما‭ ‬يحدث‭ ‬بقطر‭ ‬الآن،‭ ‬هو‭ ‬تخط‭ ‬صارخ‭ ‬لكل‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الدولية‭ ‬والأممية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وهو‭ ‬تعد‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬الفرد،‭ ‬والمواطنة،‭ ‬واستقواء‭ ‬على‭ ‬الناس،‭ ‬ودخول‭ ‬فج‭ ‬بدهاليز‭ ‬مظلمة،‭ ‬ستوجد‭ ‬الشقاق‭ ‬في‭ ‬البلد،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬متوقع‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬سياسة‭ ‬الدولة‭ ‬خارج‭ ‬المنظومة‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية،‭ ‬وخارج‭ ‬علاقات‭ ‬حسن‭ ‬الجيرة‭ ‬والأخوة‭ ‬ورباط‭ ‬الدم‭.‬