ارتفاع معدل التضخم واللعب بالنَّار (1)

| نظام مير محمدي

يخوض‭ ‬الإيرانيون‭ ‬أخطر‭ ‬معاركهم‭ ‬ضد‭ ‬سلطة‭ ‬ولاية‭ ‬الفقيه‭ ‬الرجعية‭ ‬التي‭ ‬تهلك‭ ‬الحرث‭ ‬والنسل،‭ ‬وهو‭ ‬نظامٌ‭ ‬ناهب‭ ‬وفاسد‭ ‬أسفرت‭ ‬سلطته‭ ‬القمعية‭ ‬بعد‭ ‬42‭ ‬عامًا‭ ‬إيجاد‭ ‬مجتمع‭ ‬يعيش‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬مليون‭ ‬فرد‭ ‬فيه‭ ‬تحت‭ ‬خط‭ ‬الفقر،‭ ‬وعن‭ ‬تضخم‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬له،‭ ‬وازدادت‭ ‬البطالة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الفاشي‭ ‬لدرجة‭ ‬أنها‭ ‬أصحبت‭ ‬أزمة‭ ‬خطيرة،‭ ‬وتراجع‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والإنتاج‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬دون‭ ‬الصفر‭. ‬والجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬خلو‭ ‬موائد‭ ‬سفرة‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬الطعام‭ ‬وتفشي‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬وعدم‭ ‬توفير‭ ‬اللقاحات،‭ ‬والتكلفة‭ ‬المرتفعة‭ ‬للعلاج‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬ووفاة‭ ‬الأحبة‭ ‬ليس‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الوضع‭ ‬أصبح‭ ‬حرجًا‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬الخبراء‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬المرعوبين‭ ‬من‭ ‬التداعيات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لهذا‭ ‬الوضع‭ (‬أي‭ ‬من‭ ‬الانتفاضة‭ ‬الشعبية‭) ‬يوجهون‭ ‬التحذيرات‭ ‬بشكل‭ ‬متواصل‭ ‬لقادة‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭.‬

ويشكل‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬48‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬من‭ ‬الطبقة‭ ‬العاملة‭ ‬والمتقاعدين‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬وعائلاتهم‭ ‬هؤلاء‭ ‬المستَغَلين،‭ ‬ويعيش‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬الإيرانيين‭ ‬تحت‭ ‬أي‭ ‬خط‭ ‬فقر‭ ‬بما‭ ‬يبعد‭ ‬عن‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية‭ ‬كيلومترات،‭ ‬والجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬الارتفاع‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬معدل‭ ‬التضخم‭ ‬والغلاء‭ ‬والنمو‭ ‬المتسارع‭ ‬للسيولة‭ ‬أفرغ‭ ‬موائد‭ ‬سفرة‭ ‬المواطنين،‭ ‬وبينما‭ ‬يبلغ‭ ‬خط‭ ‬الفقر‭ ‬10‭ ‬ملايين‭ ‬تومان،‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬أجور‭ ‬مَن‭ ‬لديهم‭ ‬عمل‭ ‬تبلغ‭ ‬ربع‭ ‬خط‭ ‬الفقر‭ ‬على‭ ‬أقصى‭ ‬حد‭.‬

يقول‭ ‬سيدعلي‭ ‬مددزاده،‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬هيئة‭ ‬التخطيط‭ ‬والموازنة‭ ‬والذي‭ ‬يعمل‭ ‬مستشارًا‭ ‬للمساعد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الهيئة‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2018؛‭ ‬بشأن‭ ‬أزمة‭ ‬التضخم‭ ‬الجامح‭: ‬“إن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الإيراني‭ ‬معرض‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬لخطر‭ ‬زيادة‭ ‬السيولة‭ ‬النقدية‭ ‬وارتفاع‭ ‬التضخم‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭.. ‬وأهم‭ ‬قضية‭ ‬حالية‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬هي‭ ‬التضخم‭.. ‬والوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬يشبه‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬العقوبات‭ ‬والركود‭ ‬التضخمي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2013،‭ ‬أي‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬ممارسة‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬عملها،‭ ‬والوضع‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المؤشرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬أسوأ‭ ‬وأكثر‭ ‬خطورة‭ ‬بمراحل‭.‬

كما‭ ‬اعترف‭ ‬بأنه‭ ‬تم‭ ‬ارتكاب‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬4‭ ‬أخطاء‭ ‬استراتيجية‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬إلحاق‭ ‬الضرر‭ ‬باقتصاد‭ ‬البلاد‭ ‬تمامًا،‭ ‬وأدى‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬انخفاض‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬و‭(‬السعر‭ ‬العالمي‭ ‬للدولار‭ ‬4200‭ ‬تومان‭)‬،‭ ‬والمضاربات‭ ‬الضارة،‭ ‬وسحب‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال‭ ‬من‭ ‬البلاد‭ ‬وعجز‭ ‬الموازنة‭ ‬إلى‭ ‬نمو‭ ‬السيولة،‭ ‬ووجَّه‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬ضربات‭ ‬خطيرة‭ ‬للاقتصاد،‭ ‬وتجسدت‭ ‬نتيجتها‭ ‬المريرة‭ ‬في‭ ‬التضخم‭ ‬المتسارع‭. ‬“مجاهدين”‭.‬