ما وراء الحقيقة

التدخل بالشأن التونسي

| د. طارق آل شيخان الشمري

عندما‭ ‬مارس‭ ‬الرئيس‭ ‬التونسي‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬صلاحياته‭ ‬الدستورية،‭ ‬وهو‭ ‬المحنك‭ ‬والضليع‭ ‬بالقانون‭ ‬الدستوري،‭ ‬رأينا‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬طرفا‭ ‬تباكى‭ ‬ولطم‭ ‬وشق‭ ‬الثياب،‭ ‬وطرفا‭ ‬آخر‭ ‬تمادى‭ ‬في‭ ‬رفضه‭ ‬ودعا‭ ‬الجهات‭ ‬الخارجية‭ ‬للتدخل،‭ ‬أي‭ ‬استقوى‭ ‬بالخارج‭ ‬للوقوف‭ ‬ضد‭ ‬صلاحيات‭ ‬الرئيس‭ ‬قيس‭ ‬سعيد،‭ ‬وكوننا‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬المنظمات‭ ‬المدنية‭ ‬المدافعة‭ ‬عن‭ ‬الوحدة‭ ‬والهوية‭ ‬العربية،‭ ‬وأقصد‭ ‬مجلس‭ ‬العلاقات‭ ‬العربية‭ ‬الدولية‭ ‬“كارنتر”‭ ‬أكدنا‭ ‬جليا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬رئاسية‭ ‬شأن‭ ‬تونسي‭ ‬خالص،‭ ‬وأنه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬أي‭ ‬كيان‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬التونسي‭.‬

وما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعلمه‭ ‬الجميع‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬أمر‭ ‬خاص‭ ‬يهم‭ ‬ويعني‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي‭ ‬فقط،‭ ‬وهو‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬معه‭ ‬بما‭ ‬يحفظ‭ ‬له‭ ‬أمنه‭ ‬واستقراره‭ ‬وصون‭ ‬كرامته‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تحاول‭ ‬اللجوء‭ ‬للأجندات‭ ‬الأجنبية‭.‬

لهذا‭ ‬فنحن‭ ‬في‭ ‬“كارنتر”،‭ ‬ويجب‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬كيان‭ ‬وإنسان‭ ‬وطني‭ ‬عربي‭ ‬أيضا،‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬التدخل‭ ‬الخارجي‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬التونسي‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬دولة‭ ‬أو‭ ‬كيان‭ ‬أو‭ ‬منظمة،‭ ‬ومحاولة‭ ‬استغلال‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬لا‭ ‬تتفق‭ ‬مع‭ ‬رؤية‭ ‬وحق‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصالحه‭ ‬المشروعة،‭ ‬والتصدي‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يحاول‭ ‬الاستقواء‭ ‬بالخارج‭ ‬ضد‭ ‬الشأن‭ ‬التونسي‭.‬

وبالنسبة‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الإعلامية‭ ‬العربية،‭ ‬فيجب‭ ‬عليها‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬التأويلات‭ ‬واستخدام‭ ‬الإعلام‭ ‬لأهداف‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة،‭ ‬والتحريض‭ ‬غير‭ ‬المباشر،‭ ‬وضرورة‭ ‬نقل‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬بروح‭ ‬مهنية‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬وأمن‭ ‬وتماسك‭ ‬التونسيين،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬واجب‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام‭ ‬العربي‭.‬