حظر التمييز في الأجور

| عبدعلي الغسرة

صدر‭ ‬عن‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬مرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ (‬16‭) ‬لسنة‭ ‬2021م‭ ‬بتعديل‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬قانون‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الأهلي‭ ‬بتعديل‭ ‬لنص‭ ‬المادة‭ (‬39‭)‬،‭ ‬وتمت‭ ‬إضافة‭ ‬فقرة‭ ‬ثانية‭ ‬إلى‭ ‬المادة‭ (‬39‭) ‬وهي‭ (‬ويحظر‭ ‬التمييز‭ ‬في‭ ‬الأجور‭ ‬بين‭ ‬العمال‭ ‬والعاملات‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬ذي‭ ‬القيمة‭ ‬المتساوية‭).‬

ويُعزز‭ ‬هذا‭ ‬التعديل‭ ‬المقومات‭ ‬الأساسية‭ ‬للمجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬تمييز‭ ‬بسبب‭ ‬الجنس‭ ‬أو‭ ‬الأصل‭ ‬أو‭ ‬اللغة‭ ‬أو‭ ‬الدين‭ ‬أو‭ ‬العقيدة،‭ ‬وقد‭ ‬سلكت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬نهجًا‭ ‬ناهضت‭ ‬فيه‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬التمييز‭ ‬ضد‭ ‬المرأة‭ ‬سياسيًا‭ ‬واقتصاديًا‭ ‬واجتماعيًا‭ ‬وحقوقيًا‭ ‬ومهنيًا،‭ ‬فتكافأت‭ ‬بذلك‭ ‬فرصها‭ ‬وحققت‭ ‬التوازن‭ ‬مع‭ ‬الرجل‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬التشريعي‭ ‬والعملي‭ ‬دون‭ ‬تمييز‭ ‬بين‭ ‬أحدٍ‭ ‬منهما‭.‬

المرأة‭ ‬فرد‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬مجتمع‭ ‬أن‭ ‬يتطور‭ ‬ويتقدم‭ ‬بدون‭ ‬نيل‭ ‬المرأة‭ ‬كل‭ ‬حقوقها،‭ ‬وحق‭ ‬الأجر‭ ‬والحقوق‭ ‬الأخرى‭ ‬هي‭ ‬حقوق‭ ‬شرعية‭ ‬للمرأة‭ ‬بموجب‭ ‬جميع‭ ‬الشرائع‭ ‬السماوية‭ ‬والأرضية‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬منعها‭ ‬عنها،‭ ‬والمجتمع‭ ‬العادل‭ ‬هو‭ ‬المجتمع‭ ‬الذي‭ ‬يُحقق‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬أفراده،‭ ‬وتساوي‭ ‬الأجور‭ ‬بين‭ ‬العاملين‭ ‬والعاملات‭ ‬يُعزز‭ ‬حق‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬وحقها‭ ‬في‭ ‬الأجر‭ ‬العادل‭.‬

لقد‭ ‬أنصف‭ ‬وبحق‭ ‬هذا‭ ‬التعديل‭ ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بدورين‭ ‬معًا‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬الدور‭ ‬الأسري‭ ‬والدور‭ ‬المجتمعي،‭ ‬بينما‭ ‬يقوم‭ ‬الرجل‭ ‬بدورٍ‭ ‬واحد‭ ‬وهو‭ ‬الدور‭ ‬المجتمعي،‭ ‬وبذلك‭ ‬فهي‭ ‬تستحق‭ ‬الاهتمام‭ ‬والرعاية‭ ‬أكثر‭ ‬منه‭ ‬وفقًا‭ ‬لحجم‭ ‬عطائها،‭ ‬ودور‭ ‬المرأة‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬الرجل،‭ ‬فأداؤها‭ ‬يتميز‭ ‬بالإتقان‭ ‬والمهارة،‭ ‬ما‭ ‬جعلها‭ ‬تتفوق‭ ‬على‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬ما‭ ‬يحف‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬وصعوبات‭.‬

لقد‭ ‬لجم‭ ‬هذا‭ ‬التعديل‭ ‬العادل‭ ‬أي‭ ‬تمييز‭ ‬بين‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة،‭ ‬وفَعلَ‭ ‬المساواة‭ ‬بينهما،‭ ‬وضمن‭ ‬شروط‭ ‬عمل‭ ‬صالحة‭ ‬وعادلة‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ (‬الحق‭ ‬في‭ ‬الأجر‭ ‬العادل‭ ‬دون‭ ‬تمييز‭)‬،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يحفظ‭ ‬للمرأة‭ ‬العاملة‭ ‬حقوقها‭ ‬وكرامتها‭ ‬ويُشجعها‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬عجلة‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وهو‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬الدينية‭ ‬والمواثيق‭ ‬والعهود‭ ‬الدولية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمرأة‭.‬