برامج البعثات والمنح من البدايات إلى الآن (2)
| د. حسين المهدي
نكمل اليوم ما بدأناه في الأسبوع الماضي من تاريخ بدايات برامج البعثات والمنح لمملكة البحرين منذ العام (1928م) مع ابتعاث أول مجموعة من الطلبة للدراسة في الجامعة الأميركية في بيروت، ثم ابتعاث أول فتاة بحرينية للدراسة في الخارج في كلية المعلمات البريطانية في (1937م)، ثم في العام (1938م) تم إرسال فتاتين لبيروت وطالب لدراسة الشريعة بالكلية الإسلامية في لكنو بالهند، ومع فترة الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م) توقفت أنشطة برامج الابتعاث الدراسي للخارج، وعادت إلى مواصلة عملها في نهاية (1944م) مع قرب انتهاء الحرب، بإرسال دفعة من ثلاثة طلبة إلى مصر، وارتفعت وتيرة الحركة التعليمية للخارج خلال الفترة (1946 - 1954م). علماً أن الإدارة التنفيذية لهذه البرامج خلال الفترة المذكورة، هي إدارة المعارف لحكومة البحرين آنذاك.
ومع اهتمام شركة نفط البحرين “بابكو” بتنمية مواردها البشرية مع العام (1953م) وصولاً إلى ابتعاث المتفوقين منهم في برامج البعثات لبريطانيا، ففي العام (1957م) بدأت “بابكو” مرحلة جديدة بابتعاث موظفيها للدراسة بالخارج، حيث غادر في مستهل هذا العام “أربعة من موظفي الشركة البحرينيين مطار المحرق الدولي.. للحصول على تدريب خاص في لندن، وهم: حسن محمد غيث الذي يتولى كل عمليات التوظيف المحلية، ورجب بن زايد عمر، وأحمد سعيد، وإبراهيم محمد، وجميعهم من مدرسي مدرسة بابكو، ليحضروا مقررًا دراسيًا مدته ستة أشهر في اللغة الإنجليزية في كلية مدينة لندن”، في (1964م) كان في لندن العاصمة البريطانية نحو (42) من الذين يدرسون على حساب شركة نفط البحرين المحدودة “بابكو” في مختلف الجامعات والمعاهد هناك، كما وهناك برامج مماثلة في بعض الشركات الكبرى في المملكة.
في عام (1999م) أسس صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس مجلس الوزراء برنامج سموه للمنح الدراسية العالمية بابتعاث الشباب المتفوقين من الجنسين إلى أعرق الجامعات والمنظمات التعليمية في العالم، وتوفير منح دراسية تتعلق بالتطوير الوظيفي عبر الدعم والتدريب المستمرين بتمكينهم بوسائط صناعة القرار، حيث يساهمون في التنمية الشاملة في مملكة البحرين وعلى المستويات الإقليمية والعالمية.
وإلى هنا فإننا نرصد مجموعة من مصادر المنح والبعثات للدراسات الخارجية والمحلية على المستويين الحكومي والخاص من شركات ومؤسسات وطنية، ونواصل لاحقاً.