مواقف إدارية

ممكن بطاقة عملك من فضلك..

| أحمد البحر

في‭ ‬إحدى‭ ‬المناسبات‭ ‬تعرفت‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬الأشخاص،‭ ‬وكان‭ ‬كما‭ ‬أذكر‭ ‬أحد‭ ‬أعضاء‭ ‬الإدارة‭ ‬التنفيذية‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المؤسسات‭ ‬المعروفة،‭ ‬وقبل‭ ‬مواصلة‭ ‬الحديث‭ ‬وعملًا‭ ‬بالاتيكيت‭ ‬والبروتوكول‭ ‬المتبع‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬اللقاءات،‭ ‬قمنا‭ ‬بتبادل‭ ‬بطاقات‭ ‬العمل‭ ‬“business cards”‭. ‬أخذ‭ ‬صاحبي‭ ‬وقتًا‭ ‬وهو‭ ‬يتفحص‭ ‬ويطالع‭ ‬باهتمام‭ ‬لافت‭ ‬بطاقتي‭ ‬ثم‭ ‬ينظر‭ ‬إلي‭ ‬قائلًا‭:‬

يسعدني‭ ‬التعرف‭ ‬عليك،‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬هذه‭ ‬المناسبات‭ ‬اعتبرها‭ ‬إحدى‭ ‬الوسائل‭ ‬الفاعلة‭ ‬للتعرف‭ ‬والالتقاء‭ ‬بأشخاص‭ ‬مهمين‭ ‬والتوسع‭ ‬في‭ ‬شبكة‭ ‬التواصل‭ ‬لدينا‭. ‬ثم‭ ‬بدأنا‭ ‬الحديث‭ ‬في‭ ‬مواضيع‭ ‬مختلفة‭. ‬أحسست‭ ‬بحرج‭ ‬شديد‭ ‬من‭ ‬أسلوب‭ ‬تعامل‭ ‬محدثي‭ ‬مع‭ ‬بطاقة‭ ‬العمل،‭ ‬فقد‭ ‬أعطاني‭ ‬درسًا‭ ‬قيمًا‭ ‬وصعب‭ ‬النسيان‭ ‬في‭ ‬فن‭ ‬التواصل‭ ‬والاتيكيت‭. ‬فأسلوب‭ ‬تعامله‭ ‬واطلاعه‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬البطاقة‭ ‬وبهذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬واحتفاظه‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬يده‭ ‬لفترة‭ ‬جعلني‭ ‬فعلًا‭ ‬أحس‭ ‬بحرج‭ ‬وربما‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬محاسبة‭ ‬الذات‭ ‬ولومها‭... ‬لماذا؟

لأنني‭ ‬وببساطة‭ ‬لم‭ ‬أقابل‭ ‬تلك‭ ‬السلوكيات‭ ‬المهنية‭ ‬الراقية‭ ‬بتصرف‭ ‬مساو‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬بطاقة‭ ‬ذاك‭ ‬الشخص‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬أعترف‭ ‬بذلك‭ ‬والاعتراف‭ ‬بالخطأ‭ ‬فضيلة‭ ‬كما‭ ‬يقال‭. ‬فالذي‭ ‬فعلته‭ ‬مع‭ ‬بطاقته‭ ‬هو‭ ‬أني‭ ‬ألقيت‭ ‬نظرة‭ ‬سريعة‭ ‬جدًا‭ ‬على‭ ‬المحتوى‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬وضعتها‭ ‬فورًا‭ ‬في‭ ‬جيبي،‭ ‬وكأنني‭ ‬أريد‭ ‬التخلص‭ ‬منها‭ ‬بعكس‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬صاحبي‭ ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬آنفًا‭. ‬

كان‭ ‬محدثي‭ ‬يردد‭ ‬اسمي‭ ‬وهو‭ ‬يخاطبني‭ ‬وهذا‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬التواصل،‭ ‬فهو‭ ‬تقدير‭ ‬للذات‭ ‬الأخرى‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬يذكر‭ ‬اسم‭ ‬المؤسسة‭ ‬التي‭ ‬أعمل‭ ‬بها‭ ‬وموقعي‭ ‬الوظيفي‭. ‬بينما‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬لم‭ ‬أستطع‭ ‬خلاله‭ ‬مجاراته‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬فقد‭ ‬نسيت‭ ‬تلك‭ ‬المعلومات‭ ‬المهمة‭ ‬خصوصًا‭ ‬اسمه‭ ‬والمؤسسة‭ ‬التي‭ ‬يعمل‭ ‬بها‭ ‬وحتى‭ ‬المسمى‭ ‬الوظيفي‭ ‬له‭. ‬أحسست‭ ‬أن‭ ‬إخراج‭ ‬البطاقة‭ ‬من‭ ‬جيبي‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬للإطلاع‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المعلومات‭ ‬هو‭ ‬علاج‭ ‬غير‭ ‬إيجابي‭ ‬وغير‭ ‬مهني‭.‬

يقول‭ ‬معجم‭ ‬المصطلحات‭ ‬الإدارية‭ ‬إن‭ ‬“حاجة‭ ‬الفرد‭ ‬إلى‭ ‬احترام‭ ‬النفس‭ ‬أو‭ ‬تقدير‭ ‬الذات‭ ‬وتقدير‭ ‬الآخرين‭ ‬له‭ ‬هي‭ ‬رابع‭ ‬الحاجات‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬درجة‭ ‬أهميتها‭ ‬وقوتها‭ ‬طبقا‭ ‬لتصنيف‭ ‬ماسلو‭ ‬للحاجات”‭. ‬ألا‭ ‬تشاركني‭ ‬الرأي‭ ‬سيدي‭ ‬القارئ‭ ‬أن‭ ‬أسلوب‭ ‬تعاملنا‭ ‬مع‭ ‬بطاقات‭ ‬العمل‭ ‬التي‭ ‬نستلمها‭ ‬من‭ ‬الآخرين‭ ‬له‭ ‬صلة‭ ‬بتلك‭ ‬الحاجات؟‭ ‬ما‭ ‬رأيك؟