مُلتقطات

“برك السباحة” مسلسل مخاطر!

| د. جاسم المحاري

تتنوع‭ ‬فوائد‭ ‬السباحة‭ ‬التي‭ ‬تتعدد‭ ‬أنواعها‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬سباحة‭ ‬الصدر‭ ‬والظهر‭ ‬والفراشة‭ ‬أو‭ ‬السباحة‭ ‬الحرة‭ ‬التي‭ ‬تُعبر‭ ‬عن‭ ‬عمليّة‭ ‬بناءٍ‭ ‬وضبطٍ‭ ‬لضغط‭ ‬الدم‭ ‬وتقوية‭ ‬عضلة‭ ‬القلب‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬مُعدّلات‭ ‬الكوليسترول‭ ‬المُرتفعة‭ ‬وتنشيط‭ ‬أداء‭ ‬الدورة‭ ‬الدمويّة‭ ‬وتحسينها‭ ‬والتخلّص‭ ‬من‭ ‬الضّغوطات‭ ‬النفسيّة‭ ‬والاسترخاء‭ ‬وحرق‭ ‬الدّهون‭ ‬وتليين‭ ‬عضلات‭ ‬الجسم‭ ‬المُختلفة،‭ ‬باعتبارها‭ ‬واحدةً‭ ‬من‭ ‬الرّياضات‭ ‬الشهيرة‭ ‬التي‭ ‬تُمارس‭ ‬دون‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬قاع‭ ‬المسطح‭ ‬المائي‭ ‬أو‭ ‬البرك‭ ‬المائية‭ ‬وتمدّ‭ ‬الأجسام‭ ‬بالنّشاط‭ ‬والحيويّة‭ ‬والترفيه،‭ ‬خصوصاً‭ ‬مع‭ ‬مطالع‭ ‬أشهر‭ ‬الصّيف‭ ‬وارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬التي‭ ‬يلجأ‭ ‬إليها‭ ‬الكبار‭ ‬والصغار‭ ‬لقضاء‭ ‬أوقات‭ ‬ممتعة‭ ‬حول‭ ‬المسابح‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬الشواطئ‭ ‬والفنادق‭ ‬والمنتجعات‭ ‬أو‭ ‬الأحواض‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمزارع‭ ‬والمجمعات‭ ‬السكنية‭ ‬والمنازل‭.‬

تحظى‭ ‬السّباحة‭ ‬بفوائد‭ ‬جسمانية‭ ‬ونفسانية‭ ‬جمّة‭ ‬لصحة‭ ‬وسلامة‭ ‬الجسم‭ ‬وتحسين‭ ‬قدرة‭ ‬القلب‭ ‬ومرونة‭ ‬عضلات‭ ‬البطن‭ ‬والساقين‭ ‬وتقوية‭ ‬الرئتين‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬قضاء‭ ‬الأوقات‭ ‬السعيدة،‭ ‬إلا‭ ‬أنّها‭ ‬قد‭ ‬تنقلب‭ ‬بين‭ ‬ليلة‭ ‬وضُحاها‭ ‬إلى‭ ‬لحظات‭ ‬خطيرة‭ ‬للأطفال‭ ‬وحرجة‭ ‬على‭ ‬الشباب‭ ‬على‭ ‬حدّ‭ ‬سواء‭ ‬خلال‭ ‬زمن‭ ‬الاستجابة‭ ‬لتلك‭ ‬الحوادث‭ ‬التي‭ ‬تفتقد‭ ‬الاشتراطات‭ ‬والتعليمات‭ ‬عند‭ ‬ارتياد‭ ‬الشواطئ‭ ‬أو‭ ‬المسابح‭ ‬من‭ ‬جانب،‭ ‬وغياب‭ ‬الرقابة‭ ‬الآمنة‭ ‬لأفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬على‭ ‬أطفالهم‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬اللحظات‭ ‬الفارقة‭ ‬التي‭ ‬يلعبون‭ ‬فيها‭ ‬بمفردهم‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬وَزِدْ‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬إهمال‭ ‬تنظيف‭ ‬أحواض‭ ‬السباحة‭ ‬المنزلية‭ ‬والشواطئ‭ ‬البحرية‭ ‬التي‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬تغصّ‭ ‬بالعائلات‭ ‬أثناء‭ ‬العطلات‭ ‬التي‭ ‬يغيب‭ ‬عنها‭ ‬موظف‭ ‬الإنقاذ‭ ‬ويُهمل‭ ‬فيها‭ ‬ارتداء‭ ‬سترة‭ ‬النجاة‭ ‬وتخلو‭ ‬من‭ ‬صندوق‭ ‬الإسعافات‭ ‬الأولية‭ ‬وأطواق‭ ‬النجاة‭.‬

في‭ ‬البحرين،‭ ‬كَثُرَتْ‭ ‬حالات‭ ‬الغرق‭ ‬–‭ ‬حسب‭ ‬مركز‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ - ‬في‭ ‬البرك‭ ‬والسواحل؛‭ ‬نتيجة‭ ‬انشغال‭ ‬الوالدين‭ ‬وإهمال‭ ‬أطفالهما‭ ‬وتركهم‭ ‬بمفردهم‭ ‬حول‭ ‬أحواض‭ ‬السباحة‭ ‬دون‭ ‬مراقبة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬المؤسسة‭ ‬الملكية‭ ‬للإنقاذ‭ ‬والسلامة‭ ‬المائية‭ ‬التي‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬تزايد‭ ‬ملحوظ‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬الوفيات‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬الغرق‭ ‬في‭ ‬المملكة؛‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬استوجب‭ ‬التطبيق‭ ‬الصارم‭ ‬في‭ ‬اتباع‭ ‬الاشتراطات‭ ‬الصحية‭ ‬وتطبيق‭ ‬إجراءات‭ ‬الأمن‭ ‬وإرشادات‭ ‬السلامة‭ ‬على‭ ‬المنشآت‭ ‬التي‭ ‬تحتوي‭ ‬أحواض‭ ‬السّباحة‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬إقبالاً‭ ‬كبيراً‭ ‬خلال‭ ‬الإجازة‭ ‬الصيفية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬وضع‭ ‬الخطط‭ ‬والبرامج‭ ‬التثقيفية‭ ‬وتنفيذ‭ ‬الحملات‭ ‬الميدانية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬الوعي‭ ‬عند‭ ‬كل‭ ‬شرائح‭ ‬المجتمع‭ ‬وفئاته‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬وقرى‭ ‬المملكة‭.‬

نافلة‭:‬

مع‭ ‬انتشار‭ ‬الحمّامات‭ ‬العامة‭ ‬وبرك‭ ‬السّباحة‭ ‬والمنتجعات‭ ‬والألعاب‭ ‬المائية‭ ‬المؤجرة؛‭ ‬اتجه‭ ‬الكثيرون‭ ‬هرباً‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬حرارة‭ ‬الصيف‭ ‬اللاهبة‭ ‬وقضاء‭ ‬أوقات‭ ‬ممتعة‭ ‬مع‭ ‬أسرهم‭ ‬وأصدقائهم،‭ ‬غير‭ ‬أنّ‭ ‬التداعيات‭ ‬الصحية‭ ‬الميدانية‭ ‬تؤكد‭ ‬أنّ‭ ‬هذه‭ ‬الأماكن‭ - ‬خصوصاً‭ ‬المُغلقة‭ - ‬تحمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأضرار‭ ‬المؤذية‭ ‬للصغير‭ ‬والكبير‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬تصاعدت‭ ‬منها‭ ‬الأمراض‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬انتشار‭ ‬الجراثيم‭ ‬والأوبئة‭ ‬والطفيليات‭ ‬والديدان‭ ‬الضّارة‭ ‬المنقولة‭ ‬في‭ ‬الماء‭ ‬بسبب‭ ‬افرازات‭ ‬الجسم‭ ‬واختلاطها‭ ‬بالمواد‭ ‬العضوية‭ ‬والمطهرات‭ ‬المستخدمة‭.‬