سوالف

أعيدوا الحياة لمطعم الرياض بمدينة عيسى... فله قيمة تاريخية

| أسامة الماجد

أثار‭ ‬عمود‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬الماضي‭ ‬“نهاية‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬أجمل‭ ‬ذكريات‭ ‬أهالي‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى”‭ ‬والذي‭ ‬تحدثت‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬إغلاق‭ ‬أشهر‭ ‬وأقدم‭ ‬مطعم‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى‭ ‬وهو‭ ‬مطعم‭ ‬“الرياض”‭ ‬الذي‭ ‬تعاقبت‭ ‬عليه‭ ‬أجيال‭ ‬وأجيال،‭ ‬ويمثل‭ ‬رمزا‭ ‬عند‭ ‬أهالي‭ ‬المدينة‭ ‬وارتبط‭ ‬بذكرياتهم‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬السبعينات،‭ ‬تفاعلا‭ ‬كبيرا‭ ‬وموجة‭ ‬حزن‭ ‬وألم،‭ ‬وتناقلته‭ ‬مختلف‭ ‬منصات‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بتعليقات‭ ‬كالينبوع‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬ينضب،‭ ‬فالجميع‭ ‬وصف‭ ‬الموقف‭ ‬بالصعب،‭ ‬وأزعجهم‭ ‬الخبر‭ ‬وتساءلوا‭ ‬والدم‭ ‬يغلي‭ ‬في‭ ‬عروقهم‭ ‬عن‭ ‬السبب‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬أصحاب‭ ‬المطعم‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬الأليم‭ ‬الذي‭ ‬تمدد‭ ‬في‭ ‬الروح‭ ‬كالحزن‭ ‬القاتل‭.‬

كمواطن‭ ‬وصحافي‭ ‬أرسلت‭ ‬العمود‭ ‬إلى‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬“الدائرة‭ ‬الأولى”‭ ‬للاطلاع‭ ‬وعمل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬عمله‭ ‬ولو‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الاجتهاد‭ ‬الشخصي،‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬تلقيت‭ ‬رسالة‭ ‬عبر‭ ‬الواتساب‭ ‬مفادها‭ ‬“شكرا‭ ‬لاتصالكم‭ ‬بالعضو‭ ‬البلدي‭.. ‬سنقوم‭ ‬بالتواصل‭ ‬معكم‭ ‬قريبا‭.. ‬شكرا‭ ‬لسعة‭ ‬صدركم”‭. ‬وقتها‭ ‬دفعت‭ ‬الحائط‭ ‬بعد‭ ‬الحائط‭ ‬من‭ ‬الألم‭ ‬وقلت‭ ‬ومعي‭ ‬بعض‭ ‬الأصدقاء‭ ‬كيف‭ ‬لعضو‭ ‬بلدي‭ ‬الدائرة‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬عن‭ ‬قضية‭ ‬غلق‭ ‬المطعم‭ ‬وقد‭ ‬أصبحت‭ ‬قضية‭ ‬رأي‭ ‬عام‭ ‬ومغروسة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بيت‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬وكالبحر‭ ‬الممتد‭.‬

أحد‭ ‬الأصدقاء‭ ‬الغيورين‭ ‬اجتاحته‭ ‬النخوة‭ ‬كالإعصار،‭ ‬وتواصل‭ ‬مع‭ ‬أصحاب‭ ‬المطعم‭ ‬وأبلغوه‭ ‬عن‭ ‬السبب،‭ ‬وأنقله‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬أحدهم‭.. ‬“لقد‭ ‬تسببت‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬خسارتنا‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬صمدنا‭ ‬وأبقينا‭ ‬المطعم‭ ‬مفتوحا،‭ ‬وبعد‭ ‬انفراج‭ ‬الأزمة‭ ‬وتحسن‭ ‬الأوضاع‭ ‬طلب‭ ‬العمال‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬أهاليهم‭ ‬واقترحت‭ ‬عليهم‭ ‬الانتظار‭ ‬قليلا،‭ ‬لكنهم‭ ‬رفضوا‭ ‬وأنا‭ ‬لا‭ ‬ألوم‭ ‬أحدا،‭ ‬فهذا‭ ‬حقهم‭. ‬وعندما‭ ‬قرروا‭ ‬الرجوع‭ ‬كانت‭ ‬أسعار‭ ‬تذاكر‭ ‬الطيران‭ ‬قد‭ ‬قفزت‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬عالية‭ ‬جدا،‭ ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬الأساس‭ ‬ظلوا‭ ‬عالقين‭ ‬هناك‭ ‬منتظرين‭ ‬الفرج،‭ ‬لكن‭ ‬قدر‭ ‬الله‭ ‬وما‭ ‬شاء‭ ‬فعل،‭ ‬ولم‭ ‬يستطيعوا‭ ‬العودة،‭ ‬وظل‭ ‬في‭ ‬المطعم‭ ‬عاملان‭ ‬فقط‭ ‬ومن‭ ‬الصعب‭ ‬إدارته‭ ‬بشخصين،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬المطالبة‭ ‬بمتأخرات‭ ‬الإيجارات‭ ‬السابقة”‭.‬

نتمنى‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬تلك‭ ‬الكلمات‭ ‬من‭ ‬أشباح‭ ‬وظلال‭ ‬إلى‭ ‬كلمات‭ ‬من‭ ‬الثلج،‭ ‬عبر‭ ‬مساعدة‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬ذات‭ ‬الشأن‭ ‬أصحاب‭ ‬أقدم‭ ‬وأشهر‭ ‬مطعم‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى‭ ‬على‭ ‬تخطي‭ ‬الأزمة‭ ‬المالية‭ ‬والوقوف‭ ‬إلى‭ ‬جانبهم‭ ‬ومراعاة‭ ‬تاريخ‭ ‬المطعم‭ ‬“الرمز”‭ ‬وما‭ ‬قدمه‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬45‭ ‬سنة،‭ ‬فمطعم‭ ‬الرياض‭ ‬بمدينة‭ ‬عيسى‭ ‬له‭ ‬قيمة‭ ‬تاريخية‭ ‬عظيمة‭ ‬وجميع‭ ‬الدول‭ ‬تهتم‭ ‬بمعالمها‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬تطويرها‭.‬