إجراءات عاشوراء الاحترازية.. توافق مسؤول

| عادل عيسى المرزوق

منذ‭ ‬عقود‭ ‬طويلة،‭ ‬تفردت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬في‭ ‬إحياء‭ ‬موسم‭ ‬عاشوراء‭ ‬الحسين‭ ‬“ع”،‭ ‬بل‭ ‬وكان‭ ‬لها‭ ‬قصب‭ ‬السبق‭ ‬ولا‭ ‬يزال،‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬والتسهيلات‭ ‬الحكومية‭ ‬واللوجستية‭ ‬طوال‭ ‬الموسم،‭ ‬مضافا‭ ‬إليه‭ ‬ما‭ ‬تحتاج‭ ‬إليه‭ ‬الشعائر‭ ‬الحسينية‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬طوال‭ ‬شهري‭ ‬محرم‭ ‬وصفر‭.. ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬ليس‭ ‬جديدًا،‭ ‬فحكام‭ ‬البحرين‭ ‬حفظهم‭ ‬الله،‭ ‬وتقديرًا‭ ‬لهذه‭ ‬الذكرى‭ ‬الإسلامية‭ ‬الجليلة‭ ‬العظيمة‭ ‬الشأن،‭ ‬كانوا‭ ‬منذ‭ ‬قديم‭ ‬الزمن‭ ‬ولا‭ ‬يزالون،‭ ‬يقفون‭ ‬على‭ ‬احتياجات‭ ‬الموسم‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬ويصدرون‭ ‬توجيهاتهم‭ ‬السامية‭ ‬لتلبية‭ ‬كل‭ ‬احتياجات‭ ‬الحسينيات‭ ‬والمآتم‭ ‬والمواكب‭ ‬العزائية‭.‬

ولهذا،‭ ‬فإن‭ ‬استمرار‭ ‬الإحياء‭ ‬العاشورائي‭ ‬بقي‭ ‬متميزًا‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬ويستمر‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬بمكانة‭ ‬ودرجات‭ ‬أعلى،‭ ‬بعد‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬فخلال‭ ‬موسمين،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬2020‭ ‬–‭ ‬2021،‭ ‬ورغم‭ ‬ضراوة‭ ‬مواجهة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬منذ‭ ‬ظهوره،‭ ‬وتحولاته‭ ‬حاليًا،‭ ‬كان‭ ‬لزامًا‭ ‬وضع‭ ‬الضوابط‭ ‬لحماية‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس،‭ ‬ولأن‭ ‬موسم‭ ‬عاشوراء‭ ‬يمثل‭ ‬موسمًا‭ ‬لتجمعات‭ ‬بشرية‭ ‬كبيرة،‭ ‬فإنه‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬وسيكون‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬تحت‭ ‬ضوابط‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬الطبي‭ ‬لمكافحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬والهدف‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إحياء‭ ‬الذكرى،‭ ‬بضوابطها‭ ‬التي‭ ‬تضمن‭ ‬الإحياء‭ ‬الآمن،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تحسن‭ ‬فيه‭ ‬الوضع‭ ‬كثيرًا‭ ‬بارتفاع‭ ‬عدد‭ ‬المتعافين‭ ‬وانخفاض‭ ‬الإصابات‭ ‬واستمرار‭ ‬التطعيم،‭ ‬وهذا‭ ‬النجاح‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬إلا‭ ‬“بشق‭ ‬الأنفس”‭ ‬والمرور‭ ‬بظروف‭ ‬قاسية‭ ‬صعبة‭ ‬بفقد‭ ‬الأحبة‭ ‬وإصابة‭ ‬آخرين،‭ ‬فيما‭ ‬الدولة‭ ‬استمرت‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الحزم‭ ‬المالية‭ ‬الداعمة‭ ‬لكل‭ ‬الشرائح،‭ ‬ووفرت‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحتاجه‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الطبية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬وسائر‭ ‬القطاعات،‭ ‬فسلامة‭ ‬المواطن‭ ‬والمقيم،‭ ‬جاء‭ ‬وبقي‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬القائمة‭.‬

هناك‭ ‬توافق‭ ‬مسؤول‭ ‬بوطنية‭ ‬واجتماعية‭ ‬عالية‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬ولعل‭ ‬العلماء‭ ‬الأفاضل‭ ‬تصدروا‭ ‬المشهد‭ ‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬الإحياء‭ ‬وفق‭ ‬الإجراءات‭ ‬الوقائية‭ ‬والاحترازية،‭ ‬والضوابط‭ ‬التي‭ ‬تلزمنا‭ ‬جميعًا‭ ‬السير‭ ‬في‭ ‬نسقها‭ ‬ومسارها،‭ ‬فالخطر‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬قائمًا،‭ ‬مع‭ ‬انخفاض‭ ‬معدلات‭ ‬الإصابة‭ ‬ونتمنى‭ ‬أن‭ ‬نصل‭ ‬ونستقر‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬اللون‭ ‬الأخضر‭ ‬طوال‭ ‬الأشهر‭ ‬المقبلة‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬تصفير‭ ‬عدد‭ ‬الحالات‭.‬

ومع‭ ‬أننا‭ ‬نقدر‭ ‬عاليًا‭ ‬جهود‭ ‬الدولة‭ ‬وكذلك‭ ‬جهود‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬فلابد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬نعرج‭ ‬على‭ ‬اللقاء‭ ‬السنوي‭ ‬بإدارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬الجعفرية‭ ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬التنظيمية‭ ‬الواضحة‭ ‬والمهمة‭ ‬والمتوافق‭ ‬عليها‭ ‬مع‭ ‬أصحاب‭ ‬الشأن،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬تساير‭ ‬ذلك‭ ‬اللقاء‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬اليوم‭ ‬مع‭ ‬اجتماع‭ ‬المجلس‭ ‬التنسيقي‭ ‬لمحافظة‭ ‬العاصمة‭ ‬والتوافق‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الحالات‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬مواصلة‭ ‬التزام‭ ‬كافة‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬للوقاية‭ ‬من‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬الدينية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والتجمعات‭ ‬العائلية‭.‬