ما وراء الحقيقة

استهداف المجتمع العربي

| د. طارق آل شيخان الشمري

يجب‭ ‬علينا‭ ‬كأمة‭ ‬عربية‭ ‬إن‭ ‬أردنا‭ ‬حماية‭ ‬هويتنا‭ ‬وقيمنا‭ ‬ومبادئنا‭ ‬العربية،‭ ‬كالوحدة‭ ‬العربية‭ ‬والتاريخ‭ ‬والمصير‭ ‬المشترك،‭ ‬وكأحفاد‭ ‬لأعظم‭ ‬أمة‭ ‬حملت‭ ‬لواء‭ ‬الإسلام‭ ‬ونشرته‭ ‬لبقية‭ ‬الشعوب،‭ ‬أن‭ ‬نرفض‭ ‬ونتصدى‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬وعزيمة،‭ ‬لبعض‭ ‬الحملات‭ ‬الإعلامية‭ ‬والسياسية‭ ‬الغربية‭ ‬المشبوهة‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬بكل‭ ‬بلد‭ ‬عربي،‭ ‬وتتستر‭ ‬خلف‭ ‬شعارات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬لتنفيذ‭ ‬ابتزازات‭ ‬رخيصة‭ ‬غير‭ ‬أخلاقية‭ ‬بحقنا‭ ‬كعرب،‭ ‬كون‭ ‬الهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬ضرب‭ ‬الهوية‭ ‬وجعلنا‭ ‬أمة‭ ‬بلا‭ ‬تاريخ‭ ‬ولا‭ ‬هوية‭ ‬ولا‭ ‬أسس‭ ‬أخلاقية،‭ ‬والاستهداف‭ ‬الفردي‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬بحق‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬أسلوب‭ ‬مكشوف‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬ومؤسساته‭ ‬التصدي‭ ‬له‭.‬

إن‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬قضايا‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وحرية‭ ‬التعبير‭ ‬مبادئ‭ ‬إنسانية‭ ‬متحضرة،‭ ‬لكن‭ ‬استغلال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وحرية‭ ‬التعبير‭ ‬والديمقراطية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬أجندات‭ ‬تخريبية‭ ‬للأمن‭ ‬العربي،‭ ‬كما‭ ‬نتج‭ ‬عن‭ ‬مؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬التي‭ ‬دمرت‭ ‬سبعة‭ ‬بلدان‭ ‬عربية،‭ ‬وأيضا‭ ‬الدفاع‭ ‬والتباكي‭ ‬على‭ ‬عملاء‭ ‬وجواسيس‭ ‬ومخربين‭ ‬يلبسون‭ ‬ثياب‭ ‬الصحافة‭ ‬وحرية‭ ‬التعبير،‭ ‬ونصبوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬أوصياء‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي،‭ ‬أمر‭ ‬مرفوض‭ ‬بتاتا‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬إلا‭ ‬التصدي‭ ‬له‭ ‬وكشف‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬المشبوهة‭ ‬وأهدافها‭ ‬وآيديولوجياتها،‭ ‬حتى‭ ‬نقطع‭ ‬طريق‭ ‬تدمير‭ ‬بقية‭ ‬شرائح‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭.‬

إن‭ ‬التباكي‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬السجين‭ ‬العميل‭ ‬ووصفه‭ ‬بالناشط‭ ‬الحقوقي،‭ ‬وعلى‭ ‬هذه‭ ‬العميلة‭ ‬ووصفها‭ ‬بالمدافعة‭ ‬عن‭ ‬الحقوق‭ ‬وغيرهما،‭ ‬وتنصيبهم‭ ‬أوصياء‭ ‬على‭ ‬رقاب‭ ‬الشعب‭ ‬العربي،‭ ‬وذرف‭ ‬دموع‭ ‬التماسيح‭ ‬عليهم‭ ‬عند‭ ‬إدانتهم،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يسقط‭ ‬فيه‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي،‭ ‬من‭ ‬نساء‭ ‬وأطفال‭ ‬وشيوخ،‭ ‬وتدمر‭ ‬سبعة‭ ‬بلدان‭ ‬عربية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يلقى‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأبرياء‭ ‬العطف‭ ‬والرحمة‭ ‬والدعم‭ ‬السياسي‭ ‬والإعلامي‭ ‬والحقوقي‭ ‬الذي‭ ‬يلقاه‭ ‬هذا‭ ‬العميل‭ ‬والعميلة،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يعتبر‭ ‬انتهاكا‭ ‬صارخا‭ ‬لحقوق‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هذه‭ ‬المنظمات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المشبوهة،‭ ‬ويعتبر‭ ‬أيضا‭ ‬شذوذا‭ ‬في‭ ‬الفكر‭ ‬الإنساني‭ ‬تجاه‭ ‬مبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ويوصف‭ ‬بأنه‭ ‬ابتزاز‭ ‬واستغلال‭ ‬مقيت‭ ‬للنفس‭ ‬البشرية،‭ ‬وخلل‭ ‬في‭ ‬العدالة‭ ‬الحقوقية‭ ‬والإنسانية‭ ‬لقيم‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬