لقاء ملك القلوب ورجل الإنسانية

| عباس العمران

تمامًا‭ ‬كما‭ ‬تستبشر‭ ‬الديار‭ ‬بالمزن‭ ‬والمطر‭ ‬عندما‭ ‬تُفتح‭ ‬لها‭ ‬أبواب‭ ‬السماء‭ ‬فتشرب‭ ‬الأرض‭ ‬الرحمات،‭ ‬وترتوي‭ ‬من‭ ‬الفرح،‭ ‬وتتزين‭ ‬بأبهى‭ ‬الثياب‭ ‬وكأنها‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬عيد،‭ ‬والوجوه‭ ‬فيه‭ ‬تفيضُ‭ ‬فرحا‭ ‬وبهجة‭ ‬ومحبة‭.. ‬هكذا‭ ‬كان‭ ‬الحال‭ ‬عندما‭ ‬أطل‭ ‬على‭ ‬مملكتنا‭ ‬الغالية‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد،‭ ‬ولي‭ ‬عهد‭ ‬أبوظبي‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وكان‭ ‬في‭ ‬استقباله‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬فكانت‭ ‬طلته‭ ‬مبعث‭ ‬سرور‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬المحبين‭. ‬

يأتي‭ ‬لقاء‭ ‬القائدين‭ ‬الكبيرين‭ ‬اليوم‭ ‬ليؤكد‭ ‬عمق‭ ‬العلاقات‭ ‬الراسخة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين‭. ‬البحرين‭ ‬بقائدها‭ ‬وربانها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬الذي‭ ‬ملك‭ ‬القلوب‭ ‬بحكمته،‭ ‬القائد‭ ‬الذي‭ ‬ترسخت‭ ‬في‭ ‬عهده‭ ‬مبادئ‭ ‬التسامح‭ ‬والتراحم‭ ‬والسلام‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة‭. ‬كيف‭ ‬لا،‭ ‬وقد‭ ‬شهدت‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬عهده‭ ‬الميمون‭ ‬قفزات‭ ‬تنموية‭ ‬متنوعة‭ ‬جاءت‭ ‬بفضل‭ ‬رؤية‭ ‬جلالته‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬فتحقق‭ ‬على‭ ‬أرضها‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬وتحققت‭ ‬الطمأنينة،‭ ‬ونَعِم‭ ‬من‭ ‬عاش‭ ‬على‭ ‬أرضها‭ ‬بالخير‭.. ‬وحقق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬تضيق‭ ‬هذه‭ ‬المساحة‭ ‬عن‭ ‬سردها‭ ‬وتعدادها،‭ ‬وستبقى‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬العالية‭ ‬التي‭ ‬زرع‭ ‬بذرتها‭ ‬جلالته‭ ‬متجليةً‭ ‬في‭ ‬أبهى‭ ‬صفحات‭ ‬التاريخ‭ ‬وأعطرها،‭ ‬لا‭ ‬تحجبها‭ ‬الحجب،‭ ‬ولا‭ ‬تغطيها‭ ‬السحب،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬كالشمس‭ ‬الساطعة‭ ‬في‭ ‬كبد‭ ‬النهار‭.‬

وفي‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬بذرة‭ ‬طابت‭ ‬وطاب‭ ‬من‭ ‬أسس‭ ‬لها،‭ ‬ونَمَت‭ ‬وأينعت،‭ ‬وكبرت‭ ‬وتدلّت،‭ ‬حتى‭ ‬أبصرها‭ ‬كل‭ ‬ذي‭ ‬عينين،‭ ‬ولم‭ ‬تغب‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ذي‭ ‬عقل‭ ‬وبصيرة،‭ ‬ومن‭ ‬منا‭ ‬يجهل‭ ‬رائدها‭ ‬وقائدها،‭ ‬إنه‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬–‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ -‬،‭ ‬وها‭ ‬هي‭ ‬اليوم‭ ‬تسير‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬الخير‭ ‬والإنسانية،‭ ‬وغني‭ ‬عن‭ ‬البرهان‭ ‬بيان‭ ‬أثرها‭ ‬الطيب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬تكريم‭ ‬المؤسسة‭ ‬البابوية‭ ‬التربوية‭ - ‬التابعة‭ ‬للفاتيكان‭ - ‬للشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬وتقليده‭ ‬وسام‭ ‬“رجل‭ ‬الإنسانية”‭ ‬تعزيزا‭ ‬لمبادرات‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬إنهاء‭ ‬الأزمات‭ ‬وإحلال‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬تقديراً‭ ‬عالياً‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبذلهُ‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬نشر‭ ‬قيم‭ ‬السلام‭ ‬والرخاء‭.‬

العلاقات‭ ‬الأخوية‭ ‬العميقة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬قديمة،‭ ‬وقد‭ ‬تعززت‭ ‬وتوثقت‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر،‭ ‬وذلك‭ ‬لما‭ ‬يجمع‭ ‬البلدين‭ ‬من‭ ‬رؤى‭ ‬مشتركة‭ ‬وواضحة،‭ ‬وها‭ ‬هي‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬تزهر‭ ‬وتتطور‭ ‬بفضل‭ ‬حكمة‭ ‬القيادتين‭ ‬الرشيدتين‭. ‬نعم‭ ‬هذا‭ ‬سبيلنا‭ ‬وهذا‭ ‬دربنا‭ ‬الذي‭ ‬أسس‭ ‬له‭ ‬الماضون‭ ‬رحمهم‭ ‬الله،‭ ‬وسيبقى‭ ‬ذلك‭ ‬البذر‭ ‬الطيب‭ ‬كثير‭ ‬الخير‭ ‬ودائم‭ ‬العطاء‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭.‬

حقاً‭ ‬والحقُ‭ ‬يقال‭ ‬إن‭ ‬العلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬الإماراتية‭ ‬مثال‭ ‬بارز‭ ‬ودرس‭ ‬بليغ‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬بناء‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬والمحبة‭ ‬الخالصة‭ ‬والمخلصة،‭ ‬نسأل‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬أن‭ ‬يمد‭ ‬في‭ ‬أعمار‭ ‬الشيوخ،‭ ‬ويديم‭ ‬علينا‭ ‬نعمة‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان،‭ ‬إنه‭ ‬سميع‭ ‬الدعاء‭.‬