آخر مساعي النظام الإيراني من أجل البقاء (1)

| عبدالرحمن مهابادي

الآن‭ ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬يصبح‭ ‬المشهد‭ ‬أكثر‭ ‬إثارة‭ ‬للجدل‭ ‬في‭ ‬الدوائر‭ ‬السياسية‭ ‬والإخبارية‭ ‬العالمية،‭ ‬وأولا‭ ‬وقبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬أصبح‭ ‬قبول‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬قبول‭ ‬الرئيس‭ ‬الجديد‭ ‬للملالي‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬السنوية‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬قضية‭ ‬راهنة،‭ ‬فالاتهامات‭ ‬الموجهة‭ ‬إلى‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬تمنعه‭ ‬من‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬القمة‭ ‬لاتهامه‭ ‬بارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬“إبادة‭ ‬جماعية”‭ ‬و”جرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬إيران”‭.‬

تظهر‭ ‬الأخبار‭ ‬والمعلومات‭ ‬المنشورة‭ ‬عن‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬والدعوات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬والمجالس‭ ‬التشريعية‭ ‬للدول‭ ‬المختلفة‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي‭ ‬لعب‭ ‬دورا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬مجزرة‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬السياسيين‭ ‬في‭ ‬السنين‭ ‬الماضية،‭ ‬والنقطة‭ ‬المهمة‭ ‬والرائعة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي‭ ‬لم‭ ‬ينف‭ ‬هذه‭ ‬الاتهامات‭ ‬عن‭ ‬نفسه،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬فخورا‭ ‬أيضا‭ ‬بالجرائم‭ ‬التي‭ ‬ارتكبها‭ ‬وقال‭ ‬إنه‭ ‬ارتكب‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬إيران‭!‬

هل‭ ‬لدى‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي‭ ‬مفهوم‭ ‬خاطئ‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬تصريحاته‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬حقيقة‭ ‬أخرى؟‭ ‬فلنلقي‭ ‬نظرة‭ ‬معا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬داخل‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حكم‭ ‬الملالي‭.‬

أثار‭ ‬إعلان‭ ‬قيام‭ ‬حركة‭ ‬القصاص‭ ‬لدم‭ ‬الشهداء‭ ‬“شهداء‭ ‬مجزرة‭ ‬السجناء‭ ‬السياسيين‭ ‬بسجون‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬سنة‭ ‬1988”‭ ‬ردود‭ ‬أفعال‭ ‬ترحيبية‭ ‬لدى‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني،‭ ‬وتم‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬الحركة‭ ‬قبل‭ ‬الجولة‭ ‬الثانية‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬انتخابات‭ ‬النظام‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬النظام‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬بهندسة‭ ‬مخططات‭ ‬لمسرحية‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالدورة‭ ‬الثانية‭ ‬عشرة‭ ‬للانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التمهيد‭ ‬لوضع‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي‭ ‬على‭ ‬كرسي‭ ‬رئاسة‭ ‬جمهورية‭ ‬الملالي،‭ ‬فتنفجر‭ ‬مخططاتهم‭ ‬كفقاعة‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬ماء،‭ ‬ويتحول‭ ‬حلم‭ ‬ورؤية‭ ‬علي‭ ‬خامنئي‭ ‬لتوحيد‭ ‬نظامه‭ ‬إلى‭ ‬صدمة‭ ‬كبيرة‭ ‬للنظام‭.‬

قالت‭ ‬مريم‭ ‬رجوي‭ ‬في‭ ‬ذكرى‭ ‬مجزرة‭ ‬السجناء‭ ‬السياسيين‭ ‬عام‭ ‬2017‭: ‬“أحبطت‭ ‬حركة‭ ‬العدالة‭ ‬خطة‭ ‬خامنئي‭ ‬الذي‭ ‬أراد‭ ‬وضع‭ ‬إحدى‭ ‬فرق‭ ‬الموت‭ ‬أي‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي‭ ‬على‭ ‬كرسي‭ ‬رئاسة‭ ‬جمهورية‭ ‬نظامه”‭. ‬كان‭ ‬علي‭ ‬خامنئي‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬يعلم‭ ‬جيدا‭ ‬أن‭ ‬نظامه‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬الخط،‭ ‬ويعلم‭ ‬قوة‭ ‬الضربة‭ ‬التي‭ ‬تلقاها‭ ‬ومن‭ ‬أي‭ ‬اتجاه‭ ‬وأية‭ ‬قوة‭ ‬أتته،‭ ‬ويا‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬تيار‭ ‬قوي‭ ‬متعاظم‭ ‬وراء‭ ‬“حركة‭ ‬القصاص‭ ‬لدماء‭ ‬شهداء‭ ‬مجازر‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية”‭. ‬“مجاهدين”‭.‬