لنمارس الرياضة حتى نصل إلى أبعد جذورها
| أسامة الماجد
كان من عادة الهنود الحمر الوقوف في الطبيعة أمام الأشجار والتنفس بعمق لعدة دقائق، لمعرفتهم أن هذه الطريقة تخلصهم من القلق والتوتر، وحكماء الصين أوصوا أتباعهم بالتخلص من القلق عن طريق التأمل ورياضة الصدر وهي التنفس، وبما أننا نعيش اليوم وبحكم ظروف أعمالنا حياة فرضت علينا فكرا وسلوكا أبعدنا عن ممارسة الرياضة، وأرغمتنا على الغوص داخل تجاويف العبث، فلابد من انتفاضة سريعة لنعبر بها اللحظة السحرية لنصل إلى عالم الاعتدال وبناء العافية.
فكما يقول الخبراء.. إن من واجب كل إنسان أن يوسع صدره إذا كان ضيقا، بالوسائل الرياضية والتمارين المتواصلة، وأن يلم بأصول التربية البدنية اليومية إما بالدرس والمراجعة، أو بالتدرب على يد رياضي، أو بالانخراط في ناد من أندية الرياضة.
ابدأ من الآن بذل جهد رياضي يستغرق ثلاث دقائق كل يوم، وتدرج بزيادة هذه المدة بهدوء وأناة، إلى أن ينمو ولع رياضي في نفسك، وهذا الولع يهديك إلى طرق ووسائل تجد في مراسها، من بعد، متعة ولذة عظيمتين، لا لأن جسمك يتحسن وقوتك تزداد، بل لأن كل جهد ينفقه الإنسان، ويفرضه على نفسه بانتظام يزيد فورا في إرادته ويثبت ثقته بنفسه.
أما التمارين الرياضية القوية فإنها توافق ذوي الأجسام النحيلة، لأن مجرد وجودهم في جو الأصحاء، المقتدرين، الناشطين، الموردة خدودهم، القوية عضلاتهم، يخلق فيهم انجذابا فعالا للاقتداء والمراس الرياضي، ويحملهم على الاضطلاع بأسباب الجرأة والاقتدار، ومتى خلا الغذاء من كل ما يسمم أو يهیج، وكان الهضم والتمثيل تاما، وكانت الرئتان تقومان بوظائفهما قياما فعالا منسجما مع سائر فعاليات الجسم، فإن القلب عندئذ يصلح ويستقيم، وتجري الدورة الدموية على أفضل وأكمل ما يمكن أن تجري.
لنفسي ولكل من ابتعد عن ممارسة الرياضة... لنطوي الماضي بالنهايات الناعمة ونبدأ فورا ممارسة الرياضة حتى نصل إلى أبعد جذورها.