ياسمينيات

قطع الكهرباء في “عز” الحر!

| ياسمين خلف

ليس‭ ‬من‭ ‬الرحمة‭ ‬ولا‭ ‬مبرر‭ ‬أن‭ ‬يُقطع‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي‭ ‬عن‭ ‬البيوت‭ ‬في‭ ‬أشهر‭ ‬الصيف‭ ‬اللاهبة‭ ‬التي‭ ‬نعيشها‭! ‬فتراكم‭ ‬الفاتورة‭ ‬وتأخر‭ ‬دفعها‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬بين‭ ‬ليلة‭ ‬وضحاها،‭ ‬فهي‭ ‬متراكمة‭ ‬منذ‭ ‬أشهر‭ ‬طوال‭ ‬وربما‭ ‬سنوات‭.‬

قطع‭ ‬الكهرباء‭ ‬في‭ ‬“عز”‭ ‬الحر‭ ‬يعني‭ ‬أنك‭ ‬عرضت‭ ‬ساكني‭ ‬العقار‭ ‬إلى‭ ‬الموت‭ ‬البطيء،‭ ‬أو‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬مرضهم،‭ ‬ففي‭ ‬المنزل‭ ‬أطفال‭ ‬ورضع،‭ ‬ونساء‭ ‬حوامل‭ ‬وكبار‭ ‬سن،‭ ‬وهناك‭ ‬مرضى‭ ‬يعيشون‭ ‬على‭ ‬أجهزة‭ ‬إن‭ ‬توقف‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي‭ ‬عنها‭ ‬ستضع‭ ‬الحد‭ ‬الفاصل‭ ‬لحياتهم‭! ‬وقطع‭ ‬التيار‭ ‬فجأة‭ ‬يعني‭ ‬تعريض‭ ‬أجهزة‭ ‬المنزل‭ ‬للتلف‭ ‬والعطب،‭ ‬وفساد‭ ‬كل‭ ‬الأطعمة‭ ‬المبردة‭ ‬والمخزنة‭ ‬في‭ ‬الثلاجات،‭ ‬قطعها‭ ‬يعني‭ ‬أنك‭ ‬أوقفت‭ ‬تنفس‭ ‬من‭ ‬يحتمون‭ ‬داخل‭ ‬جدران‭ ‬هذا‭ ‬المنزل،‭ ‬وخروجهم‭ ‬منه‭ ‬يعني‭ ‬شتاتهم،‭ ‬أو‭ ‬بقاءهم‭ ‬تحت‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬ترحم‭.‬

ألا‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬باحثون‭ ‬اجتماعيون،‭ ‬يتقصون‭ ‬حالة‭ ‬أولئك‭ ‬المتخلفين‭ ‬عن‭ ‬دفع‭ ‬فواتيرهم؟‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬المعقول‭ ‬أن‭ ‬يتخلف‭ ‬رب‭ ‬أسرة‭ ‬عن‭ ‬دفع‭ ‬فاتورته‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬مقتدراً‭! ‬ألا‭ ‬توجد‭ ‬استراتيجية‭ ‬تمكن‭ ‬الوزارة‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مستحقاتها‭ ‬من‭ ‬مستخدمي‭ ‬خدمة‭ ‬الكهرباء‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬تشتيت‭ ‬الأسر‭ ‬أو‭ ‬إراقة‭ ‬ماء‭ ‬وجههم‭ ‬هنا‭ ‬وهناك؟‭ ‬تقسيط‭ ‬المبالغ‭ ‬المتأخرة،‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬مدخول‭ ‬الأسرة‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬فطنة‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬آخر،‭ ‬فهو‭ ‬أمر‭ ‬منطقي‭ ‬يحفظ‭ ‬للهيئة‭ ‬حقها‭ ‬ويحفظ‭ ‬للناس‭ ‬أرواحها،‭ ‬فلا‭ ‬نبالغ‭ ‬إن‭ ‬قلنا‭ ‬إن‭ ‬حرارة‭ ‬الجو‭ ‬تصهر‭ ‬الحديد‭ ‬فماذا‭ ‬تتوقع‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬منها‭ ‬للبشر‭! ‬ألا‭ ‬تملك‭ ‬الهيئة‭ ‬الصبر‭ ‬لأشهر‭ ‬الشتاء‭ ‬مثلاً،‭ ‬لتقطع‭ ‬تيارها‭ ‬الكهربائي‭ ‬عن‭ ‬المتخلفين‭ ‬عن‭ ‬دفعها‭ ‬على‭ ‬أقل‭ ‬تقدير‭!‬

إن‭ ‬كان‭ ‬القانون‭ ‬يطبق‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬فهناك‭ ‬روح‭ ‬القانون‭ ‬التي‭ ‬تبيح‭ ‬تشريع‭ ‬قانون‭ ‬أو‭ ‬إصدار‭ ‬تعميم‭ ‬يمنع‭ ‬المفتشين‭ ‬من‭ ‬قطع‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي‭ ‬في‭ ‬فصول‭ ‬الصيف‭ ‬الحارقة‭ ‬والخانقة،‭ ‬وتقسيط‭ ‬الدفع‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬راتب‭ ‬معيل‭ ‬الأسرة،‭ ‬والالتزامات‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬يحملها‭ ‬على‭ ‬كاهله‭.‬

 

ياسمينة‭: ‬

ارحموا‭ ‬البشر‭ ‬من‭ ‬حر‭ ‬الجو،‭ ‬يرحمكم‭ ‬الله‭.‬