زبدة القول

ليس بين القنافذ أملس

| د. بثينة خليفة قاسم

التنظيم‭ ‬العالمي‭ ‬للإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬يربطه‭ ‬فكر‭ ‬واحد‭ ‬وتكتيك‭ ‬واحد،‭ ‬وأهم‭ ‬ما‭ ‬يجمع‭ ‬الجماعات‭ ‬والأحزاب‭ ‬المنضوية‭ ‬تحته‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬كلمة‭ ‬وطن‭ ‬بالمفهوم‭ ‬الذي‭ ‬يتضمنه‭ ‬تعريف‭ ‬الوطن‭ ‬كحدود‭ ‬جغرافية،‭ ‬وعلم‭ ‬وشعب‭ ‬واحد،‭ ‬فالوطن‭ ‬لدى‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬هو‭ ‬حفنة‭ ‬تراب‭ ‬عفنة،‭ ‬وهم‭ ‬يشتركون‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬بالتأكيد‭ ‬مع‭ ‬أتباع‭ ‬الولي‭ ‬الفقيه‭ ‬الذي‭ ‬يقدمون‭ ‬طاعة‭ ‬الولي‭ ‬الفقيه‭ ‬وتنفيذ‭ ‬أوامره‭ ‬على‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬وبقائه‭ ‬واستقراره،‭ ‬ولذلك‭ ‬فهم‭ ‬آفة‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬والسوس‭ ‬الذي‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬ينخر‭ ‬في‭ ‬عظامها‭ ‬ويقضي‭ ‬عليها‭.‬

إذا‭ ‬قال‭ ‬مرشد‭ ‬الإخوان‭ ‬أو‭ ‬الولي‭ ‬الفقيه‭ ‬احرقوا‭ ‬البلد‭ ‬الذي‭ ‬أطعمكم‭ ‬وسقاكم‭ ‬وعلمكم‭ ‬وأعطاكم‭ ‬جوازات‭ ‬سفر،‭ ‬يقوم‭ ‬الأتباع‭ ‬بالتنفيذ‭ ‬دون‭ ‬مناقشة‭ ‬أو‭ ‬فهم‭ ‬لأن‭ ‬السمع‭ ‬والطاعة‭ ‬الأساس‭ ‬إلى‭ ‬مدى‭ ‬لا‭ ‬يتخيله‭ ‬ولا‭ ‬يقبله‭ ‬عقل،‭ ‬وقد‭ ‬سمعت‭ ‬أحدهم‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬يقول‭ ‬لو‭ ‬قال‭ ‬لي‭ ‬المرشد‭ ‬طلق‭ ‬زوجتك‭ ‬لفعلت‭.‬

عندما‭ ‬خرج‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬المصريين‭ ‬وامتلأت‭ ‬كل‭ ‬ميادين‭ ‬مصر‭ ‬عن‭ ‬آخرها‭ ‬بشعب‭ ‬ضاق‭ ‬بفكر‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬ولم‭ ‬يتحمل‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬السلطة‭ ‬عاما‭ ‬كاملا‭ ‬وقام‭ ‬الجيش‭ ‬المصري‭ ‬بالنزول‭ ‬عند‭ ‬إرادة‭ ‬الشعب،‭ ‬وقال‭ ‬لرئيس‭ ‬الجماعة‭ ‬كفى،‭ ‬وقف‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬قيادات‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة‭ ‬على‭ ‬المنصة‭ ‬في‭ ‬رابعة‭ ‬العدوية‭ ‬التي‭ ‬اعتصموا‭ ‬فيها‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬ستغرق‭ ‬في‭ ‬الدم‭ ‬وستحدث‭ ‬انفجارات‭ ‬وتسيل‭ ‬دماء‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬وقال‭ ‬بالحرف‭ ‬الواحد‭ ‬إن‭ ‬العمليات‭ ‬الإرهابية‭ ‬الدائرة‭ ‬في‭ ‬سيناء‭ ‬ستتوقف‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تمت‭ ‬إعادة‭ ‬رئيسهم‭ ‬الإخواني‭ ‬إلى‭ ‬منصبه،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬بمثابة‭ ‬اعتراف‭ ‬كامل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬زعيم‭ ‬إخواني‭ ‬بأن‭ ‬جماعته‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬الدماء‭ ‬التي‭ ‬تجري،‭ ‬واستمرت‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬إرهابها‭ ‬واستمر‭ ‬الجيش‭ ‬المصري‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الشهداء‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭.‬

هذه‭ ‬هي‭ ‬عقيدة‭ ‬الإخوان،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬مسلكهم‭ ‬الإجرامي،‭ ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬غريبا‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬علينا‭ ‬راشد‭ ‬الغنوشي‭ ‬زعيم‭ ‬حركة‭ ‬الإخوان‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عاثت‭ ‬جماعته‭ ‬فسادا‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬تونس،‭ ‬ليقول‭ ‬صراحة‭ ‬إن‭ ‬تونس‭ ‬ستغرق‭ ‬في‭ ‬العنف‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتراجع‭ ‬الرئيس‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬عن‭ ‬قراراته‭ ‬التي‭ ‬أراد‭ ‬بها‭ ‬حماية‭ ‬تونس‭ ‬واستعادة‭ ‬تونس‭ ‬من‭ ‬سيطرة‭ ‬التنظيم‭ ‬العالمي‭ ‬للإخوان‭ ‬المسلمين‭.‬

ليس‭ ‬بين‭ ‬القنافذ‭ ‬أملس،‭ ‬فالبلتاجي‭ ‬كالغنوشي‭ ‬ككل‭ ‬قيادات‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية،‭ ‬كلهم‭ ‬يشربون‭ ‬من‭ ‬معين‭ ‬واحد،‭ ‬وكلهم‭ ‬يقدمون‭ ‬مصلحة‭ ‬الجماعة‭ ‬على‭ ‬مصلحة‭ ‬أي‭ ‬وطن‭.‬