برلمان البحرين للطفل

| زهير توفيقي

سعدت‭ ‬كثيرًا‭ ‬وأنا‭ ‬أقرأ‭ ‬الخبر‭ ‬الذي‭ ‬نشرته‭ ‬الصحف‭ ‬المحلية‭ ‬عن‭ ‬انتخاب‭ ‬الطالبة‭ ‬البحرينية‭ ‬ريتاج‭ ‬العباسي‭ ‬رئيسًا‭ ‬للبرلمان‭ ‬العربي‭ ‬للطفل‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬الثانية‭ ‬بمشاركة‭ ‬‮٦٤‬‭ ‬طفلا‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الوطن‭ ‬العربي،‭ ‬كما‭ ‬وأكدت‭ ‬أمينة‭ ‬الجاسم‭ ‬اختصاصي‭ ‬تربوي‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬والمشرفة‭ ‬على‭ ‬أعضاء‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البرلمان‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الخبر‭ ‬المنشور،‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬هو‭ ‬ثمرة‭ ‬عمل‭ ‬دؤوب‭ ‬يؤكد‭ ‬تميز‭ ‬الطلبة‭ ‬البحرينيين‭ ‬إقليميًا‭ ‬ودوليًا،‭ ‬وذلك‭ ‬نتيجة‭ ‬تأهيل‭ ‬الوزارة‭ ‬لهم‭ ‬وتقديمها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬والأنشطة‭ ‬التي‭ ‬تدفعهم‭ ‬إلى‭ ‬الإبداع‭ ‬والتميز‭ ‬والابتكار،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لتطوير‭ ‬مهاراتهم‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬والخطابة‭ ‬والشخصية‭ ‬القيادية‭ ‬لتمكنهم‭ ‬من‭ ‬خوض‭ ‬التجربة‭ ‬البرلمانية‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

وبودي‭ ‬الوقوف‭ ‬هنا‭ ‬عند‭ ‬هذه‭ ‬الجزئية‭ ‬المهمة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الخبر،‭ ‬فبعد‭ ‬رفع‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬للطالبة‭ ‬البحرينية‭ ‬المتألقة،‭ ‬أجد‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يمر‭ ‬هذا‭ ‬الخبر‭ ‬مرور‭ ‬الكرام،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نبني‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬“دراسة‭ ‬حالة”،‭ ‬فمن‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬المتواضعة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الطالبة‭ ‬حققت‭ ‬إنجازا‭ ‬ولا‭ ‬أروع،‭ ‬ليس‭ ‬لشخصها‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬لمملكتنا‭ ‬الغالية،‭ ‬وهذا‭ ‬أحد‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬يسطرها‭ ‬البحرينيون‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الميادين،‭ ‬وهذا‭ ‬ليس‭ ‬غريبا‭ ‬عليهم‭.‬

بصراحة‭ ‬وبعد‭ ‬قراءتي‭ ‬الخبر‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬خلفية‭ ‬هذا‭ ‬البرلمان‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬عام‭ ‬‮١٩٨٢‬،‭ ‬راودتني‭ ‬فكرة‭ ‬متواضعة‭ ‬أود‭ ‬طرحها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمود،‭ ‬ففي‭ ‬سبيل‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬العمل‭ ‬البرلماني‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬النشء‭ ‬فإن‭ ‬فكرة‭ ‬تأسيس‭ ‬برلمان‭ ‬الطفل‭ ‬البحريني‭ ‬تعد‭ ‬جيدة‭ ‬لزرع‭ ‬بذور‭ ‬وثقافة‭ ‬العمل‭ ‬البرلماني‭ ‬وتهيئتهم‭ ‬للانخراط‭ ‬فيها‭ ‬مستقبلًا،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬نشر‭ ‬القواعد‭ ‬والثوابت‭ ‬الصحيحة‭ ‬للتجربة‭ ‬النيابية،‭ ‬حيث‭ ‬إننا‭ ‬والكل‭ ‬يتفق‭ ‬معي‭ ‬نفتقد‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة‭ ‬البرلمانية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬ستشكل‭ ‬تعزيزًا‭ ‬وإضافة‭ ‬نوعية‭ ‬لمشروع‭ ‬سيدي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬والتجربة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والبرلمانية‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬الغالية‭. ‬لا‭ ‬أريد‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬التفاصيل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمود‭ ‬الصغير‭ ‬لكن‭ ‬الموضوع‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬وقفة‭ ‬جادة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬ومجلسي‭ ‬الشورى‭ ‬والنواب‭ ‬بخصوص‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬التي‭ ‬ستنعكس‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭ ‬بالطبع‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القريب‭.‬