برامج البعثات والمنح من البدايات إلى الآن (1)

| د. حسين المهدي

كما‭ ‬ذكرنا‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المقالات‭ ‬السابقة‭ ‬البعثات‭ ‬الدراسية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬البدايات‭ ‬حتى‭ ‬وقتنا‭ ‬الحاضر،‭ ‬ولكي‭ ‬تكتمل‭ ‬الصورة‭ ‬نرى‭ ‬أهمية‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬تنظيم‭ ‬وتنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬البعثات‭ ‬والمنح‭ ‬الدراسية‭ ‬والتي‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬تسعة‭ ‬عقود،‭ ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭ ‬إلى‭ ‬العام‭ (‬1928م‭) ‬الذي‭ ‬شهد‭ ‬إرسال‭ ‬أول‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المبتعثين‭ ‬للدراسة‭ ‬بالخارج،‭ ‬ومنذ‭ ‬ظهور‭ ‬برنامج‭ ‬البعثات‭ ‬كانت‭ ‬إدارة‭ ‬المعارف‭ ‬لحكومة‭ ‬البحرين‭ ‬–‭ ‬وعرفت‭ ‬بذلك‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭ ‬حتى‭ ‬إنشاء‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ - ‬الجهة‭ ‬المختصة‭ ‬بتنفيذ‭ ‬برامج‭ ‬البعثات‭ ‬والمنح‭.‬

في‭ ‬العامين‭ ‬الدراسيين‭ (‬1937‭ - ‬1939‭) ‬ابتعثت‭ ‬إدارة‭ ‬المعارف‭ ‬“أول‭ ‬فتاة‭ ‬بحرينية‭ ‬للدراسة‭ ‬بالخارج‭ - ‬عام‭ (‬1937م‭) - ‬في‭ ‬كلية‭ ‬المعلمات‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ (‬الكلية‭ ‬البريطانية‭) ‬وهي‭ ‬لولوة‭ ‬محمد‭ ‬الزياني”،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬العام‭  ‬ابتعثت‭ ‬الإدارة‭ ‬“أحد‭ ‬الطلاب‭ ‬لدراسة‭ ‬الشريعة‭ ‬في‭ ‬الكلية‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬لكنو‭ ‬بالهند”،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬التالي‭ (‬1938م‭) ‬وفقاً‭ ‬للشيخة‭ ‬مي‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬“أرسلت‭ ‬الحكومة‭ ‬طالبتين‭ ‬للدراسة‭ ‬في‭ ‬الإنجليزية‭ ‬السورية‭ ‬في‭ ‬بيروت”‭ ‬شريفة‭ ‬محمد‭ ‬الزياني‭ ‬وزعفرانة‭ ‬سعيد‭.‬

ومع‭ ‬اكتشاف‭ ‬النفط‭ ‬اهتمت‭ ‬شركة‭ ‬نفط‭ ‬البحرين‭ (‬بابكو‭) ‬بتدريب‭ ‬وتنمية‭ ‬مواردها‭ ‬البشرية،‭ ‬“وبدأت‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ (‬1953م‭) ‬تطوير‭ ‬برنامجها‭ ‬للبعثات‭ ‬لتمويل‭ ‬المصاريف‭ ‬الدراسية‭ ‬للمراحل‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الثانوية‭ ‬والصناعية‭ ‬الحكومية،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تغطي‭ ‬شركة‭ ‬بابكو‭ ‬الرسوم‭ ‬الدراسية‭ ‬والمصروف‭ ‬الأسبوعي‭ ‬للإقامة‭ ‬في‭ ‬السكن‭ ‬الداخلي‭ ‬بالمنامة‭ ‬للطلبة‭ ‬القاطنين‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬مدارسهم،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬القرى‭ ‬كسترة‭ ‬والنبيه‭ ‬صالح،‭ ‬كما‭ ‬طبقت‭ ‬برنامجها‭ ‬للبعثات‭ ‬الخارجية‭ ‬للطلبة‭ ‬المتفوقين‭ ‬إلى‭ ‬الجامعة‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الالتحاق‭ ‬ببرامج‭ ‬المدراس‭ ‬الصيفية‭ ‬هناك”‭ ‬وفقاً‭ ‬لأنجيلا‭ ‬كلارك‭ ‬في‭ ‬كتابها‭ ‬عن‭ ‬نفط‭ ‬البحرين‭ ‬والتنمية‭ ‬خلال‭ (‬1929‭ - ‬1989م‭) ‬الصادر‭ ‬في‭ (‬1990م‭)‬،‭ ‬وتضيف‭ ‬مع‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ (‬1958م‭) ‬“التحق‭ ‬ما‭ ‬مجموعه‭ ‬2803‭ ‬من‭ ‬الموظفين‭ ‬البحرينيين‭ ‬العاملين‭ ‬لديها‭ ‬في‭ ‬“برنامج‭ ‬بابكو‭ ‬للتطوير‭ ‬BDP‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬التدريب‭ ‬المهني‭ ‬VTC‭  ‬وقسم‭ ‬الدراسات‭ ‬الصناعية‭ ‬ISS”‭ ‬الذي‭ ‬شهد‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬و”لأول‭ ‬مرة‭ ‬اختيار‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المتفوقين‭ ‬من‭ ‬خريجي‭ ‬مركز‭ ‬بابكو‭ ‬للتدريب‭ ‬المهني‭ ‬للابتعاث‭ ‬للمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬للدراسة‭ ‬في‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬قصيرة‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬وإلحاق‭ ‬مجموعات‭ ‬أخرى‭ ‬ببرامج‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬الشركات‭ ‬الصناعية‭ ‬البريطانية‭ ‬ضمن‭ ‬برنامجها‭ ‬“جولة‭ ‬التعلم‭ ‬الصناعي‭ ‬IST‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬والذي‭ ‬قاد‭ ‬إلى‭ ‬انطلاق‭ ‬برنامج‭ ‬بابكو‭ ‬للتدريب‭ ‬الخارجي”‭. ‬ونكمل‭.‬