من أحاديث السلام

| د.حورية الديري

حين‭ ‬يتحدث‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬فإنه‭ ‬يحكي‭ ‬قصة‭ ‬أرض‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬النزاع،‭ ‬استعصى‭ ‬عليها‭ ‬الخوف‭ ‬والفزع،‭ ‬عاش‭ ‬أهلها‭ ‬في‭ ‬هدوء‭ ‬وسكينة،‭ ‬لأنهم‭ ‬عرفوا‭ ‬معنى‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان،‭ ‬وزرعوا‭ ‬ذلك‭ ‬عشقًا‭ ‬لوطن‭ ‬ضم‭ ‬الجميع‭ ‬بين‭ ‬أحضانه،‭ ‬وحصدوه‭ ‬مجدًا‭ ‬لا‭ ‬تنضب‭ ‬ألوانه،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬ذلك‭ ‬عبثًا،‭ ‬بل‭ ‬نبعًا‭ ‬من‭ ‬أصالة‭ ‬تاريخية‭ ‬متوارثة،‭ ‬وحضارة‭ ‬بشرية‭ ‬فتحت‭ ‬أبواب‭ ‬الحياة‭.‬

هذا‭ ‬جزء‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬حديث‭ ‬السياسة‭ ‬البحرينية‭ ‬عندما‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬قيمة‭ ‬استشعار‭ ‬روح‭ ‬الانتماء‭ ‬والمواطنة،‭ ‬وإليكم‭ ‬التكملة‭ ‬أعزائي‭ ‬القراء‭ ‬كي‭ ‬نواصل‭ ‬المسير‭ ‬في‭ ‬ركب‭ ‬المجد‭ ‬المتواصل،‭ ‬هكذا‭ ‬يتحدث‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬بلادي‭ ‬عندما‭ ‬يستحضر‭ ‬أسس‭ ‬البناء‭ ‬والحضارة‭ ‬لأسطورة‭ ‬تزينت‭ ‬بأمجاد‭ ‬صنعها‭ ‬قائد‭ ‬بحكمة‭ ‬واعية‭ ‬بُنيت‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام‭ ‬والتعايش،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأخوة‭ ‬الإنسانية‭ ‬لتجسيد‭ ‬روح‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬والتلاحم‭ ‬المجتمعي،‭ ‬امتدت‭ ‬أصره‭ ‬لتربط‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬بعلاقات‭ ‬ورباط‭ ‬متين‭.‬

وهنا‭ ‬يشهد‭ ‬التاريخ‭ ‬وتوثق‭ ‬ذلك‭ ‬محطات‭ ‬تنموية‭ ‬تحاكي‭ ‬هذا‭ ‬المجد‭ ‬وترتقي‭ ‬به،‭ ‬وتسعى‭ ‬بوعي‭ ‬تام‭ ‬نحو‭ ‬تعزيز‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬لترسيخ‭ ‬أسس‭ ‬السلام‭ ‬بين‭ ‬الأجيال،‭ ‬باعتباره‭ ‬النهج‭ ‬الصحيح‭ ‬لنهضة‭ ‬الأمة‭ ‬التي‭ ‬تتطلع‭ ‬نحو‭ ‬بناء‭ ‬تنموي‭ ‬معاصر،‭ ‬وفعلاً‭ ‬فإن‭ ‬الشواهد‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تواترت‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬التطوير،‭ ‬الذي‭ ‬أخذ‭ ‬مساره‭ ‬منطلقًا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭ ‬ليشكل‭ ‬منعطفًا‭ ‬مهمًا‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬النماء‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬إليها‭ ‬البلاد‭ ‬اليوم،‭ ‬بما‭ ‬تحمل‭ ‬من‭ ‬رؤى‭ ‬وتطلعات‭ ‬قيادية‭ ‬تحققت‭ ‬وفق‭ ‬أعلى‭ ‬مقاييس‭ ‬الجودة‭ ‬العالمية،‭ ‬وبرزت‭ ‬انعكاساتها‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬مظاهر‭ ‬ومواقف‭ ‬ريادية‭ ‬تؤكد‭ ‬الاستحقاق‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مجالات‭ ‬النهضة‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والصحية،‭ ‬ومنها‭ ‬انطلقت‭ ‬نجاحات‭ ‬نوعية‭ ‬وضعت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مصاف‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭. ‬

والمتأمل‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬يعي‭ ‬تمامًا‭ ‬أهمية‭ ‬الدور‭ ‬الأول‭ ‬لتأسيس‭ ‬الدولة‭ ‬المعاصرة‭ ‬وبنائها‭ ‬على‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬والسلام،‭ ‬حيث‭ ‬الدعامات‭ ‬القوية‭ ‬التي‭ ‬مكنت‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬من‭ ‬المساهمة‭ ‬بقناعة‭ ‬تامة‭ ‬بأهمية‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬يتوجب‭ ‬عليه‭ ‬القيام‭ ‬به،‭ ‬ليشعر‭ ‬بقيمته‭ ‬كمواطن‭ ‬له‭ ‬بصمة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وطن‭ ‬هو‭ ‬مهد‭ ‬السلام‭ ‬والمحبة،‭ ‬ولولاه‭ ‬لما‭ ‬عرف‭ ‬معنى‭ ‬لتلك‭ ‬القيم‭ ‬التي‭ ‬ساعدته‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬أسرة‭ ‬آمنة‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬آمن،‭ ‬“هذه‭ ‬هي‭ ‬البحرين”‭ ‬بلد‭ ‬السلام‭.‬