المرأة في الصفوف الأمامية

| عبدعلي الغسرة

لبت‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬نداء‭ ‬الواجب‭ ‬الوطني‭ ‬لمكافحة‭ ‬وباء‭ ‬كورونا،‭ ‬لبت‭ ‬النداء‭ ‬بقدرة‭ ‬تجلت‭ ‬فيها‭ ‬الشجاعة،‭ ‬وبصدق‭ ‬مليء‭ ‬بالتفاني‭ ‬وعزيمة‭ ‬صامدة،‭ ‬وأدت‭ ‬دورها‭ ‬بإخلاص‭ ‬منقطع‭ ‬النظير،‭ ‬إنها‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬ابنة‭ ‬المنامة‭ ‬والمحرق‭ ‬والرفاع‭ ‬وكل‭ ‬مدن‭ ‬وقرى‭ ‬البحرين،‭ ‬وقفت‭ ‬شامخة‭ ‬تذود‭ ‬عن‭ ‬بني‭ ‬وطنها،‭ ‬وقفة‭ ‬عزٍ‭ ‬وإباء‭.‬

غادرت‭ ‬المرأة‭ ‬بيتها‭ ‬لا‭ ‬لترفه‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬أو‭ ‬تتسوق،‭ ‬بل‭ ‬لتكون‭ ‬سدًا‭ ‬منيعًا‭ ‬يصد‭ ‬الوباء‭ ‬عن‭ ‬مجتمعها،‭ ‬تعمل‭ ‬بأوقات‭ ‬غير‭ ‬محددة‭ ‬تزهو‭ ‬على‭ ‬12‭ ‬ساعة‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬ليلًا‭ ‬أو‭ ‬نهارًا،‭ ‬وقد‭ ‬يتصلان‭ ‬بحسب‭ ‬الحاجة‭ ‬إليها،‭ ‬وقد‭ ‬تعود‭ ‬لفترة‭ ‬بسيطة‭ ‬إلى‭ ‬بيتها‭ ‬لترعى‭ ‬بما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬زوجها‭ ‬وأولادها،‭ ‬يقودها‭ ‬بذلك‭ ‬حرصها‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬واجبها‭ ‬الوطني‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬تقصير‭ ‬بواجبها‭ ‬الأسري،‭ ‬ويسندها‭ ‬الرجل‭ ‬البحريني‭ ‬المتميز‭ ‬بالوعي‭ ‬والإيمان‭ ‬بدور‭ ‬المرأة‭ ‬وضرورة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الوباء‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬ذكرًا‭ ‬أو‭ ‬أنثى‭ ‬وفي‭ ‬مختلف‭ ‬المواقع‭.‬

لقد‭ ‬أثبتت‭ ‬المرأة‭ ‬بحزمها‭ ‬وعزمها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬سندًا‭ ‬لبلادها‭ ‬وعونًا‭ ‬لشعبها،‭ ‬بإرادة‭ ‬لا‭ ‬تكل‭ ‬ولا‭ ‬تمل،‭ ‬وهذا‭ ‬زادها‭ ‬ثباتًا‭ ‬ورفع‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬عطائها‭ ‬وعلو‭ ‬تضحياتها،‭ ‬وأثبتت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬العطاء‭ ‬والثبات‭ ‬جدارتها‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المواقع‭ ‬والأمكنة‭ ‬وفي‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات،‭ ‬ما‭ ‬جسد‭ ‬مبدأ‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬وتعزيز‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬وفي‭ ‬الصفوف‭ ‬الأمامية‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬دورها‭ ‬الحاسم‭ ‬في‭ ‬تلبية‭ ‬نداء‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬وأي‭ ‬وقت،‭ ‬تتنقل‭ ‬يومًا‭ ‬هنا‭ ‬وآخر‭ ‬هناك‭ ‬بحسب‭ ‬الحاجة‭ ‬والضرورة،‭ ‬إنها‭ ‬رحلة‭ ‬شاقة‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الأماكن‭ ‬ولكنها‭ ‬ذات‭ ‬هدف‭ ‬وطني‭ ‬وإنساني،‭ ‬فبجانب‭ ‬دعم‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬دورها‭ ‬الجسور‭ ‬فإن‭ ‬جميع‭ ‬الأسر‭ ‬البحرينية‭ ‬تفخر‭ ‬بعطاء‭ ‬نسائها‭ (‬زوجات‭ ‬وبنات‭ ‬وأخوات‭)‬،‭ ‬وتفخر‭ ‬بتضحياتهن،‭ ‬وأدوارهن‭ ‬الأسرية‭.‬

لقد‭ ‬أعطت‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬فرصة‭ ‬كبيرة‭ ‬لتؤكد‭ ‬حجمها‭ ‬الطبيعي‭ ‬كامرأة‭ ‬ومواطنة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬جبهتين،‭ ‬الجبهة‭ ‬الوطنية‭ ‬والجبهة‭ ‬الأسرية،‭ ‬كما‭ ‬صقلت‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬نموذجا‭ ‬للرجل‭ ‬البحريني‭ ‬الداعم‭ ‬للمرأة‭ ‬والمُساند‭ ‬لها‭ ‬والمتحمل‭ ‬لدوره‭ ‬الأسري‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬غياب‭ ‬زوجته‭ ‬لتأدية‭ ‬واجبها‭ ‬الوطني‭. ‬وتبلغ‭ ‬مشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ (‬80‭ %) ‬من‭ ‬الطواقم‭ ‬الطبية‭ ‬بالصفوف‭ ‬الأمامية‭ ‬ومعظمهن‭ ‬زوجات‭ ‬وأمهات،‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬للمرأة‭ ‬سابقة‭ ‬التطوع‭ ‬لأخذ‭ ‬التطعيم‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬التجارب‭ ‬السريرية‭ ‬على‭ ‬اللقاحات‭. ‬إن‭ ‬عطاء‭ ‬المرأة‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬عظيم‭ ‬ويؤكد‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬كالأكسجين‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭.‬