من جديد

هل تشبه نفسك؟

| د. سمر الأبيوكي

هل‭ ‬تحولنا‭ ‬إلى‭ ‬سوق‭ ‬استهلاكية‭ ‬من‭ ‬الطراز‭ ‬الأول،‭ ‬لا‭ ‬بل‭ ‬زد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬سؤالا،‭ ‬هل‭ ‬تحولنا‭ ‬إلى‭ ‬“رعاة‭ ‬هبه‭ ‬وطربه”،‭ ‬أتوقع‭ ‬أن‭ ‬الإجابة‭ ‬باتت‭ ‬نعم‭ ‬و”بالعشر‭ ‬نبصم”،‭ ‬كنا‭ ‬دوما‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬نتباهى‭ ‬بأنه‭ ‬مهما‭ ‬تغير‭ ‬الزمن‭ ‬سنبقى‭ ‬ثابتين‭ ‬لا‭ ‬تغرينا‭ ‬القشور،‭ ‬لكنني‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬الحدث‭ ‬أؤكد‭ ‬أننا‭ ‬تغيرنا‭ ‬كثيرا،‭ ‬نعتمد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الترندات‭ ‬في‭ ‬المأكل‭ ‬والمشرب‭ ‬والملبس،‭ ‬لا‭ ‬أعلم‭ ‬ما‭ ‬معنى‭ ‬ذلك‭ ‬حقيقة‭ ‬فأنا‭ ‬لست‭ ‬مختصة‭ ‬بدراسة‭ ‬سلوكيات‭ ‬الأفراد‭ ‬والمجتمعات،‭ ‬لكنني‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أنقل‭ ‬صورة‭ ‬تلامس‭ ‬واقع‭ ‬حالنا‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬يحب‭ ‬المحاكاة‭ ‬والتقليد‭ ‬الأعمى‭ ‬فقط‭ ‬تحت‭ ‬بند‭ ‬“فلان‭ ‬سوى‭ ‬ليش‭ ‬أنا‭ ‬ما‭ ‬أسوي،‭ ‬أو‭ ‬فلان‭ ‬يقدر‭ ‬وأنا‭ ‬شلون‭ ‬ما‭ ‬أقدر”،‭ ‬فأصبح‭ ‬الجميع‭ ‬فجأة‭ ‬يلبس‭ ‬نفس‭ ‬الملبس‭ ‬ونفس‭ ‬الألوان‭ ‬ونفس‭ ‬“القصات”‭ ‬لأنه‭ ‬ترند‭ ‬و”فلان‭ ‬مو‭ ‬أحسن‭ ‬مني‭ ‬لابس”،‭ ‬حتى‭ ‬الوجوه‭ ‬أصبحت‭ ‬متشابهة‭ ‬نوعا‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬لجوء‭ ‬الكثيرات‭ ‬لإبراز‭ ‬جماليات‭ ‬وجههن‭ ‬بشكل‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يتناسب‭ ‬معهن‭ ‬فقط‭ ‬لأن‭ ‬“الموضة‭ ‬جذي”،‭ ‬والموضوع‭ ‬تخطى‭ ‬ذلك‭ ‬ووصل‭ ‬إلى‭ ‬محاكاة‭ ‬الأجساد‭ ‬للبنات‭ ‬والشباب،‭ ‬فأصبح‭ ‬فجأة‭ ‬الشباب‭ ‬جميعهم‭ ‬رياضيين‭ ‬وعضلات،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الموضوع‭ ‬زاد‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬أصبحنا‭ ‬كلنا‭ ‬نمتلك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬“المواعين”‭ ‬المتشابهة‭ ‬لأنه‭ ‬“ترند‭ ‬وهبة‭ ‬ولازم‭ ‬يكون‭ ‬عندي”‭.‬

طيب،‭ ‬أنا‭ ‬هنا‭ ‬أتفهم‭ ‬مواكبة‭ ‬التطور‭ ‬وحب‭ ‬التجديد،‭ ‬وأيضا‭ ‬التطلع‭ ‬للجمال‭ ‬والكمال‭ ‬ولا‭ ‬أستثني‭ ‬رغبات‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬كله،‭ ‬لكن‭ ‬أين‭ ‬ملامح‭ ‬التميز‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬“الكوبي‭ ‬بيست”،‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬أنت‭ ‬نفسك‭ ‬بلمساتك‭ ‬الخاصة‭ ‬وألوانك‭ ‬الخاصة؟‭ ‬لماذا‭ ‬الكل‭ ‬يشبه‭ ‬بعضه‭ ‬البعض‭ ‬فجأة‭ ‬ودون‭ ‬مقدمات،‭ ‬بت‭ ‬كثيرا‭ ‬“أتضايق”‭ ‬من‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬هوية‭ ‬لهم،‭ ‬بت‭ ‬“أتضايق”‭ ‬من‭ ‬الترند،‭ ‬أحاول‭ ‬أن‭ ‬أبذل‭ ‬جهدا‭ ‬مضاعفا‭ ‬حتى‭ ‬أجد‭ ‬لمستي‭ ‬الخاصة‭ ‬وسط‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المتشابهات‭ ‬من‭ ‬حولي،‭ ‬لا‭ ‬أعلم‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬الكورونا‭ ‬سببا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬باتوا‭ ‬متشابهين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭!.‬