ستة على ستة

ضد العنصرية

| عطا السيد الشعراوي

جميل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬اتفاق‭ ‬على‭ ‬قيم‭ ‬إيجابية‭ ‬دافعة‭ ‬ومحفزة‭ ‬للتقارب‭ ‬بين‭ ‬البشر‭ ‬جميعًا،‭ ‬وجميل‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬نتحد‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يسير‭ ‬عكس‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬الذي‭ ‬يخدم‭ ‬الإنسانية‭ ‬ويزيد‭ ‬من‭ ‬إمكانيات‭ ‬النفع‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬المجتمعات‭ ‬ويخلق‭ ‬المحركات‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬لنظام‭ ‬دولي‭ ‬إنساني‭ ‬عادل‭ ‬وخير‭.‬

فقد‭ ‬أحدثت‭ ‬تصريحات‭ ‬مسؤول‭ ‬رياضي‭ ‬تحمل‭ ‬إساءات‭ ‬واتهامات‭ ‬عنصرية‭ ‬خلال‭ ‬بث‭ ‬مباشر‭ ‬لسباق‭ ‬دراجات‭ ‬في‭ ‬أولمبياد‭ ‬طوكيو‭ ‬ردة‭ ‬فعل‭ ‬رافضة‭ ‬وقوية،‭ ‬بدأها‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬يعلق‭ ‬على‭ ‬السباق،‭ ‬إذ‭ ‬أعرب‭ ‬عن‭ ‬اندهاشه‭ ‬الشديد‭ ‬من‭ ‬سماعه‭ ‬هذه‭ ‬التصريحات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬يواجه‭ ‬تحديات‭ ‬كثيرة‭ ‬ويتطلع‭ ‬لتحقيق‭ ‬غايات‭ ‬مشتركة‭ ‬لن‭ ‬تتمكن‭ ‬دولة‭ ‬بمفردها‭ ‬من‭ ‬تحقيقها،‭ ‬ولن‭ ‬تستمتع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬بها‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تعم‭ ‬وتتحقق‭ ‬للبشرية‭ ‬كلها‭.‬

أكد‭ ‬المعلق‭ ‬أن‭ ‬الإساءة‭ ‬التي‭ ‬وقع‭ ‬فيها‭ ‬المسؤول‭ ‬الرياضي‭ ‬ضد‭ ‬أحد‭ ‬المتسابقين‭ ‬لا‭ ‬مكان‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الرياضة،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬من‭ ‬الكلمات‭ ‬التي‭ ‬تنفذه‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬الحرج‭ ‬الذي‭ ‬تسببت‭ ‬فيه،‭ ‬ثم‭ ‬تبعه‭ ‬اعتذار‭ ‬المسؤول‭ ‬نفسه،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬ضغط‭ ‬المنافسة‭ ‬جعله‭ ‬يسيء‭ ‬اختيار‭ ‬الكلمات‭.‬

بعدها،‭ ‬توسعت‭ ‬دائرة‭ ‬الاعتذارات‭ ‬والإدانة،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الذي‭ ‬ينتمي‭ ‬له‭ ‬صاحب‭ ‬التصريحات‭ ‬المسيئة،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬الاتحاد‭ ‬مساندته‭ ‬القيم‭ ‬الأولمبية‭ ‬للاحترام‭ ‬واللعب‭ ‬النظيف‭ ‬والتسامح،‭ ‬ثم‭ ‬تفننت‭ ‬الفرق‭ ‬الرياضية‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬احترامها‭ ‬التسامح‭ ‬والمساواة‭ ‬ورفضها‭ ‬العنصرية‭ ‬ومحاولات‭ ‬الفرقة‭ ‬والتفرقة‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬والمجتمعات‭.‬

أكبر‭ ‬من‭ ‬الخطأ‭ ‬هو‭ ‬ألا‭ ‬نعترف‭ ‬به‭ ‬وأن‭ ‬نتمادى‭ ‬فيه،‭ ‬فهنا‭ ‬الخطر‭ ‬الأكبر‭ ‬الذي‭ ‬يستحق‭ ‬الحساب‭ ‬والعقاب‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬تتفاقم‭ ‬العواقب‭ ‬وتزداد‭ ‬الأمور‭ ‬سوءًا،‭ ‬بينما‭ ‬الاعتراف‭ ‬سريعًا‭ ‬بالخطأ‭ ‬والاعتذار‭ ‬عنه‭ ‬فضيلة‭ ‬مهمة،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬نقطة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬نقاط‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬والتحرك‭ ‬الإنساني‭ ‬لغرس‭ ‬قيم‭ ‬جامعة‭ ‬ومبادئ‭ ‬عامة‭ ‬يحتاج‭ ‬إليها‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬مساعيه‭ ‬الرامية‭ ‬لسد‭ ‬الثغرات‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬لتعميق‭ ‬التباين‭ ‬والانقسامات‭ ‬بين‭ ‬الدول،‭ ‬بل‭ ‬وداخل‭ ‬الدولة‭ ‬ذاتها،‭ ‬فعندما‭ ‬تسود‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬وتتحكم‭ ‬في‭ ‬سلوكيات‭ ‬الدول‭ ‬والأفراد‭ ‬يمكننا‭ ‬عندها‭ ‬أن‭ ‬نتطلع‭ ‬لنظام‭ ‬دولي‭ ‬إنساني‭ ‬عادل‭ ‬ومنصف‭ ‬وشفاف‭.‬