أهمية الانتفاضة في طهران (2)

| عبدالرحمن مهابادي

خلال‭ ‬انتفاضة‭ ‬أكتوبر‭ ‬2019،‭ ‬كانت‭ ‬مدينة‭ ‬شهريار‭ ‬أحد‭ ‬مراكز‭ ‬الانتفاضة‭ ‬التي‭ ‬أضرمت‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬رمز‭ ‬لخاتم‭ ‬خميني،‭ ‬وكانت‭ ‬قلعة‭ ‬حسن‭ ‬خان‭ ‬والبرز‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬النقاط‭ ‬الملتهبة‭ ‬للانتفاضة‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬فإن‭ ‬المراكز‭ ‬الحكومية‭ ‬وكذلك‭ ‬قصر‭ ‬خامنئي‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬طهران،‭ ‬وتعتبر‭ ‬أهدافا‭ ‬مشروعة‭ ‬للمنتفضين،‭ ‬والنيل‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المواقع‭ ‬سيعطي‭ ‬هؤلاء‭ ‬الممنتفضين‭ ‬زمام‭ ‬المبادرة،‭ ‬فطهران‭ ‬هي‭ ‬قلب‭ ‬إيران،‭ ‬ويمكن‭ ‬لهذا‭ ‬القلب‭ ‬أن‭ ‬يضخ‭ ‬دماء‭ ‬الانتفاضة‭ ‬إلى‭ ‬أماكن‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬ويأخذ‭ ‬دماء‭ ‬جديدة‭ ‬منها‭.‬

لقد‭ ‬فقدت‭ ‬ألاعيب‭ ‬وحيل‭ ‬السلطة‭ ‬المتكررة‭ ‬تأثيراتها‭ ‬على‭ ‬المحتجين‭ ‬والمنتفضين،‭ ‬وقد‭ ‬كتبت‭ ‬صحيفة‭ ‬حكومية‭ ‬حول‭ ‬ذلك‭ ‬قائلة‭: ‬“هناك‭ ‬خط‭ ‬رفيع‭ ‬بين‭ ‬الاحتجاج‭ ‬والاضطراب،‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬ضبط‭ ‬القوة‭ ‬والسلوك‭ ‬فسينقطع‭ ‬هذا‭ ‬الخيط‭ ‬الرفيع‭ ‬وسيتحول‭ ‬الاحتجاج‭ ‬إلى‭ ‬اضطرابات”‭ ‬“رسالت،‭ ‬26‭ ‬يوليو‭ ‬2021”‭.‬

وبحسب‭ ‬هذه‭ ‬الحجة‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬إيراني‭ ‬يحتج‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬هو‭ ‬متمرد،‭ ‬وكل‭ ‬زقاق‭ ‬وحي‭ ‬وشارع‭ ‬ومدينة‭ ‬ومحافظة‭ ‬لديها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬مركزا‭ ‬للتمرد،‭ ‬وهذا‭ ‬الخيط‭ ‬الرفيع‭ ‬سينقطع‭ ‬اليوم‭ ‬بتشكيل‭ ‬النواة‭ ‬الأولى‭ ‬للانتفاضة،‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬يمكن‭ ‬قول‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬تبق‭ ‬مسافة‭ ‬بحجم‭ ‬“شعرة‭ ‬رفيعة”‭ ‬بين‭ ‬المنتفضين‭ ‬ولحظة‭ ‬الإطاحة‭ ‬بهذا‭ ‬النظام‭ ‬الشيطاني‭.‬

في‭ ‬اليوم‭ ‬الثاني‭ ‬عشر‭ ‬لاستمرار‭ ‬الانتفاضة‭ ‬باتجاه‭ ‬بعد‭ ‬طهران،‭ ‬شهدنا‭ ‬الانتفاضة‭ ‬في‭ ‬فرديس‭ ‬وكرمنشاه‭ ‬وبانه،‭ ‬وتستمر‭ ‬الانتفاضات‭ ‬في‭ ‬التزايد،‭ ‬فقد‭ ‬أدرك‭ ‬الناس‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القدوم‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬الشارع‭ ‬والاتحاد‭ ‬مع‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض‭ ‬يمكنهم‭ ‬إسقاط‭ ‬نظام‭ ‬الاستبداد‭ ‬الديني،‭ ‬وقد‭ ‬بات‭ ‬مولد‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬مؤكدا‭ ‬وغير‭ ‬بعيد‭. ‬“مجاهدين”‭.‬