“محرم على الأبواب”..مواجهة الجائحة بمسؤولية أكبر

| عادل عيسى المرزوق

زيارة‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬تيدروس‭ ‬غيبريسوس‭ ‬لبلادنا‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬ولقائه‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وافتتاح‭ ‬المنظمة‭ ‬لمكتبها‭ ‬رقم‭ ‬152‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬هو‭ ‬تتويج‭ ‬لتجربة‭ ‬البحرين‭ ‬الرائدة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬توصيات‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭. ‬

هذا‭ ‬الوعي‭ ‬الحضاري‭ ‬هو‭ ‬الفيصل،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬عهد‭ ‬قيادتنا‭ ‬في‭ ‬أبناء‭ ‬وطنها‭ ‬ونذكر‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬جلالة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬“أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬هم‭ ‬عتاد‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬كافة‭ ‬التحديات‭ ‬بما‭ ‬يتسمون‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬وعيٍ‭ ‬وتعامل‭ ‬حضاري‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬المستجدات‭ ‬العالمية‭ (...)‬،‭ ‬فمواجهة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭ ‬19‭) ‬والتغلب‭ ‬عليه‭ ‬ليس‭ ‬بتحدٍ‭ ‬نواجهه‭ ‬محليا‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬أزمةٌ‭ ‬يواجهها‭ ‬العالم‭ ‬بأسره،‭ ‬وكلنا‭ ‬ثقة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قادرة‭ ‬بتكاتف‭ ‬أبنائها‭ ‬على‭ ‬تخطي‭ ‬هذا‭ ‬التحدي”‭.‬

ثمة‭ ‬اختبار‭ ‬حقيقي‭ ‬الآن،‭ ‬فحتى‭ ‬ننجح‭ ‬بمعدلات‭ ‬أكبر‭ ‬سيكون‭ ‬علينا‭ ‬لزامًا‭ ‬إدراك‭ ‬مخاطر‭ ‬الفيروس‭ ‬المتحور‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يضاعف‭ ‬الحالات‭.. ‬التجمعات‭ ‬العائلية‭.. ‬المناسبات‭.. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬ورأيناه‭ ‬من‭ ‬وعي‭ ‬والتزام‭ ‬خلال‭ ‬أيام‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬المبارك،‭ ‬وبعده‭ ‬نستعد‭ ‬لاستقبال‭ ‬موسم‭ ‬عاشوراء،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬إدراك‭ ‬الخطر‭ ‬يضعنا‭ ‬أمام‭ ‬“خط‭ ‬أحمر”‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نتفاجأ‭ ‬بارتفاع‭ ‬مخيف‭ ‬للحالات‭.‬

لا‭ ‬يزال‭ ‬أمامنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العمل،‭ ‬ونحن‭ ‬نرى‭ ‬كل‭ ‬الأجهزة‭ ‬تعمل‭ ‬بأعلى‭ ‬درجات‭ ‬التأهب،‭ ‬وكل‭ ‬الجهود‭ ‬مقدرة‭.‬

إن‭ ‬مواصلة‭ ‬العمل‭ ‬والالتزام‭ ‬بأداء‭ ‬الواجبات‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الحملة‭ ‬الوطنية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬الفيروس،‭ ‬وتلبية‭ ‬كافة‭ ‬احتياجات‭ ‬القطاعات‭ ‬لمعالجة‭ ‬المعوقات‭ ‬التي‭ ‬تعترض‭ ‬الأداء،‭ ‬هي‭ ‬عبء‭ ‬ثقيل،‭ ‬لكنه‭ ‬حملته‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬بموظفيها‭ ‬وموظفاتها‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الدرجات‭.. ‬حملته‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬سلامة‭ ‬الوطن‭ ‬وأهله،‭ ‬وهو‭ ‬مسار‭ ‬مستمر‭ ‬ويتقدم‭ ‬كلما‭ ‬اشتدت‭ ‬الظروف،‭ ‬وهذا‭ ‬يحدث‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬تزداد‭ ‬اشتدادًا‭.‬

من‭ ‬الأهمية‭ ‬بمكان‭ ‬أن‭ ‬نذكر‭ ‬بما‭ ‬تركز‭ ‬عليها‭ ‬توجيهات‭ ‬الدولة،‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬اللجنة‭ ‬التنسيقية‭ ‬والفريق‭ ‬الوطني،‭ ‬من‭ ‬منع‭ ‬التجمعات،‭ ‬وأمامنا‭ ‬موسم‭ ‬إسلامي‭ ‬عظيم‭ ‬له‭ ‬مكانته‭ ‬القدسية،‭ ‬وهو‭ ‬موسم‭ ‬عاشوراء‭.. ‬ولا‭ ‬داعي‭ ‬لأن‭ ‬نذكر‭ ‬بأن‭ ‬ذكرى‭ ‬استشهاد‭ ‬الإمام‭ ‬الحسين‭ ‬“ع”،‭ ‬هي‭ ‬ذكرى‭ ‬ماثلة‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬المسلمين‭ ‬جميعًا،‭ ‬ولا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬طائفة‭ ‬دون‭ ‬أخرى‭ ‬أو‭ ‬مذهب‭ ‬دون‭ ‬آخر‭. ‬موسم‭ ‬كبير‭ ‬يحتشد‭ ‬فيه‭ ‬الناس‭ ‬لإحياء‭ ‬شعائره،‭ ‬وهي‭ ‬شعائر‭ ‬لها‭ ‬مكانتها،‭ ‬ليس‭ ‬لدينا‭ ‬كمواطنين‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬لدى‭ ‬الدولة‭ ‬أيضًا‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬لها‭ ‬كافة‭ ‬التسهيلات‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمن‭.‬

موسم‭ ‬عاشوراء‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬يلزم‭ ‬الاستعداد‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬الآن‭ ‬بخطة‭ ‬عمل‭ ‬وإجراءات‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬عقد‭ ‬التجمعات‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬فكما‭ ‬أحيينا‭ ‬عاشوراء‭ ‬منذ‭ ‬قديم‭ ‬الزمن،‭ ‬سيبقى‭ ‬الإحياء‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭ ‬أيضًا‭.. ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يزول‭ ‬خطر‭ ‬الفيروس‭ ‬ونصل‭ ‬إلى‭ ‬“صفر”‭ ‬حالات،‭ ‬وأؤمن‭ ‬بأن‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬الحسينيات‭ ‬والمآتم‭ ‬والمواكب‭ ‬مدركون‭ ‬لمسؤوليتهم‭.. ‬وكذلك‭ ‬المعزين‭ ‬والمشاركين‭.. ‬نعم‭ ‬تهفو‭ ‬قلوبنا‭ ‬لإحياء‭ ‬الذكرى،‭ ‬لكنها‭ ‬ستكون‭ ‬باقية‭ ‬نحييها‭ ‬كل‭ ‬عام‭.. ‬والجميع‭ ‬في‭ ‬خير‭ ‬وسلامة‭ ‬وأمان‭ ‬وقد‭ ‬خلصنا‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬من‭ ‬شرور‭ ‬الجوائح‭.‬