الدين وكورونا!

| زهير توفيقي

قد‭ ‬يكون‭ ‬العنوان‭ ‬غريبًا‭ ‬وغير‭ ‬مفهوم،‭ ‬لكن‭ ‬دعوني‭ ‬أوضح‭ ‬أمرا‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الغرابة،‭ ‬فقد‭ ‬تلقيت‭ ‬موضوعًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬مصدره،‭ ‬يقول‭ ‬كاتب‭ ‬الموضوع‭ ‬إن‭ ‬كورونا‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الصراعات،‭ ‬وكأنه‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬مخطط‭ ‬عالمي‭ ‬لضرب‭ ‬الإسلام‭ ‬والمسلمين‭ ‬وتفكيكهم،‭ ‬وضرب‭ ‬مثالاً‭ ‬بعيدًا‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬لب‭ ‬الموضوع،‭ ‬عن‭ ‬المثليين‭ ‬وتحديد‭ ‬النسب‭ ‬واستنساخ‭ ‬جماعات‭ ‬إسلامية‭ ‬وتغييرات‭ ‬في‭ ‬المناهج‭ ‬التعليمية‭ ‬الدينية‭ ‬وضبط‭ ‬المساهمات‭ ‬والتبرعات‭ ‬الخيرية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬النقاط‭ ‬والمبررات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬خلالها‭!‬

مشكلتنا‭ ‬الأزلية‭ ‬أننا‭ ‬نربط‭ ‬الدين‭ ‬بأي‭ ‬موضوع‭ ‬يطرح‭ ‬في‭ ‬حياتنا،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬سياسيا‭ ‬أو‭ ‬اجتماعيا‭ ‬أو‭ ‬اقتصاديا‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬رياضيا،‭ ‬فعندما‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬ضوابط‭ ‬لإقامة‭ ‬الصلاة‭ ‬في‭ ‬الجوامع‭ ‬كإجراء‭ ‬احترازي‭ ‬ضد‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬تكلم‭ ‬البعض‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء‭ ‬من‭ ‬واعز‭ ‬ديني‭ ‬بحت‭ ‬وكأنه‭ ‬لا‭ ‬يعيش‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الكوكب‭! ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬أعلم‭ ‬كيف‭ ‬يفكر‭ ‬هؤلاء‭ ‬الناس،‭ ‬فجميع‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬عانوا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬ونحن‭ ‬نطلع‭ ‬على‭ ‬التقارير‭ ‬الرسمية‭ ‬التي‭ ‬تصدرها‭ ‬الدول‭ ‬ومنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية،‭ ‬ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬الذي‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬الصفوف‭ ‬في‭ ‬الجوامع‭ ‬ليست‭ ‬متراصة‭ ‬والمصاحف‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬اليد،‭ ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬يتصافح‭ ‬المصلون‭! ‬أنا‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الأصوات‭ ‬لا‭ ‬تلقى‭ ‬صدا‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬البحريني‭ ‬الواعي‭.‬

نحن‭ ‬قوم‭ ‬نحب‭ ‬أن‭ ‬نعالج‭ ‬الخطأ‭ ‬بالخطأ‭ ‬كما‭ ‬يقولون،‭ ‬فلا‭ ‬نعالج‭ ‬قضايانا‭ ‬بالموضوعية‭ ‬والطرق‭ ‬العلمية،‭ ‬والعاطفة‭ ‬تغلب‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬قراراتنا‭. ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬خطابات‭ ‬ورسائل‭ ‬إيجابية‭ ‬لا‭ ‬غير،‭ ‬ولا‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬“خزعبلات”‭ ‬وتفسيرات‭ ‬لا‭ ‬تخدم،‭ ‬الجميع‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬يدًا‭ ‬بيد‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬ممثلة‭ ‬بالفريق‭ ‬الطبي‭ ‬الذي‭ ‬يبذل‭ ‬الغالي‭ ‬والنفيس،‭ ‬وهم‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬نجحوا‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬وبشهادة‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬أثناء‭ ‬زيارته‭ ‬المملكة‭.‬

نحن‭ ‬بأمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬توجيه‭ ‬خطب‭ ‬ومواعظ‭ ‬توعوية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬لتحفيز‭ ‬الناس‭ ‬وتشجيعهم‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬الجاد‭ ‬والمخلص،‭ ‬فالبحريني‭ ‬وبفضل‭ ‬دعم‭ ‬ومساندة‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬أثبت‭ ‬جدارته‭ ‬للعالم‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الميادين‭ ‬ويحتاج‭ ‬إلى‭ ‬جرعات‭ ‬منشطة‭ ‬من‭ ‬التشجيع‭ ‬والثناء‭.‬