تونس أولاً

| يوسف الحداد

لا‭ ‬تكف‭ ‬المنابر‭ ‬الإعلامية‭ ‬التحريضية‭ ‬والمنصات‭ ‬الدعائية‭ ‬التابعة‭ ‬للتنظيمات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬والممولة‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬خارجية‭ ‬وتعمل‭ ‬بتوجيهاتها،‭ ‬لا‭ ‬تكف‭ ‬عن‭ ‬محاولات‭ ‬الإساءة‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬والتشكيك‭ ‬في‭ ‬نواياها‭ ‬وأدوارها‭ ‬القومية‭ ‬التي‭ ‬تتحمل‭ ‬في‭ ‬سبيلها‭ ‬الكثير‭ ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬المستويات‭ ‬السياسية‭ ‬والإنسانية‭ ‬والمادية،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تضحيات‭ ‬شهداء‭ ‬الإمارات‭ ‬دفاعاً‭ ‬عن‭ ‬سيادة‭ ‬أمن‭ ‬اليمن،‭ ‬أو‭ ‬التزامها‭ ‬بحل‭ ‬النزاعات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬بالحوار‭ ‬والطرق‭ ‬السلمية‭ ‬والإسهام‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الاستقرار‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توجيه‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬الضخمة‭ ‬لمساعدة‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬تجاوز‭ ‬محنتها‭ ‬التي‭ ‬تعمقت‭ ‬واتسعت‭ ‬رقعتها‭ ‬منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬موجات‭ ‬الفوضى‭ ‬والاضطرابات‭ ‬التي‭ ‬لعبت‭ ‬فيها‭ ‬تنظيمات‭ ‬الإرهاب‭ ‬ودول‭ ‬إقليمية‭ ‬عدة،‭ ‬أدوراً‭ ‬مشبوهة‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬تمكين‭ ‬هذه‭ ‬التنظيمات‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬هندسة‭ ‬الواقع‭ ‬الجيواستراتيجي‭ ‬العربي‭.‬

ويشير‭ ‬الواقع‭ ‬الإقليمي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬تتحمل،‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد،‭ ‬أعباء‭ ‬ومسؤوليات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مرتكزات‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي‭ ‬وصون‭ ‬مصالح‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬أطماع‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمية‭ ‬التوسعية‭ ‬التي‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬اللحظة‭ ‬العربية‭ ‬الراهنة‭ ‬فرصة‭ ‬سانحة‭ ‬للتمدد‭ ‬استراتيجياً‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬وحدة‭ ‬وسيادة‭ ‬وأمن‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭. ‬والمؤكد‭ ‬أن‭ ‬مواقف‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬وسياساتها‭ ‬الراهنة‭ ‬لا‭ ‬تنفك‭ ‬عن‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬التي‭ ‬تؤمن‭ ‬بها‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬منذ‭ ‬التأسيس‭.‬

التنظيمات‭ ‬والجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬ومن‭ ‬يمولها‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬ودول‭ ‬خارجية،‭ ‬وعند‭ ‬كل‭ ‬هزيمة‭ ‬لهم‭ ‬ولمشروعاتهم‭ ‬الإرهابية‭ ‬يلقون‭ ‬باللوم‭ ‬واللائمة‭ ‬على‭ ‬الإمارات،‭ ‬والسبب‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إنجازات‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬وتطورها‭ ‬ومصداقيتها‭ ‬ومكانتها‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية،‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬رفع‭ ‬الرئيس‭ ‬التونسي،‭ ‬قيس‭ ‬سعيد،‭ ‬شعار‭ ‬“تونس‭ ‬أولاً”‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إصداره‭ ‬مساء‭ ‬الأحد‭ ‬الماضي،‭ ‬قرارا‭ ‬بإعفاء‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬من‭ ‬منصبه‭ ‬وتجميد‭ ‬عمل‭ ‬البرلمان‭ ‬ورفع‭ ‬الحصانة‭ ‬عن‭ ‬النواب،‭ ‬خرج‭ ‬علينا‭ ‬زعيم‭ ‬حزب‭ ‬النهضة‭ ‬الإسلامي‭ ‬ورئيس‭ ‬البرلمان‭ ‬التونسي‭ ‬راشد‭ ‬الغنوشي‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬لإحدى‭ ‬القنوات‭ ‬الإعلامية‭ ‬التركية‭ ‬قائلاً‭ ‬“إن‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬إماراتية‭ ‬تقف‭ ‬وراء‭ ‬الدفع‭ ‬نحو‭ ‬الانقلاب‭ ‬واستهداف‭ ‬مقار‭ ‬حركة‭ ‬النهضة”،‭ ‬ومن‭ ‬قبله‭ ‬يتهم‭ ‬النصف‭ ‬المرزوقي‭ ‬الإمارات‭ ‬بأنها‭ ‬وراء‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬بقوله‭ ‬“إن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬هو‭ ‬الحلقة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬مخطط‭ ‬إسقاط‭ ‬ثورات‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬والإمارات‭ ‬تقف‭ ‬خلفها”‭.‬

إن‭ ‬حقد‭ ‬الحاقدين‭ ‬ومن‭ ‬يمولهم‭ ‬ممن‭ ‬يعيشون‭ ‬عقدة‭ ‬النقص‭ ‬الإخوانية‭ ‬يجعلنا‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬نفتخر‭ ‬ونفاخر‭ ‬بقيادتنا‭ ‬الرشيدة‭ ‬ونصطف‭ ‬خلفها‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد،‭ ‬فنحن‭ ‬واثقون‭ ‬في‭ ‬حكمة‭ ‬قادتنا،‭ ‬ولن‭ ‬تؤثر‭ ‬علينا‭ ‬ولا‭ ‬على‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬الحملات‭ ‬الدعائية‭ ‬الخبيثة‭ ‬وأبواق‭ ‬التحريض‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬وراءها‭ ‬تنظيمات‭ ‬الإرهاب‭ ‬والأنظمة‭ ‬والدول‭ ‬الممولة‭ ‬والداعمة‭ ‬لها‭ ‬مالياً‭ ‬وإعلامياً‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬