سوالف

صوت الحروف مع جبران

| أسامة الماجد

يا‭ ‬لروعة‭ ‬جبران‭ ‬خليل‭ ‬جبران‭ ‬وعالمه‭ ‬الذي‭ ‬يمنح‭ ‬الغنى‭ ‬الفكري‭ ‬والثقافي،‭ ‬وكذلك‭ ‬إعادة‭ ‬ترتيب‭ ‬واقعنا‭ ‬لاجتياز‭ ‬العقبات‭ ‬والعثرات،‭ ‬بل‭ ‬والقفز‭ ‬نحو‭ ‬أجنحة‭ ‬الشمس‭ ‬والتربع‭ ‬على‭ ‬قبة‭ ‬السماء‭. ‬قرأنا‭ ‬“المواكب”‭ ‬و”النبي”‭ ‬و”المجنون”‭ ‬و”الأجنحة‭ ‬المتكسرة”‭ ‬و”مناجاة‭ ‬الروح”‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬ذات‭ ‬الهندسة‭ ‬الخاصة‭ ‬حينما‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬القارئ،‭ ‬وتساوي‭ ‬كل‭ ‬كنوز‭ ‬الأرض،‭ ‬أولم‭ ‬يقل‭ ‬“جابريل‭ ‬مارسل”‭ ‬“الشمس‭ ‬تحرق‭ ‬الإنسان‭ ‬ولكنها‭ ‬لا‭ ‬تحرق‭ ‬الكتب‭ ‬والأوراق‭ ‬الجميلة”‭.‬

جبران‭ ‬خليل‭ ‬جبران‭ ‬وكما‭ ‬وصفه‭ ‬نقولا‭ ‬عريضة‭ ‬بأنه‭ ‬“فخر‭ ‬الناطقين‭ ‬بالضاد،‭ ‬هو‭ ‬معشوق‭ ‬الحقيقة‭ ‬ومحبوبته‭ ‬الحكمة‭ ‬التي‭ ‬جادت‭ ‬عليه‭ ‬بأحد‭ ‬أكاليلها‭ ‬العجيبة،‭ ‬هو‭ ‬همزة‭ ‬الوصل‭ ‬بين‭ ‬القديم‭ ‬والجديد‭ ‬والصلة‭ ‬الكبرى‭ ‬لتعريف‭ ‬وتشريف‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬والتعامل‭ ‬الأكبر‭ ‬لازدهارها،‭ ‬وأول‭ ‬كاتب‭ ‬شرقي‭ ‬أعلن‭ ‬ثورته‭ ‬الفكرية‭ ‬والأدبية‭ ‬فقبلتها‭ ‬قلوب‭ ‬الناشئة‭ ‬الحرة‭ ‬بسهولة‭ ‬وكلهم‭ ‬من‭ ‬عاشقي‭ ‬النور،‭ ‬وكانت‭ ‬من‭ ‬نتيجة‭ ‬تأثيرات‭ ‬كتاباته‭ ‬الساحرة‭ ‬انقلابات‭ ‬خطيرة‭ ‬وتطورات‭ ‬عظيمة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الأدب‭ ‬العربي‭ ‬خضعت‭ ‬لها‭ ‬النفوس‭ ‬خاشعة”‭.‬

عندما‭ ‬لا‭ ‬نعود‭ ‬إلى‭ ‬كتابات‭ ‬جبران‭ ‬خليل‭ ‬جبران‭ ‬بين‭ ‬حين‭ ‬وآخر‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الاغتراب،‭ ‬وتصبح‭ ‬كفوفنا‭ ‬بلا‭ ‬خطوط،‭ ‬خصوصا‭ ‬لمن‭ ‬اعتاد‭ ‬على‭ ‬رفقة‭ ‬الكتاب‭ ‬وصوت‭ ‬الحروف‭.‬

يقول‭ ‬جبران‭ ‬“يقولون‭ ‬لي‭.. ‬لو‭ ‬عرف‭ ‬المرء‭ ‬نفسه‭ ‬لعرف‭ ‬جميع‭ ‬الناس،‭ ‬وأنا‭ ‬أقول،‭ ‬لو‭ ‬أحب‭ ‬المرء‭ ‬الناس‭ ‬لعرف‭ ‬شيئا‭ ‬عن‭ ‬نفسه”،‭ ‬ويقارن‭ ‬بين‭ ‬المتفائل‭ ‬والمتشائم‭ ‬بجملة‭ ‬رائعة‭ ‬“المتفائل‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬الوردة‭ ‬ولا‭ ‬يرى‭ ‬أشواكها،‭ ‬والمتشائم‭ ‬يحدق‭ ‬بالأشواك‭ ‬ولا‭ ‬يرى‭ ‬الوردة”،‭ ‬وإليكم‭ ‬الحكمة‭ ‬“يكاد‭ ‬المؤمن‭ ‬يشك‭ ‬بعدل‭ ‬الحياة‭ ‬عندما‭ ‬يرى‭ ‬حيلة‭ ‬الثعلب‭ ‬متغلبة‭ ‬على‭ ‬عدل‭ ‬الأسد”‭.‬

ويصف‭ ‬الأمة‭ ‬المستعبدة‭ ‬“إن‭ ‬الأمة‭ ‬المستعبدة‭ ‬بروحها‭ ‬وعقليتها‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬حرة‭ ‬بملابسها‭ ‬وعاداتها”،‭ ‬ويقول‭ ‬عن‭ ‬الحياة‭ ‬“إن‭ ‬الحياة،‭ ‬كل‭ ‬الحياة،‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬نختبره‭ ‬بأرواحنا،‭ ‬والوجود،‭ ‬كل‭ ‬الوجود،‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬نعرفه‭ ‬ونحققه‭ ‬فنبتهج‭ ‬به‭ ‬أو‭ ‬نتوجع‭ ‬لأجله”‭.‬