فجر جديد

وللسودان محبة خاصة بالقلب

| إبراهيم النهام

عبرت‭ ‬الكلمة‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الدكتور‭ ‬عبداللطيف‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬الزياني‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬افتتاح‭ ‬المقر‭ ‬الجديد‭ ‬للبعثة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬السودانية‭ ‬في‭ ‬ضاحية‭ ‬السيف‭ ‬صباح‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الماضي،‭ ‬عن‭ ‬جوهر‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مكنون‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬كل‭ ‬المواطنين‭ ‬البحرينيين‭ ‬تجاه‭ ‬السودان،‭ ‬وتجاه‭ ‬شعبها‭ ‬الشقيق‭ ‬والعزيز‭ ‬جداً‭.‬

الزياني‭ ‬قال‭ ‬“إننا‭ ‬لنكن‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قيادة‭ ‬وشعبا،‭ ‬للسودان‭ ‬الشقيق‭ ‬محبة‭ ‬وتقديراً،‭ ‬ونتابع‭ ‬جهود‭ ‬حكومته‭ ‬الموقرة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والسلام،‭ ‬والانطلاق‭ ‬نحو‭ ‬بناء‭ ‬دولة‭ ‬ديمقراطية‭ ‬مستقرة‭ ‬وآمنة،‭ ‬تنعم‭ ‬بالنماء‭ ‬والتقدم‭ ‬والازدهار”‭.‬

إن‭ ‬للسودان‭ ‬مكانة‭ ‬خاصة‭ ‬بالقلب‭ ‬والنفس،‭ ‬فالسودانيون‭ ‬نجحوا‭ ‬عبر‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬خير‭ ‬سفراء‭ ‬لبلادهم‭ ‬وأوطان‭ ‬العرب‭ ‬جميعاً،‭ ‬خلقا،‭ ‬وطيبة،‭ ‬وأدبا،‭ ‬وعلما،‭ ‬وفهما،‭ ‬وأنهم‭ ‬لا‭ ‬يتركون‭ ‬بأي‭ ‬مكان‭ ‬يصلون‭ ‬إليه،‭ ‬إلا‭ ‬الأثر‭ ‬الجميل،‭ ‬والسمعة‭ ‬الطيبة،‭ ‬وروابط‭ ‬الخلق‭ ‬والتعارف‭ ‬الحميد،‭ ‬كما‭ ‬أنهم‭ ‬يقلبون‭ ‬منظومات‭ ‬وبيئات‭ ‬العمل،‭ ‬واستراتيجيتها‭ ‬لما‭ ‬هو‭ ‬أفضل‭ ‬وأنتج،‭ ‬وأبقى،‭ ‬وهذه‭ ‬حقيقة‭ ‬العقول‭ ‬المبدعة‭ ‬والمنتجة‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬والطب‭ ‬والهندسة‭ ‬والأدب‭ ‬والصحافة‭ ‬وغيرها،‭ ‬ولم‭ ‬يؤثر‭ ‬غيابهم‭ ‬عن‭ ‬الوطن‭ ‬قيد‭ ‬أنملة‭ ‬في‭ ‬اعتزاز‭ ‬السودانيين‭ ‬بوطنهم‭ ‬الأم،‭ ‬وهو‭ ‬اعتزاز‭ ‬يترجم‭ ‬بأبسط‭ ‬يوميات‭ ‬حياتهم،‭ ‬كافتخارهم‭ ‬الجم‭ ‬بزيهم‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يفارقهم‭ ‬قط‭.‬

السودانيون‭ ‬مثال‭ ‬حي‭ ‬في‭ ‬الثبات‭ ‬على‭ ‬حب‭ ‬الوطن،‭ ‬وعدم‭ ‬الجحود‭ ‬به،‭ ‬وهو‭ ‬وفاء‭ ‬مستمر‭ ‬وواصل‭ ‬للأرض‭ ‬التي‭ ‬تحتضنهم،‭ ‬ويعملون‭ ‬ويكدون‭ ‬بها،‭ ‬والتي‭ ‬إن‭ ‬اختلفت‭ ‬عن‭ ‬عاداتهم‭ ‬وقيمهم،‭ ‬فإنها‭ ‬لا‭ ‬تلونهم‭ ‬قط،‭ ‬ولا‭ ‬تغير‭ ‬جلودهم،‭ ‬ولا‭ ‬تنسيهم‭ ‬من‭ ‬هم،‭ ‬بل‭ ‬العكس،‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬رساخة‭ ‬قيمهم،‭ ‬وقوتها،‭ ‬وصلابتها‭.‬

وأستذكر‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬اليوم‭ ‬العابر،‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬الإخوة‭ ‬السودانيين‭ ‬الذين‭ ‬تركوا‭ ‬الأثر‭ ‬الطيب‭ ‬في‭ ‬نفسي‭ ‬شخصياَ،‭ ‬أستذكر‭ ‬الصحافي‭ ‬خالد‭ ‬أبو‭ ‬أحمد،‭ ‬والمستشار‭ ‬القانوني‭ ‬إسماعيل‭ ‬النصري،‭ ‬والمستشار‭ ‬القانوني‭ ‬جعفر‭ ‬الشيخ‭ ‬السنوسي‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬وغيرهم‭ ‬كثيرون‭ ‬لا‭ ‬تحضرني‭ ‬المساحة‭ ‬لذكرهم،‭ ‬فشكرا‭ ‬لهم،‭ ‬وأدام‭ ‬الله‭ ‬الخير‭ ‬والازدهار‭ ‬للسودان‭ ‬قيادة‭ ‬وشعبا‭.‬